اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ٢١ نيسان ٢٠٢٥
دعا مهنيون، وزارة الشباب والثقافة والتواصل إلى مراجعة عنوان تظاهرة 'معرض الكتاب'، معتبرين أن ما وقفوا عليه خلال دورة هذه السنة لا يناسب تسمية 'المعرض الدولي للكتاب' وإنما 'المعرض الدولي للمؤسسات والألعاب والكتاب'.
وبعد أن أبرز مهنيون في حديث مع 'الأيام 24″، أن المعرض الدولي للكتاب يُعد محطة ثقافية مهمة تجمع الكتبيين والناشرين والمؤلفين والمؤسسات التربوية والثقافية من داخل المغرب وخارجه، وفرصة للترويج للقراءة، وتبادل المعرفة، وبناء جسور التواصل بين الفاعلين في مجال الكتاب، سجلوا أن دورة هذه السنة عرفت غياب عدد كبير من العارضين من داخل المغرب وخارجه، نتيجة مجموعة من الأسباب التي أثارت استياءً واسعا في صفوف المهنيين.
ومن أهم الأسباب التي أثارت استياء واسعا، وفق مهنيين، 'الغلاء الفاحش لثمن المتر المربع، مما جعل كلفة المشاركة مرتفعة بشكل غير مبرر'، إضافة إلى 'الخلط غير المنطقي بين الناشرين والكتبيين والموزعين والمؤلفين من جهة، ومؤسسات الدولة وألعاب الأطفال من جهة أخرى، حيث تحتل هذه الأخيرة أكثر من نصف مساحة المعرض، وهو ما أفرغ التظاهرة من هويتها الثقافية، وجعلها أقرب إلى سوق تجاري مختلط بدل أن تكون معرضا دوليا مخصصا للكتاب'.
ونبه ذات المهنيين، إلى 'ضعف التنظيم وغياب الحد الأدنى من الخدمات، حيث يشتكىي العارضون من غياب مراحيض كافية ومهيأة، عدم توفير مسجد للصلاة، وانعدام المقاهي أو أماكن مخصصة للراحة، مما يتسبب في ارتفاع أسعار المواد والخدمات بشكل غير مبرر، ناهيك عن نقص في فضاءات ركن السيارات، مما يؤدي إلى إزعاج كبير للسكان المجاورين للمعرض'.
وما زاد الوضع تعقيدا، حسب تصريحات مهنيين، هو 'حالة الفوضى في بيع الكتب من طرف بعض المؤسسات التابعة للدولة، حيث تم خرق القانون من خلال ممارسة أنشطة تجارية داخل المعرض من طرف مؤسسات يُفترض أن تكون عمومية وتكتفي بعرض الكتب فقط، لا أن تمارس البيع المباشر'، معتبرين أن 'هذا السلوك يعد تجاوزا صارخا لمبدأ تكافؤ الفرص، ويُسيء إلى هوية المعرض كمناسبة ثقافية وطنية'.
وتساءل المهنيون، 'عن المستفيد الحقيقي من هذا الحدث الثقافي الهام الذي تُصرف عليه المليارات وتُحصَّل فيه المليارات؟'، مبرزين أن 'المفترض أن يكون هذا المعرض مناسبة لدعم وتشجيع الكتاب والقراءة لدى الجميع، وليس مناسبة لتحقيق أرباح على حساب القيم الثقافية والمهنية !!'.
وأوضحوا أن 'كل هذه النقائص دفعت عددا من العارضين إلى مقاطعة الدورة الحالية، مما أدى إلى فراغ واضح في عدد من الأروقة، وهو ما يستوجب مراجعة شاملة لطريقة التنظيم، والتفكير في صيغ جديدة أكثر احتراما لمهنة الكتاب والنشر، وأقرب لتطلعات المهنيين'.
ودعا المهنيون، إلى 'فتح نقاش جاد ومسؤول بين الجهات المنظمة وجميع المتدخلين في القطاع، من أجل النهوض بهذا المعرض وجعله في مستوى تطلعات الجميع، والحفاظ على مكانته كمحفل ثقافي رائد'.
هذا، ويشارك في الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، خلال الفترة ما بين 18 و27 أبريل الجاري، بشراكة مع جهة الرباط- سلا- القنيطرة، وولاية الجهة، 756 عارضا، موزعين بين 292 عارضا مباشرا و464 عارضا بالوكالة، يمثلون 51 بلدا.
ويقترح المعرض، الذي يكرم هذه السنة إمارة الشارقة ويحتفي بمغاربة العالم الذين يساهمون في إشعاع الهوية المغربية التعددية خارج حدودها، باقة واسعة تتجاوز 100 ألف عنوان تشمل كافة مجالات المعرفة ومختلف الأجناس الأدبية.