اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
سيقوم رئيس جمهورية أوزبكستان شافكات ميرزيوييف بزيارة رسمية إلى الصين. تأتي هذه الزيارة في إطار العلاقات الاستراتيجية المتينة بين البلدين، والتي شهدت تطورًا كبيرًا منذ استقلال أوزبكستان.
تطور العلاقات الثنائية
بعد استقلال أوزبكستان، كانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بها، حيث أُسست العلاقات الدبلوماسية في 2 يناير 1992. على مدى أكثر من ثلاثين عامًا، تطورت العلاقات من مرحلة التواصل الأولي إلى شراكة استراتيجية شاملة. شهدت العلاقات محطات رئيسية:
- 2012: رفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
- 2016: الارتقاء إلى شراكة استراتيجية شاملة.
- 2022: إعلان شراكة استراتيجية شاملة في عصر جديد.
- 2024: الوصول إلى شراكة استراتيجية شاملة دائمة.
خلال هذه الفترة، عُقدت 25 قمة بين قادة البلدين، مما يعكس مستوى الثقة العالي والتعاون طويل الأمد الذي يقاوم التغيرات في المشهد السياسي الدولي.
زيارة يناير 2024: نقطة تحول
كانت زيارة الرئيس ميرضيائيف إلى الصين في يناير 2024 حدثًا بارزًا، حيث شهدت توقيع بيان مشترك وحزمة من الوثائق الثنائية. تضمنت الزيارة لقاءات مع رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ، ورئيس اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي الوطني تشاو ليجي، ومفاوضات مع رؤساء بنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوية، وشركات CNPC وCITIC، وبنك التصدير والاستيراد الصيني. كما شملت لقاءات مع أمين لجنة الحزب في مقاطعة قوانغدونغ، وممثلي الأعمال الكبرى، وإطلاق إنتاج مشترك لمركبات BYD الهجينة والكهربائية في منطقة جيزاك.
التعاون في المحافل الدولية
تدعم طشقند وبكين بعضهما البعض في المحافل الدولية، بما في ذلك مبادرات لمواجهة التحديات العالمية، وتتعاونان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مع مراعاة الأولويات الوطنية. يتطور التفاعل الدبلوماسي ضمن إطار منظمة شنغهاي للتعاون، حيث يعملان كشريكين رئيسيين في تعزيز الأمن الإقليمي، والتجارة، والروابط الإنسانية. ستتضمن زيارة ميرزيوييف المقبلة مشاركته في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين لبحث القضايا الإقليمية وتعميق التعاون.
التعاون البرلماني والدبلوماسي
أُسست مجموعة التعاون البرلماني بين المجلس الأعلى الأوزبكي والمؤتمر الشعبي الوطني الصيني في 2017، وأصبحت منصة فعالة لتبادل الخبرات وتنسيق المبادرات. تُعقد اجتماعات دورية عبر الإنترنت، وتشارك وفود برلمانية في منتديات دولية. زيارة تشاو ليجي إلى أوزبكستان في يوليو 2024 عززت هذا الحوار.
على صعيد الدبلوماسية، أُجريت 19 جولة من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية، آخرها في مايو 2025 ببكين. أُطلق حوار استراتيجي جديد بين وزيري الخارجية في نوفمبر 2023. ضمن صيغة 'آسيا الوسطى – الصين'، عُقدت ستة اجتماعات لوزراء الخارجية منذ 2020، آخرها في أبريل 2025 بألماتي. في نوفمبر-ديسمبر 2024، وقّع الوزيران اتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات، وفي يوليو 2025، التقى وزير خارجية أوزبكستان بختيار سعيدوف برئيس الصين ووزير الخارجية وانغ يي.
التعاون الاقتصادي
يُعد التعاون التجاري والاقتصادي محورًا رئيسيًا. من 2017 إلى 2024، نما حجم التجارة 2.8 مرة ليصل إلى 14 مليار دولار. تجاوز عدد الشركات ذات الاستثمار الصيني في أوزبكستان 4000، منها أكثر من 800 أُسست في 2025. تُسهم اللجنة الحكومية الدولية للتعاون في تعميق العلاقات، حيث أُنشئت لجنة فرعية للحد من الفقر في 2023 لدعم المشاريع الاجتماعية والاقتصادية.
التعاون الإقليمي
عُقد المنتدى الإقليمي الأول في يناير 2024 بأورومكي، بمشاركة أكثر من 1200 ممثل، وشهد توقيع 27 وثيقة و30 عقدًا. المنتدى الثاني في يونيو 2025 بسمرقند جمع أكثر من 2800 مشارك. تُظهر هذه المنتديات اهتمام المستثمرين الصينيين بالمناطق الاقتصادية الحرة في أوزبكستان، حيث أصبحت سيرداريا مركزًا للابتكارات الصينية عبر تكنوباركات على الطراز الصيني. أُسس صندوق استثماري أوزبكي-صيني بقيمة تصل إلى مليار دولار، ويجري إنشاء منطقة صناعية خاصة 'المنطقتين – حديقة واحدة' في تشيرتشيك، مع بدء الإنتاج في 2026. بلغ إجمالي الاستثمارات الصينية المستخدمة من 2017 إلى 2024 حوالي 24.6 مليار دولار، مع خطط لجذب أكثر من 15 مليار دولار بحلول نهاية 2025.
التعاون الثقافي والإنساني
يستند التعاون الثقافي والإنساني إلى روابط طريق الحرير، ويغطي التعليم، الفنون، السياحة، والتبادلات الإنسانية. يزداد الاهتمام باللغة والثقافة الصينية في أوزبكستان عبر معاهد كونفوشيوس في طشقند وسمرقند، بينما يتزايد الاهتمام باللغة الأوزبكية في الصين عبر جامعات مثل الجامعة المركزية للقوميات ببكين. أُطلق عام الثقافة والفنون لشعوب آسيا الوسطى والصين في مايو 2022، مع أكثر من 100 فعالية ثقافية. في سبتمبر 2023، استضافت الصين فعالية 'ليالي أوزبكستان'، وفي أغسطس 2025، شاركت أوزبكستان بأكبر عدد من المعروضات في معرض المتاحف الوطنية لدول منظمة شنغهاي. في مايو 2025، عُقدت فعالية ببكين للترويج للسياحة الأوزبكية، تزامنًا مع إدخال نظام الإعفاء من التأشيرات لمدة 30 يومًا للمواطنين الصينيين.
الخلاصة
تُظهر العلاقات الأوزبكية-الصينية مستوى غير مسبوق من الثقة والتفاهم المتبادل، مدعومة بحوار ودي، تعاون اقتصادي قوي، وروابط ثقافية عميقة. ستعزز زيارة الرئيس ميرضيائيف المقبلة هذه الشراكة، مفتحة آفاقًا أوسع للتعاون السياسي والاقتصادي والإنساني في القرن الحادي والعشرين.