اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
واشنطن بوست: تزايد في معدلات الهجرة العكسية من 'إسرائيل' بحثا عن الأمان وهربا من الحرب #عاجل
نشرت صحيفة 'واشنطن بوست” تقريرا لمراسلتها في تل أبيب، شيرا روبين، قالت فيه إن عشرات الآلاف من الإسرائيليين غادروا الأراضي المحتلة خلال العامين الماضيين، وكثير منهم شباب ومتعلمون تعليما عاليا، مما يثير مخاوف بشأن العواقب الاقتصادية والاجتماعية.
وأضافت أن أبراهام بيننفيلد شعر بخيبة أمل شديدة من السياسة الإسرائيلية لدرجة أنه كان يستعد للانتقال إلى الخارج عندما قلب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 الظروف رأسا على عقب، وخلط خططه.
بدلا من ذلك، قال بيننفيلد إنه جند نفسه على الفور لخدمة الاحتياط في الجيش، وقضى ليالي بلا نوم قلقا على شقيقيه في الوحدات القتالية، مما جمد خططه للهجرة.
ولكن الآن، بعد أسابيع من توصل إسرائيل وحماس إلى وقف لإطلاق النار في حرب غزة، يحزم بيننفيلد أمتعته استعدادا للانتقال.
وذكرت أنه قال: 'على بعد ساعات قليلة فقط من صفارة إنذار وهجوم للمقاومة وحرب إقليمية، وصاروخ من إيران، وإخواننا في غزة ولبنان، كل هذا لا يطاق”. وأنه أضاف أنه قادر على التعامل مع كل هذا إذا اعتقد أن الحكومة، خلافا لمسارها الحالي، تقود إسرائيل في الاتجاه الصحيح. 'أحتاج أن أعرف أن كل هذه المعاناة من أجل قضية نبيلة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين غادروا الكيان خلال العامين الماضيين، مع ارتفاع الأعداد بشكل حاد خلال صيف عام 2023، وسط احتجاجات صاخبة ضد سياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية، وحتى قبل هجوم حماس والهجوم الإسرائيلي على غزة.
ووفقا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فقد انتقل أكثر من 80,000 من أصل 10 ملايين إسرائيلي إلى الخارج في عام 2024، ومن المتوقع أن تكون الأعداد مماثلة هذا العام.
وقالت الصحيفة إن بيننفيلد يتذكر أنه قبل عامين كان ناشطا في المظاهرات الحاشدة في الشوارع، رافعا علم 'إسرائيل'، وانضم إلى متظاهرين آخرين في التحذير من أن نتنياهو وحكومته يضحيان بأمن 'إسرائيل' ومؤسساتها الديمقراطية وهويتها.
مضيفا أنه سينتقل العام المقبل مع صديقه إلى سويسرا لبدء دراسة ما بعد الدكتوراه في الفيزياء الفلكية في لوزان. ومثل كثيرين ممن انتقلوا إلى الخارج، لا يعرف كم من الوقت سيبقى.
وأشارت إلى أن علماء الاجتماع والديموغرافيين الإسرائيليين يقولون إن معظم هؤلاء المهاجرين متعلمون تعليما جيدا، وذوو دخل مرتفع، وعلمانيون، ويساريون، وينتقدون بشدة التوجه الذي يقوده القادة. وكثير منهم موظفون في شركات ناشئة، وأطباء، وطلاب دراسات عليا. ويمثل الأزواج والأسر الشابة نسبة كبيرة من السكان.
ويقول خبراء إسرائيليون إن هذه الهجرة قد تكون لها آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية بالغة الأهمية لعقود قادمة.
ونقلت عن إيتاي آتير، أستاذ الاقتصاد بجامعة تل أبيب قوله: 'هناك هجرات أخرى للعقول في العالم، لكن هناك تفردا في ضوء التركيبة السكانية الإسرائيلية”. وأضاف على سبيل المثال، أن العاملين في قطاع التكنولوجيا المتطورة في 'إسرائيل'، الذين يشكلون 11% فقط من القوى العاملة، لكنهم يدفعون ثلث ضرائب البلاد، ممثلون بقوة بين المهاجرين.
كما نقلت عن دافنا باتيشي-بريلوك، مؤسسة شركة 'سيتدلد إن” وهي وكالة تساعد الإسرائيليين على الانتقال، قولها إنها تتلقى عددا غير مسبوق من الطلبات، وغالبا ما تكون أكثر إلحاحا من الماضي.
وقالت إنه قبل حرب غزة، انتقل معظم الإسرائيليين إلى الخارج بحثا عن فرص عمل، لكن في الآونة الأخيرة، كان عملاؤها يبحثون عن استراحة من حروب إسرائيل الطاحنة والاضطرابات السياسية. وقالت إن المكالمات زادت بشكل كبير بعد الحرب التي استمرت 12 يوما مع إيران في حزيران/ يونيو الماضي، عندما تعرضت تل أبيب لقصف صاروخي إيراني. أخبرها العديد من عملائها أن مواعيد عودتهم مرهونة بنتائج الانتخابات العامة العام المقبل.
