اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
ما أجملَ استقلالَ الإنسانِ قبلَ استقلالِ الأوطانِ، في مشهدٍ يثيرُ الفضولَ: طفلٌ صغيرٌ يحملُ حقيبته المدرسيةَ في إحدى المناطقِ النائيةِ، يقفُ خارجَ أسوارِ المدرسةِ، منتصبَ القامةِ، واضعًا يده على صدره، ممتثلًا للسلامِ الملكيِّ، في لحظةٍ تختزلُ حبًّا بريئًا وانتماءً خالصًا.وفي ذاتِ الوطنِ، في قلبِ العاصمةِ، يقفُ شابٌ تائهٌ، يقتلعُ الأعلامَ ويرميها ساخطًا على كلِّ شيءٍ، شتانَ بين المشهدينِ: بينَ من نشأَ على احترامِ الرموزِ رغمَ قسوةِ الظروفِ، ومن تاهَ عن المعنى الحقيقيِّ للوطنِ رغمَ أنه في قلبهِ.هنا تتجلى المفارقةُ: فاستقلالُ الإنسانِ الحقيقيِّ يبدأُ من الداخلِ، من الإيمانِ بقيمةِ الانتماءِ، لا من الشعاراتِ وحدها. فكم من طفلٍ في أقاصي البلادِ يحملُ وطنًا في قلبهِ، وكم من شابٍ في مركزها ما زالَ يبحثُ عن وطنٍ يسكنه.وما بينَ الطفلِ والشابِ، تنكشفُ خيوطُ الحكايةِ؛ حكايةٌ تربيةٍ وقيمٍ، لا مكانٍ فقط. ذاكَ الطفلُ، رغمَ بعدهِ عن مركزِ الضوءِ والاهتمامِ، تعلّمَ في بيتهِ ومدرستهِ أن حبَّ الوطنِ ليس رفاهيةً، بل واجبٌ، وأن الوقوفَ للسلامِ الملكيِّ ليس مجردَ عادةٍ، بل احترامٌ لتاريخٍ وحلمٍ ومستقبلٍ.أما الشابُ، فلم يجدْ من يرشده إلى قيمةِ الأرضِ التي يمشي عليها، ولا من يغرسُ فيه معنى أن يكونَ حرًا كإنسانٍ قبلَ أن يطالبَ بحريةِ الوطنِ. فالوطنُ لا يُبنى بالرفضِ ، بل بالفهمِ، والمشاركةِ، والصدقِ في الانتماءِ.وهكذا، يظهرُ الفرقُ بينَ من تشرّبَ القيمَ رغمَ قلةِ الإمكانياتِ، ومن فقدها رغمَ كثرةِ الفرصِ. فالحريةُ لا تعني التمردَ الأعمى، بل تعني أن تعرفَ ما تدافعُ عنه، وأن يكونَ لك من الأخلاقِ ما يجعلك تستحقُّ وطنًا حرًا. فشتّانَ بين قلبٍ صغيرٍ امتلأ حبًا لوطنه، وقلبٍ أفرغته المتاهات.فلا يكونُ استقلالُ الأوطانِ حقيقيًا إلا حين يستقلُّ الإنسانُ أولًا… بفكره، وضميره، وقيمه.
ما أجملَ استقلالَ الإنسانِ قبلَ استقلالِ الأوطانِ، في مشهدٍ يثيرُ الفضولَ: طفلٌ صغيرٌ يحملُ حقيبته المدرسيةَ في إحدى المناطقِ النائيةِ، يقفُ خارجَ أسوارِ المدرسةِ، منتصبَ القامةِ، واضعًا يده على صدره، ممتثلًا للسلامِ الملكيِّ، في لحظةٍ تختزلُ حبًّا بريئًا وانتماءً خالصًا.
وفي ذاتِ الوطنِ، في قلبِ العاصمةِ، يقفُ شابٌ تائهٌ، يقتلعُ الأعلامَ ويرميها ساخطًا على كلِّ شيءٍ، شتانَ بين المشهدينِ: بينَ من نشأَ على احترامِ الرموزِ رغمَ قسوةِ الظروفِ، ومن تاهَ عن المعنى الحقيقيِّ للوطنِ رغمَ أنه في قلبهِ.
هنا تتجلى المفارقةُ: فاستقلالُ الإنسانِ الحقيقيِّ يبدأُ من الداخلِ، من الإيمانِ بقيمةِ الانتماءِ، لا من الشعاراتِ وحدها. فكم من طفلٍ في أقاصي البلادِ يحملُ وطنًا في قلبهِ، وكم من شابٍ في مركزها ما زالَ يبحثُ عن وطنٍ يسكنه.
وما بينَ الطفلِ والشابِ، تنكشفُ خيوطُ الحكايةِ؛ حكايةٌ تربيةٍ وقيمٍ، لا مكانٍ فقط. ذاكَ الطفلُ، رغمَ بعدهِ عن مركزِ الضوءِ والاهتمامِ، تعلّمَ في بيتهِ ومدرستهِ أن حبَّ الوطنِ ليس رفاهيةً، بل واجبٌ، وأن الوقوفَ للسلامِ الملكيِّ ليس مجردَ عادةٍ، بل احترامٌ لتاريخٍ وحلمٍ ومستقبلٍ.
أما الشابُ، فلم يجدْ من يرشده إلى قيمةِ الأرضِ التي يمشي عليها، ولا من يغرسُ فيه معنى أن يكونَ حرًا كإنسانٍ قبلَ أن يطالبَ بحريةِ الوطنِ. فالوطنُ لا يُبنى بالرفضِ ، بل بالفهمِ، والمشاركةِ، والصدقِ في الانتماءِ.
وهكذا، يظهرُ الفرقُ بينَ من تشرّبَ القيمَ رغمَ قلةِ الإمكانياتِ، ومن فقدها رغمَ كثرةِ الفرصِ. فالحريةُ لا تعني التمردَ الأعمى، بل تعني أن تعرفَ ما تدافعُ عنه، وأن يكونَ لك من الأخلاقِ ما يجعلك تستحقُّ وطنًا حرًا. فشتّانَ بين قلبٍ صغيرٍ امتلأ حبًا لوطنه، وقلبٍ أفرغته المتاهات.
فلا يكونُ استقلالُ الأوطانِ حقيقيًا إلا حين يستقلُّ الإنسانُ أولًا… بفكره، وضميره، وقيمه.