اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
في كل مرة كنت أزورمنطقتي عراق الأمير و قصر العبد تحديداكنت أقف و لم يكن حولي سياح، ولا مرشدين، ولا ضجيج آلات التصوير. كان هناك فقط صمت الزمان... ووحشة التساؤل:لِمَ كل هذا التجاهل؟ عراق الأمير، تلك البقعة التي تبعد أقل من 15 كم عن عمّان، مازالتمستترة عن الأنظار. وكأنها ليست جزءًا من الذاكرة، ولا مشروعًا سياحيًا، ولا حتى مجتمعًا حيًا.إنها مرآة واضحة لما يمكن أن يحدث حين نغفل عن كنوزنا القومية.لمن لا يعرف عراق الأمير فهي تقع ضمن لواء وادي السير الذي يقطنه أكثر من 160 ألف نسمة، حيث تمزج هذه المنطقة بين التاريخ والطبيعة في صورة قصر أثري متميز في الشرق الأوسط. ولا يقتصر جمالها على ذلك، بل تشمل أكثر من ثلاثين عين ماء قديمة وبيئة غنية تزدهر بزراعة الزيتون، التين، اللوزيات، القمح والشعير. ومع كل هذه الكنوز، إلا أن البنية التحتية السياحية لا تزال غائبة، والمسارات الطبيعية تفتقر إلى التنظيم، كما أن الترويج الإعلامي دون المطلوب.تتخطى المساحات الزراعية في وادي السير حاجز 13 ألف دونم، وتروى في معظمها بمياه طبيعية. لكن التحديات تتمثل في الإهمال وشح المياه، مما يهدد استمرارية هذا المشهد الزراعي المميز، الذي يعكس هوية وحياة المنطقة.أهالي عراق الأمير... حراس المكانأبناء عراق الأمير ليسوا مجرد سكان؛ إنهم حماة هذا التراث العريق وحاملو قصصه. يعانون من تهميش مزدوج: فلا توجد مشاريع تنموية حقيقية تشملهم، ولم تتاح لهم الفرصة للاستفادة من مواردهم الطبيعية والتاريخية. فالنساء يبدعن في الحرف اليدوية ولكن بدون دعم تسويقي، والشباب يجدون الأمل في الهجرة إلى عمّان بحثًا عن فرص عمل في مطاعم ومراكز تجارية. أين هي خطط التمكين المجتمعي؟ أين التدريب المناسب؟ أين الدعم لريادة الأعمال الزراعية والسياحية؟هوية المكان في خطر... والإرادة هي الحل الأزمة في عراق الأمير ليست فقط اقتصادية أو سياحية، بل هي تهديد للهوية. هذه المنطقة لديها القدرة على أن تصبح مركزًا للسياحة البيئية والتعليمية ومنصة لتدريب الشباب في مجال السياحة، لكنها تحتاج إلى دعم فعلي وإرادة تترجم الأهداف إلى أفعال ملموسة.نحن لا نطلب معجزة، بل نسعى لمسارات مخصصة للزوار، مراكز للزوار، خطط ترويجية فاعلة، دعم المنتجات المحلية، حماية البيئة، وإشراك حقيقي للأهالي في صناعة المستقبل.الفرصة قائمة... لكنها تتضاءلتخيلوا عراق الأمير كمحمية ثقافية سياحية تربط بين التاريخ والطبيعة والزراعة. تخيلوا أن يجلس الزائر على التراث الحجري مستمتعًا بشاي الميرمية ونعنع السيل ويأكل اللزيقيات ويشتري التين والرمان من يد احد أبنائها هل هذا طموح كبير؟رسالة من قلب الواقعهذا المقال دعوة للتغيير. دعوة لرؤية عراق الأمير الحديقة الخلفية لعمان كما كان يطق عليها رحمة الله عليه عقل بلتاجي(أمين عمان اسابق) بعين أكثرعمقًا تعانق الحياة والتنمية والعدالة.لا يزال الأمل حيًا في عراق الأمير بين الحجارة ينتظر من يأخذ الخطوة الأولى.
في كل مرة كنت أزورمنطقتي عراق الأمير و قصر العبد تحديداكنت أقف و لم يكن حولي سياح، ولا مرشدين، ولا ضجيج آلات التصوير. كان هناك فقط صمت الزمان... ووحشة التساؤل:لِمَ كل هذا التجاهل؟ عراق الأمير، تلك البقعة التي تبعد أقل من 15 كم عن عمّان، مازالتمستترة عن الأنظار. وكأنها ليست جزءًا من الذاكرة، ولا مشروعًا سياحيًا، ولا حتى مجتمعًا حيًا.إنها مرآة واضحة لما يمكن أن يحدث حين نغفل عن كنوزنا القومية.
لمن لا يعرف عراق الأمير فهي تقع ضمن لواء وادي السير الذي يقطنه أكثر من 160 ألف نسمة، حيث تمزج هذه المنطقة بين التاريخ والطبيعة في صورة قصر أثري متميز في الشرق الأوسط. ولا يقتصر جمالها على ذلك، بل تشمل أكثر من ثلاثين عين ماء قديمة وبيئة غنية تزدهر بزراعة الزيتون، التين، اللوزيات، القمح والشعير. ومع كل هذه الكنوز، إلا أن البنية التحتية السياحية لا تزال غائبة، والمسارات الطبيعية تفتقر إلى التنظيم، كما أن الترويج الإعلامي دون المطلوب.تتخطى المساحات الزراعية في وادي السير حاجز 13 ألف دونم، وتروى في معظمها بمياه طبيعية. لكن التحديات تتمثل في الإهمال وشح المياه، مما يهدد استمرارية هذا المشهد الزراعي المميز، الذي يعكس هوية وحياة المنطقة.
أهالي عراق الأمير... حراس المكان
أبناء عراق الأمير ليسوا مجرد سكان؛ إنهم حماة هذا التراث العريق وحاملو قصصه. يعانون من تهميش مزدوج: فلا توجد مشاريع تنموية حقيقية تشملهم، ولم تتاح لهم الفرصة للاستفادة من مواردهم الطبيعية والتاريخية. فالنساء يبدعن في الحرف اليدوية ولكن بدون دعم تسويقي، والشباب يجدون الأمل في الهجرة إلى عمّان بحثًا عن فرص عمل في مطاعم ومراكز تجارية. أين هي خطط التمكين المجتمعي؟ أين التدريب المناسب؟ أين الدعم لريادة الأعمال الزراعية والسياحية؟
هوية المكان في خطر... والإرادة هي الحل الأزمة في عراق الأمير ليست فقط اقتصادية أو سياحية، بل هي تهديد للهوية. هذه المنطقة لديها القدرة على أن تصبح مركزًا للسياحة البيئية والتعليمية ومنصة لتدريب الشباب في مجال السياحة، لكنها تحتاج إلى دعم فعلي وإرادة تترجم الأهداف إلى أفعال ملموسة.
نحن لا نطلب معجزة، بل نسعى لمسارات مخصصة للزوار، مراكز للزوار، خطط ترويجية فاعلة، دعم المنتجات المحلية، حماية البيئة، وإشراك حقيقي للأهالي في صناعة المستقبل.
الفرصة قائمة... لكنها تتضاءل
تخيلوا عراق الأمير كمحمية ثقافية سياحية تربط بين التاريخ والطبيعة والزراعة. تخيلوا أن يجلس الزائر على التراث الحجري مستمتعًا بشاي الميرمية ونعنع السيل ويأكل اللزيقيات ويشتري التين والرمان من يد احد أبنائها هل هذا طموح كبير؟
رسالة من قلب الواقع
هذا المقال دعوة للتغيير. دعوة لرؤية عراق الأمير الحديقة الخلفية لعمان كما كان يطق عليها رحمة الله عليه عقل بلتاجي(أمين عمان اسابق) بعين أكثرعمقًا تعانق الحياة والتنمية والعدالة.
لا يزال الأمل حيًا في عراق الأمير بين الحجارة ينتظر من يأخذ الخطوة الأولى.