اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
#سواليف
بينما كانت 'إسرائيل' تروّج عبر الإعلام العالمي والعربي لما سمّته ' #هدنة_إنسانية ' وتدفقًا للمساعدات إلى #غزة، كانت آلة القتل الإسرائيلية تواصل ارتكاب أبشع #المجازر بحق المدنيين العزل، في صورة صارخة من #التضليل_الإعلامي وتزييف الواقع وطمس الحقيقة.
ففي ذات اليوم الذي أعلنت فيه 'إسرائيل'، أمس الأحد، عن ما وصفته بـ'هدن إنسانية' في مناطق متفرقة من قطاع غزة، أكدت وزارة الصحة في غزة نقل أكثر من 100 #شهيد فلسطيني و382 جريحاً إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة الماضية فقط.
وأشارت الوزارة إلى وجود عدد كبير من #الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل.
كما سجّلت #المستشفيات 14 حالة #وفاة جديدة بسبب #المجاعة وسوء التغذية، ما يرفع عدد ضحايا المجاعة إلى 147 وفاة، بينهم 88 طفلاً، وهو ما يعكس فشل الادعاءات حول إدخال مساعدات إنسانية كافية، ويؤكد استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها 'إسرائيل' بحق سكان القطاع.
وفي جريمة جديدة بحق المجوعين، تعرضت 'مراكز توزيع المساعدات'، التي توصف بـ'مصائد الموت' الأمريكية الإسرائيلية، للقصف وإطلاق النار مجددًا، ما أدى إلى استشهاد 25 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 237 آخرين، ليرتفع عدد ضحايا استهداف هذه المراكز إلى 1,157 شهيدًا و7,758 جريحًا منذ بداية العدوان.
خداع 'الهدنة' لتمرير المجازر
ورغم هذه الأرقام الكارثية، استمرت 'إسرائيل' في الترويج لادعاءات الهدنة والمساعدات، في محاولة واضحة لخداع المجتمع الدولي. وقد استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي مصطلح 'هدنة إنسانية' كغطاء لاستمرار المجازر، وليس لوقف آلة قتل المدنيين أو تسهيل المساعدات.
فقد واصل جنود الاحتلال إطلاق النار المباشر على المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات، ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى، في مشاهد توثق بوضوح زيف الادعاءات الإسرائيلية، وتفضح الرواية الرسمية التي تحاول تبييض سجل الاحتلال الإجرامي.
دعاية ممنهجة لتزييف الواقع
لم تتوقف 'إسرائيل' عند القتل، بل أطلقت، بالتعاون مع إعلامها الرسمي، تبعها إعلام عربي موجه ومتواطئ، حملات دعائية واسعة النطاق لتضليل الرأي العام بشأن الوضع الإنساني في غزة.
والخميس الماضي، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من حملات مدروسة تهدف إلى نشر أخبار مضللة حول إدخال كميات كبيرة من المساعدات، مؤكدًا أن ما دخل فعليًا لا يتجاوز 1% من الاحتياج اليومي، ولا يفي باحتياجات السكان المحاصرين.
وتعتمد هذه الحملات على فيديوهات معدّة مسبقًا لتوزيع مساعدات محدودة قدمتها منظمات دولية، يتم تقديمها وكأنها 'إنجازات إنسانية' بفضل الاحتلال، في حين أن غزة تحتاج إلى 600 شاحنة يوميًا على الأقل في الظروف العادية، دون الحديث عن حالة الطوارئ الحالية.
كما نشطت عشرات الحسابات العربية على مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لرواية الاحتلال، عبر استخدام عبارات مثل 'انتهاء المجاعة' و'كسر الحصار'، في محاولات مكشوفة لتشويش الرأي العام، وتضليل التضامن العربي والدولي.
استهداف الصحفيين ودعاية لمساعدات وهمية
اللافت أن هذه الحملات لم تكتفِ بتضليل الجمهور، بل هاجمت الصحفيين والنشطاء في غزة الذين كشفوا الحقيقة، واتهمتهم بـ'تشويه الصورة' و'التحريض'، في محاولات ممنهجة لإسكات الأصوات الحرة التي تفضح جرائم الاحتلال وتنقل المأساة كما هي للعالم.
ووسط هذه الأوضاع، يُجمع المراقبون والحقوقيون على أن ما تقوم به 'إسرائيل' هو جريمة مركّبة، تجمع بين القتل والتجويع والتضليل، وهي سياسة تهدف إلى تدمير الوعي الإنساني بالقضية الفلسطينية، وتحييد الضغط الدولي عن الجرائم اليومية التي يتعرض لها شعب محاصر.
وقال 'المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان'، في بيان صحفي أمس الأحد، إنّ استئناف عمليات إنزال المساعدات جوًا، بعد أشهر من التجويع الشامل، لا يلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، ولا يُخفف من الكارثة التي تسببت بها سياسة التجويع المتعمّدة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بل يروّج لوهم الإغاثة بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحًا ضد المدنيين.
وشدّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على أنّ هذه الخطوة، التي تمّت بموافقة 'إسرائيل' وبدأ تنفيذها مساء السبت، لا تعكس تحولًا حقيقيًا في الاستجابة الإنسانية، بل تهدف بالدرجة الأولى إلى تضليل الرأي العام العالمي والتقليل من وقع الجريمة، في محاولة لصرف الأنظار عن الانتهاكات المستمرة في القطاع.
وأوضح المرصد أن هذه الخطوة تأتي في ظل جريمة التجويع المنهجية التي تنفّذها 'إسرائيل' في قطاع غزة، والتي أفضت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة تمثلت في تفشّي المجاعة، وحرمان السكان من الغذاء والماء والدواء، وتدمير سلاسل الإمداد الحيوية، ومنع دخول المساعدات براً، مع استمرار الهجمات على من يسعون للحصول على الطعام، في مشهد يكشف إصرار إسرائيل على استخدام التجويع كأداة رئيسية لإهلاك سكان القطاع وتقويض سبل بقائهم.
وتبقى الحقيقة ماثلة رغم كل محاولات التمويه: لا هدنة في غزة، ولا مساعدات كافية، بل استمرارٌ في القتل والتجويع تحت عناوين كاذبة وشعارات مضللة.
وترتكب 'إسرائيل' منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 204 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.