اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
سفير فرنسا لدى الاردن يكتب: اعتراف باريس بدولة فلسطين رفع الظلم وفتح الطريق نحو مستقبل سلمي
كتب فرانك جيليه *
في أعقاب الالتزام الذي قطعه الرئيس الفرنسي على نفسه قبل بضعة أسابيع، أعلن يوم الاثنين، 22 أيلول/سبتمبر 2025، اعتراف فرنسا بدولة فلسطين.
وقد اتخذت هذه الخطوة خلال المؤتمر الدولي رفيع المستوى المعني بالتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، الذي حضره عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، من بينهم جلالة الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن. وقبيل المؤتمر وبعيد انعقاده، انضمت ثمان دول إلى فرنسا في هذا الاختراق الدبلوماسي.
وفي مواجهة المأساة العظيمة التي تتكشف أمام أعيننا في غزة، واستمرار الأعمال الوحشية التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، وتسارع سياسة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والدعوات الأخيرة إلى إقامة إسرائيل الكبرى، كان الاعتراف واجبا أخلاقيا.
وهذا لا يتماشى مع مواقفنا السابقة ومبادئنا والدفاع عن القانون الدولي فحسب، بل هو أيضا ضرورة لأن البعض قد بلغوا مرحلة ينكرون فيها صراحة أن الفلسطينيين شعب، ناهيك عن حقهم في دولة. وكما أكد السيد ماكرون في خطابه، فقد آن أوان الرد.
وبذلك، نجحت فرنسا والمملكة العربية السعودية، بدعم فاعل من الأردن، في إطلاق زخم كبير على الساحة الدولية: ففي 12 أيلول/سبتمبر، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان نيويورك بشأن تسوية سلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، بدعم من 142 دولة.
وهذا الإعلان، بتوفيره أفقاً سياسياً، يحدد طريقاً واضحاً للمضي قدماً من أجل إقامة دولة فلسطين ذات السيادة والقابلة للحياة اقتصادياً، التي تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل ومع جميع جيرانها.
ومن جانبها، التزمت السلطة الفلسطينية، وهي الطرف الفاعل الشرعي الوحيد المعترف به، بإصلاح نفسها وتهيئة الظروف لقيام دولة فلسطينية ديمقراطية تنهض بمسؤولياتها، ولا سيما من خلال عقد الانتخابات التي طال انتظارها. وقد اتفقت بلدان المنطقة على حرمان حماس من أي دور في المستقبل في قيادة فلسطين. وبمجرد الاتفاق على وقف إطلاق النار، يدعو إعلان نيويورك إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وإلى إيصال المعونة الإنسانية على نطاق واسع ودون عوائق، وإنشاء لجنة إدارية انتقالية تحت إشراف السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها، ودعم خطة إعادة الإعمار المشتركة التي اعتمدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وأرسال بعثة لإرساء الاستقرار، علماً بأن فرنسا جاهزة للمساهمة فيها.
وسؤالي هو: بعد قراءة الإعلان بعناية، من الذي يمكنه أن يعترض بأمانة وبحسن نية وبإرادة سليمة على ما يتضمنه الإعلان؟ وإذا بقيت ثمة قضايا عالقة تثير القلق بشأن أمن المنطقة، فلماذا لا تعالج من خلال نقاش عقلاني؟ ولماذا يستمر أولئك الذين يشككون في جدواه في الإضرار بسمعتهم وعزل أنفسهم، من دون أي نتيجة متوقعة؟ وكما قال الرئيس ماكرون، 'السلام أكثر تطلباً وأكثر صعوبة بكثير من جميع الحروب، ولكن قد آن الأوان.
إن حل الدولتين ليس أسهل الحلول، ولكنه الحل الوحيد الذي ما فتئت الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تدعو إليه منذ عقود. وهو يحول دون أن تكون الغلبة للمتطرفين من الجانبين. كما أنه لا يحرم أحدا من حقوقه المشروعة، بل على العكس من ذلك. إنه طريق العقل. وكما قال صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني 'إن أمامنا خيارا واضحا فإما أن نختار مواصلة السير على طريق الحرب والصراع المظلم والدامي أو أن نسير على طريق السلام، من خلال حل الدولتين. واليوم، يخطو العالم خطوة هامة على طريق تحقيق السلام العادل والدائم'.












