كما نقلت عن باتيشي-بريلوك، التي انتقلت هي نفسها إلى بوسطن العام الماضي قولها: 'يقولون: سنأخذ استراحة، ونرى نتائج الانتخابات، ونتخذ قرارا بعد عامين آخرين. في هذه الأثناء، يمكن لأموالهم أن تشتري لهم تعليما جيدا، وهدوءا، وروتينا، وأنظمة حضرية فعّالة في الخارج”.
كما أشار التقرير إلى أن ما يقدر بنحو 200,000 إسرائيلي يعيشون الآن في أوروبا. ولسنوات، حصل الإسرائيليون على جوازات سفر ثانية من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وبولندا، اللتين منحتا الجنسية لأحفاد الناجين من الهولوكوست، وإسبانيا والبرتغال، اللتين فتحتا في عام 2015 باب الحصول على الجنسية لليهود الذين طرد أجدادهم من تلك الدول في القرن الخامس عشر. وفي لشبونة وبرلين، يجد الوافدون الإسرائيليون مجتمعات لمغتربين إسرائيليين نابضة بالحياة، حيث يتم تبادل عقود إيجار الشقق منذ فترة طويلة ويتم تبادل نصائح العمل في مجموعات على فيسبوك مثل 'الإسرائيليون في البرتغال”، التي تضم أكثر من 50 ألف عضو، أو 'الإسرائيليون في برلين”، التي تضم 38 ألف عضو.
وأوضح التقرير أنه عند اتخاذ قرار المغادرة، قال بعض الإسرائيليين إنهم كانوا في حالة من عدم اليقين بشأن المدة التي يعتزمون البقاء فيها بعيدا، وإذا كان ذلك إلى الأبد، وما إذا كان هذا هو الخيار الصحيح لهم ولعائلاتهم. كما واجهوا أيضا وصمة عار ثقافية.
ويمكن أن تؤثر مغادرة هؤلاء الإسرائيليين ذوي الميول اليسارية إلى حد كبير أيضا على الانتخابات التي تشهد منافسة شديدة، لأن معظم المغتربين لا يحق لهم الإدلاء بأصواتهم من الخارج.
كما شدد التقرير على أن الإسرائيليين لطالما شعروا بالقلق من هجرة الأدمغة. لكن السياق تغير بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما تأثر العديد من الإسرائيليين بشكل مباشر بالهجوم. انتشر الخوف الشديد بين جميع الأسر. في الأيام والأسابيع التي تلت الهجوم، ضجت مجموعات التواصل الاجتماعي الخاصة بالأحياء والعائلات بالأسئلة والنقاشات حول كيفية التعامل مع معضلات الأبوة الجديدة كليا: أطفال يخبئون السكاكين تحت وسائدهم، وأطفال بهواتفهم الذكية لا يزالون يشاهدون لقطات حماس للرهائن وهم يتوسلون لإنقاذ حياتهم.
ونقل التقرير عن ديكل شاليف، من كيبوتس بئيري، التي تعمل معلمة روضة أطفال في إحدى ضواحي دنفر قولها: 'على الأقل هناك مساحة. هناك هدوء، أستطيع أن أنظر إلى أطفالي وأعلم أنهم بأمان”. وأضافت أن العديد من الإسرائيليين الآخرين انتقلوا إلى المدينة خلال العامين الماضيين. وقد نشأت شاليف في بيئة صهيونية راسخة، وهي تحاول التأقلم مع هويتها الجديدة كمهاجرة. يسألها أطفالها باستمرار عن موعد عودتهم.
وقالت الصحيفة إن ميخال بار-أور، الفنانة والمعلمة، انتقلت من تل أبيب إلى هامبورغ قبل خمسة أشهر، مدفوعة في المقام الأول بمعارضتها للحرب المدمرة في غزة. تحمل بار-أور وابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات جواز سفر ألمانيا. أما شريكها، الذي يعمل في شركة تكنولوجيا إسرائيلية سمحت له بالعمل عن بعد، فيحمل جواز سفر بولنديا.
وقالت ميخال بار-أور للصحيفة إن الحرب غيرت الأجواء في مجتمعها الليبرالي السابق في جنوب تل أبيب. وتساءل أولياء الأمور في الملعب عما إذا كان معلم عربي يشكل تهديدا أمنيا. وكان جندي احتياط في الجيش قد أوصل أطفاله صباحا بزيه العسكري، والأسلحة معلقة على كتفيه. وقالت بار-أور إنها شعرت أنها غير قادرة وغير مرتاحة عندما طلب طلابها المساعدة في إنجاز مشروع فني باستخدام صور التقطها شركاؤهم أو إخوتهم الذين خدموا في غزة، أو باستخدام 'تذكارات” أحضرها شقيق إحدى الطالبات لها من ساحة المعركة: سبحات صلاة، وبطاقات هوية، ومقتنيات شخصية نهبت من منازل غزة.
تقول بار-أور إنها تشعر بالبرد والوحدة في ألمانيا، وإن ابنها يعاني في مدرسته الألمانية التمهيدية، وإن عائلتها لا تزال مترددة بشأن البقاء في هامبورغ أو ربما الذهاب إلى برلين أو البرتغال، أو ربما العودة إلى الأراضي المحتلة.












































