اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
قراءة اولية في رواية 'مصفوفة الشطرنج التباينية'
الدكتور بركات النمر المهيرات العبادي
يقدّم المعلم كاظم المهيرات في روايته مصفوفة الشطرنج التباينية تجربة أدبية وفكرية فريدة : عمل روائي من 48 مشهداً ، يُبنى الحوار على والسؤال والجواب ، ويُقدَّم في مسرح كبير هو الكون بكل أطيافه. الرواية تمزج بين العلم المبسطوالفلسفة العميقة والخيال الطفولي ، لتكون إضافة متميزة في الوعي الروائي العلمي عند الأطفال واليافعين.
بنية الرواية
المشهد الأول يبدأ في ملعب لكرة القدم ، ليجذب الطفل إلى عالم مألوف ، قبل أن يكتشف أن قوانين اللعبة ليست بعيدة عن قوانين الكون.
المشاهد الوسطى تتحول إلى رحلة على رقعة شطرنج كونية ، حيث كل مربع سؤال جديد تُجيب عنه شخصية أو ظاهرة علمية : من النمل والديناصورات إلى الكائنات الفضائية والطاقة الشمسية.
المشهد الأخير ينتهي برؤية إسلامية شاملة تربط بين أسرار القرآن الكريم ، ولا سيما الحروف المقطعة ، وبين الاكتشافات العلمية الحديثة وأنواع الطاقات المختلفة.
شخصيات الرواية
الأطفال (المستكشف والقائد): يمثلان الفضول والخيال.
الراوي الحكيم: يقدم الشروح العلمية بلغة مبسطة.
شخصيات خيالية: النملة الفيلسوفة، الديناصور المنقرض، الطاقة الناطقة، الكائن الفضائي المتسائل.
الرموز الروحية: الحروف القرآنية المقطعة التي تدخل في الحوار لتفتح أبواباً من التأمل.
القيم الفلسفية والعلمية
1. السؤال والجواب: أداة لفهم العالم لا لمجرد الحفظ.
2. العلم والإيمان: طريقان متكاملان لفهم الكون، لا متعارضان.
3. الحياة الكونية: تصور شامل لا يقتصر على البشر، بل يمتد للحيوانات المنقرضة والكائنات المحتملة في عوالم أخرى.
4. التأمل القرآني: استدعاء السور ذات الأحرف المقطعة كمفتاح لفهم أسرار الخلق.
أهمية الرواية
للأطفال: تبسيط العلوم بلغة قصصية مشوقة.
للكبار: قراءة فلسفية عن العلاقة بين الإنسان والكون.
للمجتمع: عمل أدبي علمي يعزز ثقافة الحوار والسؤال بدلاً من التلقين.
يبين العمق والوضوح في الاسلوب ، ويترك أثراً عند القارئ الصغير والكبير:
في نهاية رحلة مصفوفة الشطنرج التباينية ندرك أنّ الكون ليس مجرد مسرح للأحداث ، بل هو رقعة وجود كبرى؛ كل مربع فيها سؤال ، وكل حركة جواب ، وكل كائن – مهما كان حجمه – هو قطعة فاعلة في لعبة لا يُحسن فهمها إلا من يتأملها بعين العلم وقلب الإيمان.
لقد تحدّثت النملة والديناصور، وسأل الطفل والكائن الفضائي، وتوهّجت الأحرف المقطعة ، لتقول جميعها شيئاً واحداً: إنّ الحقيقة ليست ملكاً لفريق دون آخر، بل هي نسيج مشترك من عقول البشر وآيات الخالق وقوانين الطبيعة.
وهكذا، تنتهي الرواية لتفتح بداية أخرى: بداية وعي جديد يرى في كل ظاهرة رسالة، وفي كل سرّ دعوة إلى البحث، وفي كل اختلاف تكاملاً ، فالعلم يضيء الطريق ، والإيمان يمنح المعنى، والخيال يوسّع الأفق.
ذلك هو الإرث الذي يتركه لنا المعلم كاظم المهيرات: أن نلعب لعبة الوجود لا كأتباع لقوانين جاهزة، بل ككائنات حرة تتعلم كيف تُحرك قطعها بوعي ومسؤولية، على رقعة شطرنج اسمها الكون.
متمنياً للمعلم كاظم المهيرات دواام التقدم والازدهار .
د بركات النمر المهيرات العبادي