اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٨ حزيران ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
تتجلى ثمار الرؤية الملكية في التحديث الشامل بمختلف مساراته، في محافظة معان التي لطالما شكّلت رمزًا وطنيًا وعروبيًا، وخاصة الشق المتعلق بالتحديث الاقتصادي الذي تجسّد بوضوح في السنوات الأخيرة، من خلال المشاريع الريادية التنموية والاستثمارية التي احتضنتها المحافظة، في مختلف القطاعات ولا سيما الطاقة والصناعة والسياحة.
وخلال عامي 2024 و2025، شهدت معان نقلة نوعية في تمكين بيئتها الاستثمارية وتعزيز قدرات المجتمعات المحلية، مدعومة بتوجيهات ملكية مباشرة ركزت على تحقيق العدالة التنموية وتحويل المحافظات إلى بؤر جذب للاستثمار ورافعة أساسية للنمو الاقتصادي الوطني.
من أبرز الإنجازات التي تحققت، توسع مشاريع الطاقة الشمسية، وتحفيز الاستثمارات في منطقة معان التنموية، إلى جانب إطلاق مشاريع بنى تحتية وخدمات نوعية جاءت كنتيجة مباشرة للزيارات الملكية المتكررة للمحافظة واهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بمطالب أبناء الجنوب.
وأكد محافظ معان حسن الجبور، أن المحافظة لها أهمية كبيرة في عملية التنمية على مستوى المملكة لما تتمتع به من ميزات تنافسية، حيث تتوفر فيها خامات الفوسفات والرمل الزجاجي والحجر المستخدم في البناء، إلى جانب توفر العديد من المواد الأولية للصناعات المختلفة كالأسمنت والأسمدة والكيماويات.
وأشار إلى أن محافظة معان تشكل 37% من مساحة المملكة، وهي مساحة شاسعة توفر فرصًا واسعة للاستعمالات التنموية المختلفة، كما أن موقعها الجغرافي القريب من ميناء العقبة والمنافذ الحدودية، واحتضانها للبتراء كوجهة سياحية عالمية، بالإضافة إلى مواقع أثرية، مثل قلعة الشوبك وقصر الملك المؤسس، كلها عوامل تعزز من مكانتها على خارطة التنمية والاستثمار.
وأضاف الجبور، أن توجيهات جلالة الملك المستمرة للحكومة تركز على استثمار هذه الميزات واستغلال الموارد المتاحة بالشكل الأمثل، مبينًا أن الزيارات الملكية ورئاسة الوزراء لمحافظة معان تعكس هذا الاهتمام من خلال إطلاق مشاريع استراتيجية وتوفير فرص العمل لأبناء المحافظة.
وأوضح، أن السنوات 2024 و2025 شهدت إطلاق العديد من المشاريع الكبرى، منها مشروع المسح الزلزالي في مناطق شرق الجفر للتنقيب عن البترول والمعادن والمياه، وتوسعة طريق معان- المدورة، واستكمال صيانة الطريق الصحراوي في المريغة، إضافة إلى مشروع المستشفى العسكري الجديد بنسبة إنجاز تتجاوز 75%، والانتهاء من إنشاء قصر العدل، وافتتاح عدد من المدارس والمراكز الصحية، منها مركزًا الشوبك والبترا، ومركز الخدمات الحكومية الشامل الذي شكل نقلة نوعية في تقديم الخدمات للمواطنين.
وأكد، أن المشاريع المنتظرة مثل الميناء البري، وربط مناجم الفوسفات بميناء العقبة عبر السكك الحديدية، ومشروع الناقل الوطني للمياه الذي يمر في معان لمسافة تزيد عن 150 كم، جميعها تتناغم مع مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، مشيدًا بقرار الحكومة توصيل خط الغاز إلى الروضة الصناعية لدعم الاستثمار وزيادة فرص التشغيل.
في حين، أكد المدير التنفيذي لشركة تطوير معان المهندس هاني الخطاطبة، أن عيد الجلوس الملكي يمثل محطة ملهمة للبناء والازدهار نستلهم منها العبر لمواصلة مسيرة الإنجاز الوطني، مشيرًا إلى أن معين الإنجازات الهاشمية لم ولن ينضب في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وأوضح، أن شركة تطوير معان، التي تأسست بإرادة ملكية عام 2007، تواصل لعب دور محوري في تنفيذ الرؤية الملكية للتنمية الشاملة في الجنوب من خلال رفد الاقتصاد المحلي وجذب الاستثمارات، بما يعزز مكانة معان كمركز اقتصادي فاعل على الخارطة الاستثمارية المحلية والإقليمية.
ولفت إلى أن الشركة أسهمت في توفير أكثر من 615 فرصة عمل من خلال محاورها المختلفة، كالمجتمع السكني، والروضة الصناعية، والمجمعات الشمسية، وواحة الحجاج، وحصلت مؤخرًا على ثلاث ميداليات لليوبيل الفضي تقديرًا لإنجازاتها.
