×



klyoum.com
jordan
الاردن  ٢٣ أيلول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
jordan
الاردن  ٢٣ أيلول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار الاردن

»سياسة» وكالة جراسا الاخبارية»

مدينة تحترق

وكالة جراسا الاخبارية
times

نشر بتاريخ:  الأحد ٢١ أيلول ٢٠٢٥ - ٠١:٢٤

مدينة تحترق

مدينة تحترق

اخبار الاردن

موقع كل يوم -

وكالة جراسا الاخبارية


نشر بتاريخ:  ٢١ أيلول ٢٠٢٥ 

أ.د. صلاح العبّادي

من قلب مدينة غزّة التي تحترق، تنطلق قوافل نزوح أهالي القطاع بشكلٍ متوالي، وتشيخُ أحلام الأطفال لتسبق أعمارهم بعقود.

نساءٌ يحملن في أيديهن بيوتًا من الذكريات، وشيوخٌ لم يبقَ لهم من العمر إلا الصبر، يسيرون حفاة على طرقاتٍ مجهولة، عطشى وجوعى، يحملون قلوبهم في أيديهم، يبحثونَ عن حياةٍ آمنةٍ لم يعد لها عنوان.

في غزّة تتقاطع الأحلامُ مع الخوف، الطفلُ الذي كان يحفظ جدول الضرب صار يحفظُ عدد الغارات، والمرأة التي كانت تعدُ وجبة الغد، صارت تعدُ أسماء المفقودين؛ فكلُ شيءٍ تغيّر إلا الوجع.

بين جبروت الجيش الإسرائيلي هناك وحزن الفلسطيني، تبدو غزّة جسرًا من الدم يصلُ بين عالمين لا يلتقيان، يودعُ الفلسطينيُ أحيائها قبل أن تصلُ الدبابات والصواريخ، ويقبّلُ أحيائها في ذاكرةِ المكان قبل أن تتحول إلى وجبةٍ دسمةٍ للكراهيةِ والنسفِ والتدمير.. إنهم النازحون المهجّرون ومشردون تائهون .. كلُ لفظٍ يصفُ حالهم هو مرادفٌ للآخر.. ينزحون من بيتوهم لا لشيءٍ؛ إلا لأنّ الحياة أغلقت أبوابها في وجوههم، فلا مأوى ولا منجى إلا الجنوب. والجنوبُ ذاكرةٍ حديثةٍ عن مرارة النزوح والمحطّة البرزخيّة في تاريخ النكبةِ الحديثة.. إنّهم أُناسٌ أقتلعهم الخوفُ من جذورهم، وحملهم القتل والموتُ على الرحيل، وغاب عنهم اليقينُ إلا من الأمل. بأي ذنبٍ قتلت؟ هكذا تهمسُ قوافل النزوحِ وجعها، وهكذا يخاطبُ فريقٌ الإنسانيّة والضمير العالمي، وفريقٌ آخر يهمسُ أنّ الذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍ إلا أن يقولوا إننا فلسطينيون..

هذهِ هي غزّة؛ حيثُ ينزحُ الحلمُ قبل الجسد ويظلُ الأمل وحدهُ يرافقُ النازحين.

أملٌ بأنّ الغد سيكونُ أقل وجعًا، وأكثر رحمًة وإنسانيًة، وأنّ هذهِ القوافل المنكوبة ستعودُ يومًا إلى بيوتٍ لا تهدم وسماءٍ لا تقصف وطفولةٍ لا تغتال.

معاناةُ غزّة تقابل بمواقف وتنديد من حول العالم لا أكثر، لجنة خبراء حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة توصف الحملة العسكريّة الإسرائيليّة على غزّة بالإبادة الجماعيّة.

منظماتٍ إغاثيّة من بينها أنقذوا الأطفال، وأطباء بلا حدود والمجلس النرويجي للاجئيين تحثُ قادة العالم على استخدامِ كل أداة سياسيّة واقتصاديّة وقانونيّة متاحة لهم للتدخل لإنهاء الحرب.

الأمينُ العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يطلق تحذيرًا شديد اللهجة بشأن العمليّة العسكريّة الإسرائيليّة في مدينة غزّة.

هل التحذيرُ الشديد اللهجة يؤثرُ في إسرائيل أو يقي أهلُ غزّة القصف والجوع والتشريد مرّاتًا جديدة؟

أين يصرف سكان القطاع هذهِ الإدانات وهذهِ المناشدات بينما تتخطى معناتهم كل وصف؟!.

لماذا يكتفي العالم بالمواقف أمام فظاعةِ ما يجري؟ ولماذا يعجز أمام إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية؟

وفي قلبِ مدينةٍ تحترق تلقي حماس آخر أوراقها في وجّهِ العاصفة، ورهائن ما يزالون أحياء لكنَ حياتهم باتت تستخدمُ كورقة مساومةٍ في حربٍ لا ترحم.

حماس تقول هُم موزعون في أحياء غزّة ولا ضمان لبقائهم على قيد الحياة. فتترجمُ إسرائيل الرد بتصعيد العمليّة وكأنّها تقول لن نوقف التقدمَ ولن نغيرَ المسار!.

فهل ما زالت ورقة الرهائن التي تهددُ بها حماس أي قدرةٍ على التأثير أم أنّها فقدت وزنها أمام عجلةِ حربٍ تمضي بلا هوادة؟!

إسرائيل تواصلُ عملياتها العسكريّة داخل مدينة غزّة؛ حيث تتقدم قواتها على محاور رئيسيّة عدّة تمهيدًا للسيطرة الكاملةِ عليها. وتركزتُ العملياتُ باتجاه حي الشيخ رضوان وصولاً إلى أطراف حي الزيتون شمالاً، فيما يعمل الجيش الإسرائيلي على التقدم باتجاه عمقِ المدينة.

ضغطٌ عسكري تزامن مع قصفٍ جويٍ ومدفعي عنيف أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى، وقطعت خدمات الاتصالات والكهرباء عن أحياء المدينة، في سياق طمس الحقيقة عن العالم.

وأبان هذا التصعيد الإسرائيلي خرجت حركة حماس متوعدة وملوحةً بورقة الرهائن؛ إذ هددت الحركة بمواجهة إسرائيل بحرب استنزاف قاسية ستكلّف الجيش الإسرائيلي الكثير، مؤكّدة الحركة في بيان لها بأن المحتجزين لديها موزعون داخل أحياءٍ في مدينة غزّة. مشيرةً إلى أنّها لن تكون حريصًة على حياتهم، ومحذّرة بأنّ استمرار إسرائيل في الحملة العسكريّة في غزّة وتوسيعها يعني عدم الحرص على حياة الرهائن، ومحمّلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية ذلك.

في غزّة لم تعد الحرب مجرد معركةٍ عسكريّة ، بل إصبحت مسارًا منظمًا نحو الإبادة.

ما يحدثُ هو إبادة جماعيّة، قتلٌ منهجي وأذى جسدي ونفسي جسيم، وفرض ظروفٍ مدمّرة تستهدف أرضًا ومجتمعًا كاملًا.

فهل هو انتقالٌ من منطق الحروب إلى مشروع محوي شعبٍ بأسره؟

وهل ستصبح غزّة ساحة اختبارٍ لمدى صمود القانون الدولي أمام إبادة ترتكب أمام عيون العالم؟.

أحداثٌ متتالية تعصفُ بالمشهد الغزي، اليوم يمكن اختصارها بثلاثة؛ ميدانيًا مع إصرار الجيش الإسرائيلي على استمرار مواصلة حملته التصعيديّة في المدينة، وإنسانيًا عبر إعلان لجنة خبراء حقوق الإنسان التي عينتها الأمم المتحدة أنّ الحملة العسكريّة الاسرائيليّة على غزّة تهدف إلى تدمير الشعب الفلسطيني وترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.

أمّا سياسيًا فالمفوضية الأوروبية تقترحُ فرض عقوباتٍ واسعة النطاق على إسرائيل، وإسرائيل تحذر من كل هذهِ الخطوات.

هذهِ التطورات تأتي قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. فكيف تنعكس كل هذه التطورات على هذهِ الاجتماعات في نيويورك الأسبوع الجاري؟.

وهل ستتمكن إسرائيل من مواجهة الإدانات واللاءات الدوليّة؟

واليوم يبدو لا العزلة الدوليّة ولا الثمن الاقتصادي سيوقفُ إسرائيل. فعلى أي أساس سيكون أي تفاوض محتمل مع حماس؟!.

وهل ستعود حركة حماس على طاولة المفاوضات وكأن شيئا سيتغيّر؟.

وهل ستحافظ إسرائيل على مسارٍ تفاوضي بالتزامن مع التصعيد العسكري؟

وهل سيكون مصير عملية عربات جدعون الثانية الفشل كما كانت الأولى؟.

وما هي انعكاسات إقامة نظام حكم عسكري إسرائيلي دائم في قطاع غزّة على إسرائيل ومستواها السياسي والاقتصادي؟

وماذا تخفي تصريحات نتنياهو الأخيرة التي توحي بالقوة والتي ربما تخفي قلقًا من الغرق في رمال غزّة المتحركة، وخاصًّة إذا لعبت حماس بورقة تصفية الأسرى أو استخدامهم دروعًا بشريّة خلال عمليات القتال؟.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار الاردن:

بماذا يعترف هؤلاء؟! #عاجل

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
5

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2154 days old | 882,920 Jordan News Articles | 24,792 Articles in Sep 2025 | 1,145 Articles Today | from 31 News Sources ~~ last update: 9 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل