حماس: نتجه نحو حوار وطني فلسطيني شامل

أكد الناطق باسم حركة 'حماس' في غزة، حازم قاسم، الجمعة، أن الحركة تجدد التزامها الكامل بتفاصيل اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه، مشيرا إلى أنها تتجه نحو حوار وطني شامل 'بقلوب مفتوحة'.

وفي الوقت ذاته، اتهم قاسم الاحتلال الصهيوني بارتكاب خروقات عدة للاتفاق، منها قتل 90 فلسطينيا وإغلاق معبر رفح، واستخدام الورقة الإنسانية لـ'ابتزاز المواقف السياسية'.

يأتي هذا التصريح في وقت حرج، بعد إتمام المرحلة الأولى من 'خطة ترمب' لوقف إطلاق النار، والتي شملت تسليم جميع المحتجزين الأحياء لدى المقاومة.

وتتركز الجهود حاليا على استكمال المراحل التالية من الاتفاق، والتي تواجه تعقيدات ميدانية وسياسية، خاصة فيما يتعلق بملف الجثامين، وفتح المعابر، واستمرار الخروقات الميدانية التي تهدد بتقويض الاتفاق الهش الذي رعته مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة.

الالتزام بالاتفاق والضمانات الدولية

أوضح قاسم أن 'حماس' حصلت على ضمانات واضحة من الوسطاء (مصر وقطر وتركيا)، إلى جانب تأكيدات مباشرة من الولايات المتحدة، بأن الحرب انتهت فعليا، وأن تنفيذ بنود الاتفاق يمثل نهاية كاملة لها.

وثمن قاسم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، معتبرا أنها 'تصب في مصلحة اتفاق وقف الحرب'، ومشيرا إلى أن الموقف الأمريكي الرافض لضم الضفة الغربية إلى الاحتلال 'يعد إيجابيا'.

وأكد قاسم التزام الحركة الكامل بتنفيذ الاتفاق بكل تفاصيله، مبينا أن هناك 'حوارات وجهودا ميدانية متواصلة مع الوسطاء لضمان تطبيقه بشكل شامل'.

ولفت إلى أن 'حماس' نفذت المرحلة الأولى من الاتفاق عبر تسليم الأسرى الأحياء وبعض الجثامين، وتعمل حاليا على استكمال تسليم ما تبقى منها، مشددا على أن الهدف المركزي للحركة هو 'الوصول إلى وقف كامل ودائم للحرب على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة'.

اتهامات للاحتلال بخرق الهدنة في المقابل

اتهم قاسم الاحتلال الصهيوني بعدم الالتزام، قائلا إن لديه 'سياسة ثابتة في استمرار خرق اتفاق وقف إطلاق النار'.

ونوه إلى أن دولة الاحتلال ارتكبت 'خروقات عدة' منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، من بينها 'قتل 90 فلسطينيا وإغلاق معبر رفح ومنع دخول المساعدات الكافية'.

وحذر قاسم من أن دولة الاحتلال قد تستخدم الورقة الإنسانية 'لابتزاز المواقف السياسية'، داعيا إلى تحرك جاد لمنع تكرار سياسات التجويع. وطالب بالضغط على الاحتلال للوفاء بالتزاماته، وعلى رأسها وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكاف.

وأشار إلى أن 'ما تعلنه 'إسرائيل' شيء، وما يجري على الأرض شيء آخر'.

ملف الجثامين والمرحلة الثانية وفيما يتعلق بالمرحلة الثانية من الاتفاق

أوضح المتحدث باسم الحركة أنها 'تتطلب مزيدا من النقاش والتفاهم مع الوسطاء'، لأنها تتضمن قضايا عامة وإشكاليات معقدة تحتاج إلى مقاربات دقيقة. وأكد قاسم أن حركة حماس تعمل على استكمال تسليم ما تبقى من الجثامين، لكنه أشار إلى وجود 'تحديات كبيرة' في تسليمها بسبب الدمار الكبير الذي أحدثه الاحتلال في القطاع.

دعوة للحوار الوطني الفلسطيني وفي سياق متصل، أعلن الناطق باسم 'حماس' عن توجه الحركة نحو المصالحة الداخلية.

وقال: 'نحن مقبلون على حوار وطني فلسطيني بقلوب مفتوحة وأيد ممدودة لجميع القوى الفلسطينية'.

وأكد أن الحركة حريصة على التوافق الوطني الفلسطيني لحل جميع القضايا العالقة، وخصوصا شكل الحكم في غزة ما بعد الحرب، مشددا على أن السلطة الفلسطينية 'أحد العناوين الفلسطينية التي لا يمكن تجاوزها'.

ودعا قاسم القوى الفلسطينية إلى 'الانحياز إلى حالة الإجماع الوطني الموجودة في غزة والمشاركة في الحوار بروح مسؤولة'، مضيفا أن 'هذا وقت توافق وطني وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة'.

اختتم قاسم بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة خطيرة 'ليس على حركة حماس فقط، بل على الشعب الفلسطيني بأكمله في غزة والضفة الغربية'، مما يستوجب توحيد الجهود.

وشدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيدا من العمل الدبلوماسي والوطني المشترك، مستندة إلى جهود الوسطاء وضماناتهم، لضمان تنفيذ الاتفاق وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بشكل شامل ودائم.