وفي السياق ذاته، قال رئيس بلدية معان الدكتور ياسين صلاح، إن بلدية معان تعمل على ترجمة الرؤية الملكية للتحديث من خلال إطلاق حزمة من المبادرات التنموية والخدمية الهادفة إلى تعزيز التمكين الاقتصادي وتحسين الخدمات للمجتمع المحلي.
وفي قطاع المرأة والطفل، أوضح أن البلدية وفرت بنية تحتية مجتمعية من خلال مركز زها الثقافي، الذي يُعنى بالأنشطة التعليمية والفنية والترفيهية، إلى جانب حضانة رياحين الجنة التي تقدم خدمات رعاية متميزة لأطفال العاملات في القطاعين العام والخاص.
وفي الجانب الثقافي، أشار إلى تعاون البلدية مع مكتبة عبد الحميد شومان لافتتاح مكتبة مجتمعية تهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة والمعرفة بين الفئات العمرية المختلفة.
أما على صعيد الخدمات، فقد قامت البلدية بتخصيص قاعة ومرافق متكاملة لمركز الخدمات الحكومية، لتسهيل إجراءات المواطنين واختصار الوقت والجهد في الوصول إلى الخدمات الرسمية، وهو ما يعكس الالتزام باللامركزية وتحقيق العدالة في تقديم الخدمات.
وفي محور التمكين الاقتصادي، أطلقت البلدية مشاريع إنتاجية من خلال الشركة التابعة لها، تمثلت في إنشاء وتطوير مصنع للطوب والكندرين ومصنع للحاويات، وجميع العاملين فيها من أبناء المجتمع المحلي. كما حصلت البلدية على منحة بقيمة مليون دينار من شركة الفوسفات لدعم هذه المشاريع.
وأشار الدكتور صلاح إلى جهود البلدية في تطوير خدمات البنية التحتية في المنطقة الحرفية، من خلال تعزيز خدمات الطاقة والمياه، لتوفير بيئة جاذبة للمستثمرين في القطاعات الحرفية.
وفي قطاع البيئة، بادرت البلدية بالحصول على كسارة للطوب والحصمة لإعادة تدوير مخلفات البناء الصلبة، بدعم من السفارة الأميركية، بهدف تعزيز الاستدامة البيئية وتقليل كلفة الطمر.
كما قامت ببناء شراكات مع مؤسسات محلية فاعلة، مثل مركز تطوير الأعمال، ومؤسسة إنجاز، ومركز سمو الأميرة بسمة، وجامعة الحسين بن طلال، ومعهد التدريب المهني، وكلية معان الجامعية، لتنفيذ برامج تدريبية في ريادة الأعمال وإدارة المشاريع والمشاركة المجتمعية، بما يسهم في تمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل.
وفي لواء البترا، قال رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا، الدكتور فارس البريزات، إن السلطة نفذت سلسلة من الإجراءات تحت مظلة سيادة القانون والتنمية، شملت تنظيم الموقع الأثري خلال عامي 2024 و2025، لمعالجة تحديات مزمنة وتحقيق تنمية متوازنة في مختلف تجمعات اللواء.
وأشار إلى أن الحملة الشاملة التي أطلقتها السلطة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والقضائية، أسهمت في إزالة نحو 90% من المخالفات داخل الموقع، وتنظيم استخدام الدواب، واعتماد سيارات كهربائية للنقل السياحي، بما يضمن حماية الموقع وتحسين تجربة الزائر.
ولفت إلى إطلاق مشاريع إنتاجية مستدامة ومراكز تدريب ومبادرات توعوية، إضافة إلى تطوير تجربة 'البترا ليلاً'، وتأهيل 29 مسارًا سياحيًا، وتعزيز تجارب ثقافية وسياحية جديدة.
وأكدت عضو مجلس محافظة معان عن لواء البترا، فاطمة الهلالات، أن التمكين الحقيقي للمرأة الأردنية أصبح واقعًا ملموسًا، بفضل دعم القيادة الهاشمية، مشيرة إلى أن المرأة أصبحت شريكة في صنع القرار المحلي والتنمية.
من جهته، عبّر الشاب معتز المساعدة، من أبناء البترا، عن فخره بما تحقق من برامج تدريبية وفرص تشغيلية حقيقية في ظل قيادة جلالة الملك، مؤكدًا أن هذه الفرص شجعت الكثير من الشباب على البقاء في محافظاتهم والمساهمة في تنميتها.
وفي بلدية الشوبك، قال رئيس البلدية المهندس عادل الرفايعة، إن البلدية شهدت تحسنًا نوعيًا في الأداء خلال العامين الماضيين، حيث استفادت من برامج تنموية شملت البنية التحتية والخدمات الزراعية والسياحية، وأكد على أهمية الدور الجديد للبلديات كشريك فاعل في عملية التحديث الإداري.
وتبقى محافظة معان، بما تحتضنه من إرث حضاري وموارد طبيعية وكفاءات بشرية، نموذجًا في التفاعل مع الرؤية الملكية للتحديث، وهي تمضي بثقة نحو مستقبل مزدهر يحقق العدالة والتنمية المستدامة لأبنائها كافة.