تحقيق يكشف هوية ضباط إسرائيليين قتلوا الطفلة هند رجب وعائلتها والمسعفين في غزة

تحقيق يكشف هوية ضباط إسرائيليين قتلوا الطفلة هند رجب وعائلتها والمسعفين في غزة

كشف تحقيق استقصائي بثته قناة /الجزيرة/، عن هوية عدد من الضباط والعسكريين الإسرائيليين المتورطين في قتل الطفلة الفلسطينية هند رجب وعائلتها والمسعفين الذين حاولوا إنقاذها في حي 'تل الهوى' جنوب غربي مدينة غزة في كانون الثاني/يناير 2024.

التحقيق الذي عُرض ضمن برنامج 'ما خفي أعظم' وقدّمه الصحفي تامر المسحال، مساء الاثنين، استند إلى مقاطع مصورة وبيانات حصرية حصل عليها فريق البرنامج، وأكد أنها قادت إلى تحديد المسؤولين المباشرين عن الجريمة.

وأوضح البرنامج أن الجيش الإسرائيلي قصف سيارة كانت تقل هند (5 أعوام) وستة من أقاربها أثناء محاولتهم الاحتماء جنوب غربي غزة في 29 يناير 2024، ما أدى إلى مقتلهم جميعًا، قبل أن يستهدف المسعفين اللذين استجابا لنداء استغاثة أطلقته الطفلة عبر اتصال مع جمعية الصليب الأحمر الفلسطينية.

ووفق ما كشفه التحقيق، فإن المتورطين في الجريمة هم: الضابط بني أهارون، قائد اللواء المدرع 401، والضابط دانيال إيلا، قائد الكتيبة 52، في حين تولت سرية دبابات تُعرف باسم 'إمبراطورية مصاصي الدماء' تنفيذ عملية القتل بشكل مباشر.

ونقل التحقيق عن دياب أبو جهجه، المدير التنفيذي لمؤسسة هند رجب الحقوقية، قوله إن قائد السرية شون بلاس هو من أصدر الأمر المباشر بإطلاق النار، مضيفًا أن التحقيق تمكن أيضًا من الحصول على صور أفراد السرية وتفاصيلهم الشخصية، بينهم الجندي إيتاي شوكيركوف الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأرجنتينية.

وفي مقابلة خلال البرنامج، قالت ناتاشا براك، مديرة الدعاوى في مؤسسة هند رجب، إن نتائج التحقيق ستُستخدم في رفع دعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد الضالعين في الجريمة.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة هند رجب تأسست في شباط/فبراير 2024 وتتخذ من بروكسل مقراً رئيسياً لها، وتعمل على ملاحقة المسؤولين والعسكريين الإسرائيليين قضائيًا حول العالم.

وكانت المؤسسة قد قدمت في أيار/مايو الماضي شكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الضابط بني أهارون بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ولم يصدر عن الجانب الإسرائيلي أي تعليق على ما ورد في التحقيق حتى الآن.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تنص على انسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وتبادل للأسرى، وإدخال عاجل للمساعدات إلى القطاع، بعد حرب إبادة جماعية استمرت عامين.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكب الجيش الإسرائيلي منذ بدء سريان الاتفاق نحو 80 خرقا أسفر عن مقتل 97 فلسطينيا، بينهم 44 شهيدا في يوم واحد الأحد الماضي.

وارتكبت 'إسرائيل' منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.