اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢٥
المحامي حسام حسين الخصاونة
تشهد المنطقة في الأشهر الأخيرة تحولات كبيرة تمس توازنات القوى وتعيد رسم المشهد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط الكيان المحتل يتحرك بجميع الجهات مستغلًا حالة التفكك والضعف في الإقليم محاولًا فرض سيطرته الكاملة بالقوة
غزة تعرضت للدمار شامل حزب الله تم تدميره واغتيال قيادته الحكومة اللبنانية تغيّرت الحوثيون تم تدمير جزء كبير من قوتهم الروس والإيرانيون خرجوا من سوريا وقيادة جديدة ظهرت هناك بلا أدوات قوة حقيقية العراق فقد الكثير من تأثيره العسكري والسياسي وحرب ايران مازالت مشتعله
وسط كل هذا كان الأردن هو الثابت الوحيد واجه ضغوطًا كبيرة من قوى كبرى لقبول مشاريع التوطين لكنه رفض بكل وضوح وقالها بصريح العبارة “التهجير يعني الحرب”، وهي رسالة واضحة تؤكد أن ثوابت الأردن ليست قابلة للتفاوض أو المساومة
وأمس خلال لقاء جمع جلالة الملك مع مجموعة من الإعلاميين والسياسيين كان الموقف أكثر حزمًا حيث أكد أن “الأردن لن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه، ولن يكون ساحة حرب لأي صراع”، مستعرضًا الحراك الدبلوماسي النشط الذي تقوده المملكة من أجل وقف التصعيد والحفاظ على استقرار المنطقة ووقف الحرب ضد غزة وايصال المساعدات
هذا الموقف لا يمكن أن يبقى مسؤولية الدولة وحدها اليوم، المطلوب من الجميع أن يكونوا شركاء حقيقيين في حماية الوطن الأحزاب النقابات الإعلام الشباب والفعاليات الوطنية كلها معنيّة بتقوية الجبهة الداخلية، والدفاع عن الموقف الأردني في وجه كل من يحاول الضغط أو الابتزاز.
فالمرحلة القادمة ستكون أخطر. وإذا تمكن الكيان من إنهاء تهديد إيران فسينتقل مباشرة إلى الضفة الغربية لتنفيذ المرحلة التالية من مشروعه، وهو التهجير وفرض السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية وهذا ما يجب أن نكون مستعدين له
وفي قادم الأيام لن يكون الحياد خيارًا والمطلوب من الأردن، شعبًا ومؤسسات وأحزابًا ونخبًا أن يتحول إلى حالة وعي واستعداد دائم فنحن أمام مرحلة يتغير فيها شكل المنطقة ومن لا يمتلك مشروعًا واضحًا سيدفع ثمن مشاريع غيره. علينا أن نعزز جبهتنا الداخلية وأن نرفع صوتنا العربي الواضح وأن نكون مستعدين لكل السيناريوهات فالحرب على غزة لم تكن النهاية وما ينتظر الضفة الغربية وأهلها قد يكون أعقد وأخطر وفي مواجهة ذلك يجب أن يبقى الأردن كما كان دائمًا خط الدفاع الأول عن القضية، وعن كرامة الأمة، وعن نفسه.