فيفيان أنطونيوس تتحدث عن دور طارق سويد في نجاح تلاميذها بـ " مش مسرحية "

في تجربة فنية فريدة، تحمل في طياتها رسالة تربوية وإنسانية، تعاونت الممثلة والكاتبة اللبنانية فيفيان أنطونيوس مع الكاتب والمخرج ومعد ومقدم البرامج طارق سويد، لتقديم مسرحية جديدة بعنوان 'مش مسرحية'، تمثيل تلاميذ 'Maison D’Art'.

هذا العمل، الذي جمع بين الاحتراف والعفوية، شكّل مساحة لمشاهد متفرقة، لإطلاق الطاقات الشابة وإبراز مواهب جديدة تستحق الفرص.

من خلال مشاهد منفصلة ومكثفة، تخلق 'مش مسرحية' حالة من التفاعل الحي مع الجمهور، تحرك فيه مشاعر متضاربة وتدعوه للتفكير، بأداء رائع من الممثلين إيلي الحلو، رنا يمين، روني فارس، باميلا جرمانوس، رونالدو سعد، رايا الحوت، إلسي شليطا، إسماعيل حسينات، جوي مانوكيان، ناتالي جرجس، أيمن التيماني وماريتا حداد.

في هذه المقابلة، تفتح فيفيان أنطونيوس قلبها لموقع 'الفن'، وتكشف لنا كواليس مسرحية 'مش مسرحية'، وتأثير هذا العمل على مسيرة الممثلين الناشئين الفنية والإنسانية، كما تسلّط الضوء على أهمية المسرح كأداة تربوية تغيّر وتلهم في مجتمعنا الحالي، وتتحدث عن رؤيتها لواقع الفن في لبنان، ودورها في دعم الجيل الصاعد.

كيف تصفين تعاونكِ مع طارق سويد من خلال 'Maison D’Art'؟

عندما أسست أكاديمية 'Maison D’Art'، كانت خجولة في بداياتها، لتكبر في ما بعد مع الوقت، وبدأت المواهب بالقدوم إلينا، وكنت أقول دائماً إنني لا أريد أن أخذل هؤلاء الطلاب، وآمل أن تكون لديهم فسحة أمل، في أن تظهر قدراتهم ومواهبهم للصحافة والجمهور. ولدت فكرة المسرحية عند حضر طارق ليقدم ورشة عمل لهم في الأكاديمية، وإقترحت عليه الفكرة، وسألته إذا كان سيكتب لهم نصاً، وكانت إجابته 'طبعاً'، وبدأ بعدها الحلم يكبر إلى أن تحقق، وكان شعورنا رائعاً بإنتاجنا المتواضع، وكان أملنا كبيراً بهذه المواهب الجديدة، كنا متحمسين جداً، وهذه بداية الطريق.

خطتنا الآن هي أن نصنع عملاً مسرحياً لكل مجموعة طلاب تشارك في ورش العمل لفترة معينة، وذلك ليوصلوا صوتهم إلى الجمهور.

إلى أين تتوقعين أن يصل تلاميذك؟

لقد انهمرت دموعي خلال مشاهدتي عملهم وأداءهم، لأنني أشعر أنهم أولادي، وقد تعبنا لساعات طويلة في التدريب سوياً، بالإضافة إلى التدرب مع طارق، فقد تعب هؤلاء الشبان معنا كثيراً، وأتمنى أن يكون ما أفعله مفيداً وحافزاً لنجاحهم، وأنا في بداياتي دعمني الكاتب الراحل مروان نجار. أتمنى أن أوصل صوتهم، حتى لو من خلال هذه الإنتاج البسيط، وأنا أعمل حالياً مع 300 تلميذ، وأؤكد أن جميعهم يستحقون أن يقفوا على خشبة المسرح، أو أن يظهروا عبر شاشة التلفزيون.

هل لا زال المسرح قوياً، في ظل التطور السريع للتلفزيون الذي أصبح يتضمن السينما؟

المسرح سيتطور كثيراً، فنحن شعب يحب الثقافة والفن، وقد أصبحت تذاكر المسرحية محجوزة بالكامل، بالرغم أن الممثلين فيها ليسوا مشهورين، وقد مددنا عرضها لخمسة عروض إضافية، بالإضافة إلى المطالبات بعروض في مختلف المناطق اللبنانية، وهذا دليل على أن الناس متشوقون للثقافة، فاللبنانيون يقدّرون الفن، خصوصاً بعد الأزمات التي مروا بها، وبالتحديد إنتشار فيروس كورونا حين سئموا من الأجهزة الإلكترونية، وأشعر أنهم أصبحوا متعطشين لمشاهدة أعمال مباشرة على المسرح.

هل تحضرين لأي أعمال جديدة قد تتضمن هذه المواهب الجديدة؟

أحضر حالياً لعمل خاص بي، فقد إشتقت إلى التمثيل كثيراً، وسيكون العمل من كتابة طارق سويد، ومن تمثيل يورغو شلهوب وأنا، وما زلنا في مرحلة المفاوضات، ولكن نحن نؤلف مسرحية قد تبصر النور قريباً. أما بالنسبة إلى تلاميذي، فنحن نحضر مسرحية سوياً، فأنا لن أتركهم في منتصف الطريق، ولدي سلاح وقوة سأستخدمهما لأوصل مواهبهم وقدراتهم بالشكل الصحيح.