اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
ألقى دولة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة، يوم السبت، محاضرة بعنوان 'السردية الأردنية في ظل التحولات الإقليمية' في منتدى الحموري الثقافي، تناول فيها أبرز المحطات التاريخية التي شكّلت هوية الأردن السياسية ودوره القومي الداعم للقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأكد الروابدة أن رسالته بعد التقاعد تتمثل في تعزيز وعي الأجيال بتاريخ وطنهم ومكانته الريادية، مشددًا على أن التاريخ يمثل ذاكرة الشعوب ومصدر فخرها، وهو ما يغذي روح الانتماء والتضحية من أجل حماية أمن الأردن واستقراره.
وفي استعراضه للمسار التاريخي للأردن، أوضح أن التاريخ الوطني الأردني تميز بالنقاء والالتزام بالمبادئ العربية الأصيلة، محذرًا من محاولات بعض الأجندات المغرضة لتشويه هذا الإرث الوطني المشرف. كما شدد على أهمية ترسيخ الهوية الوطنية الأردنية استنادًا إلى رواية تاريخية راسخة ووعي بانتماء الأردن العميق لأمته العربية.
وبيّن الروابدة أن الأردن كان الرافعة الأساسية للثورة العربية الكبرى وحامل مشروعها الوحدوي، مستعرضًا نشأة البيئة السياسية والاجتماعية في المملكة، والتي صاغتها تفاعلات التاريخ والجغرافيا والمجتمع، وأسهمت في بناء الشخصية الوطنية المتميزة.
وسلط الضوء على الموقع الجغرافي المتميز للأردن وعلاقته العضوية بفلسطين، إضافة إلى قوة النظام السياسي، والدور الحيوي الذي تلعبه المملكة إقليميًا ودوليًا.
وفي سياق المحاضرة، تناول الروابدة دلالات اسم 'الأردن' في المصادر التاريخية القديمة، موضحًا أن التسمية بدأت من نهر الأردن قبل أن تمتد إلى المناطق المحيطة به. واستعرض الإرث الحضاري للممالك السامية مثل أدوم ومؤاب وعمون، مؤكدًا أن موقع الأردن جعله معبرًا هامًا للتجارة والثقافة بين الشرق والغرب.
كما استعرض المحطات التاريخية الكبرى التي مر بها الأردن، بدءًا من مملكة الأنباط، مرورًا بالعصور الرومانية والبيزنطية، وصولًا إلى الفتح الإسلامي ومعارك حاسمة كـ'مؤتة' و'اليرموك'، موضحًا أهمية الدور السياسي والاقتصادي للأردن خلال العهدين الأموي والعباسي.
وتوقف الروابدة عند مشاركة الأردنيين الفاعلة في الثورة العربية الكبرى عام 1916، مشددًا على أن الأردن شكل إحدى الساحات الرئيسية لها وساهم بفاعلية في تحرير المنطقة من الحكم العثماني.
وتناول أيضًا انعكاسات احتلال العراق والصراعات العربية التي تلت ذلك، مشيرًا إلى أن هذه المتغيرات مهّدت للقبول العربي بمبدأ السلام، ومكنت من انعقاد مؤتمر مدريد عام 1991، حيث شاركت منظمة التحرير الفلسطينية ضمن الوفد الأردني المشترك.
وأوضح الروابدة أن الأردن تعامل بحذر مع مسار المفاوضات الثنائية، متمسكًا بالعمل العربي المشترك رغم الضغوط. وأضاف أن توقيع اتفاقية أوسلو المفاجئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993 دفع الأردن إلى تسريع مفاوضاته الخاصة، مما أفضى إلى توقيع معاهدة وادي عربة عام 1994، التي استعادت بموجبها المملكة حقوقها المائية والأرضية، مع التأكيد على التزام الأردن بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
وفي ختام محاضرته، أكد الروابدة أن الأردن بقيادة الهاشميين ظل وفيًا لرسالته القومية، متمسكًا بمواقفه الثابتة تجاه دعم قضايا الأمة العربية، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وضمان حق اللاجئين في العودة والتعويض.