طلال مارديني من سرقة النص إلى كتابة المجد

السوسنة - الحكاية بدأت خلال مشاركته في أحد الأعمال، حين شعر بالإحباط من عدم منحه فرصًا تمثيلية حقيقية. لم يكن راضيًا عن الانتظار، فاختار أن يبادر بنفسه ويكتشف ما يحدث خلف الكواليس.

وبطريقة طريفة لكنها عميقة في معناها، استعار نصًّا دراميًا من صديق يعمل في الإخراج، دون أن يخبِره بالأمر. قرأ النص في المنزل، وبدأ يفكك تركيبته، يحلل المشاهد، ويتعلّم كيف يُبنى سيناريو متماسك. هذا الحدث، الذي بقي سريًا لسنوات، كان الشرارة الأولى التي دفعته لكتابة أول أعماله.

لم يكن الطريق سهلاً؛ فقد كتب 12 مسودة قبل أن يصل إلى النسخة النهائية من مسلسل 'رجال العز'، الذي أخرجه الراحل علاء الدين كوكش، وضمّ مجموعة من نجوم الدراما السورية. العمل تناول نضال أهالي دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، في حبكة شامية تراثية أعادت إحياء روح المقاومة بصيغة درامية مؤثرة. ورغم حداثة تجربته آنذاك، حيث كان في الثالثة والعشرين من عمره فقط، تمكّن مارديني من فرض نفسه ككاتب واعد، يحمل مشروعًا مختلفًا ورؤية فنية خاصة.

ولم يكن نجاحه مدفوعًا بالدعم، بل واجه الكثير من التشكيك، حتى من أقرب الناس إليه، بحسب ما قاله في المقابلة. إلا أن عزيمته وتعلّقه بالكتابة منحاه القدرة على الاستمرار، حتى بات اليوم أحد الأسماء التي تُحسب لها حساب في مشهد الكتابة الدرامية السورية والعربية.

قصة مارديني ليست مجرد واقعة طريفة، بل مثال على كيف يمكن للشغف أن يغيّر المسار، وكيف يمكن للفضول أن يتحول إلى إبداع... حتى لو بدأت الحكاية بـ'سرقة نص'

يذكر أن مسلسل 'رجال العز'، عرض عام 2011، ويُعد من أوائل الأعمال الشامية التي حققت انتشارًا واسعًا في العالم العربي، وشارك فيه نجوم مثل وائل شرف، ميلاد يوسف، وقيس الشيخ نجيب.

وتناول العمل نضال أهل دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، وكان بداية قوية لطلال مارديني ككاتب درامي، حيث لفت الأنظار بقدرته على صياغة قصة متماسكة ضمن بيئة تراثية.

اقرأ ايضاً: