اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
إغراء المنسف والعلاقات العامة وأصحاب المعالي والسعادة والعطوفة #عاجل
د. محمد أبو بكر
مافي حدا أحسن من حدا ، ويجب على حضرتي القيام بتشغيل مخّي جيدا ، لا يجوز أن أبقى على هذا الحال ، يجب أن أقيم علاقات مع أصحاب الشأن والنفوذ في البلد ، من وزراء ومسؤولين وأصحاب سلطة ، يجب أن تكون لي اتصالات وتواصل معهم ، لا تستقيم أموري أبدا وأنا أعيش بغباء ، ولا أدري كيف لي التصرّف .
فعلا ؛ مافي حدا أحسن من حدا ، ولذلك قررت ، مثل غيري ، إقامة وليمة كبرى بالمنسف البلدي ، وليس الروماني ، والجميد كركي ، بلاش ننكشف بالجميد السوري أو المصري ، والعمل على دعوة أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة ، فكما علمت من صاحب خبرة ، بأن المنسف من أفضل وسائل العلاقات العامة في الأردن.
طبعا ؛ لن تسير الأمور على تناول الطعام فقط ، بل سأحتاج لمجموعة من مصوري وسائل الإعلام ، للقيام بالمهمة الجليلة ، فلابد من نشر خبر الوليمة معززة بالصور في هذه الوسائل ، يجب أن يعلم جميع الأردنيين بخبر وليمتي ، وخاصة الأقارب والأصدقاء ، فالفشخرة هنا مطلوبة جدا ، وكم نجيدها نحن في هذا البلد .
هذا الحضور المهيب ، سيزيد من هيبتي وحضوري ، سألقي كلمة هامة بعد الوليمة ، سوف تتناقلها كل وسائل الإعلام الداخلية والخارجية ، سأتحدث في كل شيء ، حتى البرنامج النووي الإيراني سأتطرق إليه ، حتى يعرف الحاضرون مدى ثقافتي الكبيرة ، فأنا لست بالرجل البسيط ، يمكن لي أن أكون في لحظة ما واحدا من أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة .
شاورت زوجتي بذلك ، وعزمي على دعوة هؤلاء على وليمة بالمنسف ، كانت إجابتها مختصرة وكمن قذف في وجهي حجرا كبيرا .. بلاش هبل واسكت ! هو احنا معنا خمس ليرات في البيت حتى تعمل هيك وليمة ؟
طنشتها ، لم أكترث لكلامها، صحيح ما معي مصاري ، ولكن يمكن استدانة مبلغ من المال ، وعمل الوليمة ، ومن خلال العلاقات العامة التي ستأتي بعد ذلك ، يمكن سداد المبلغ بسهولة .
المهم .. قمت بعمل الوليمة ، جاء القوم ، أصحاب معالي وعطوفة وسعادة ، يالها من لحظات تسطّر في تاريخ الأردن ، وليمتي الكل يتحدث عنها ، ووسائل الإعلام لم تقصّر أبدا في نشر الصور ، وكلمتي أمام المعازيم كان لها وقع الصدى ، حتى داخل أروقة مجلس الأمن الدولي .. الله الله ، لو من زمان عملت هيك !
بعد فترة ؛ شاهدت صورا لوليمة أقامها صاحب معالي كان قد حضر وليمتي ، لم تتم دعوتي لها ، اتصلت به معاتبا .. الرجل لم يتذكّرني أبدا ، أو أنه ، طنشني ، بالعامية ، فخاطبته ؛ معاليك .. إنت تغديت عندي قبل كم يوم .. أنا فلان ، فردّ عليّ بالقول .. والله ناسي ، مين حضرتك بالضبط ؟
حينها .. صدقت زوجتي حين قالت لي .. بلاش هبل !
المشكلة الآن تتمثل في كيفية سداد المبلغ الذي استدنته ، ويلعن هيك وليمة على هيك ..... بلاش نكمل ، الجرائم الإلكترونية في الأنتظار !












































