اخبار الاردن
موقع كل يوم -الميادين
نشر بتاريخ: ٢٤ نيسان ٢٠٢٥
'مؤتمر المكتبات الوطنية' في الأردن: عين على التاريخ والمستقبل
أول مؤتمر دولي حول المكتبات الوطنية يعقد في الأردن. ماذا ناقش المؤتمرون؟
ربما كان الحفاظ على إرث الدول الثقافي وتوثيقه، المحور الرئيسي في نقاشات المشاركين خلال جلسات المؤتمر الدولي الأول للمكتبة الوطنية، الذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان، أول أمس الثلاثاء، لكن الأهم كان التساؤل عن كيفية تحويل ذلك الإرث إلى وثائق رقمية.
باحثون ومختصون في مجال التوثيق الأدبي والثقافي، يمثلون 19 دولة، قدموا خلال المؤتمر الذي حمل عنوان 'المكتبات الوطنية ودور المحفوظات ودورها في حفظ الذاكرة الوطنية في بيئة رقمية متغيرة'، مقترحاتهم ورؤيتهم للحفاظ على تاريخ الدول، ونقله للأجيال المقبلة، مع الأخذ بعين الاعتبار مواكبة التطور التكنولوجي المتسارع، كما يصف مدير عام المكتبة الوطنية، نضال العياصرة.
وأوضح العياصرة أن المؤتمر، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، وجاء بالتزامن مع مرور 50 عاماً على تأسيس 'المكتبة الوطنية' في الأردن، سيبحث بشكل مستفيض أفضل السبل للاستثمار في التقنيات الرقمية، إضافة إلى 'بناء قدرات العاملين، وإعادة صياغة السياسات الوطنية في مجالات الحفظ والوصول، وبما يعزز من دور المكتبات والمحفوظات كمؤسسات استراتيجية في رسم المستقبل الثقافي'.
وأعتبر العياصرة في حديث مع 'الميادين الثقافية' أن إقامة تجمع دولي 'يأتي تأكيداً على أهمية المكتبات الوطنية، خاصة أنها كانت ولا زالت مرآة صادقة لثقافات الشعوب، وأداة لحفظ الذاكرة الوطنية، ومصدراً موثوقاً للمعلومة التاريخية والعلمية والأدبية'.
وأضاف أن 'المحفوظات بمختلف أشكالها وأصنافها، مريئة كانت أم مسموعة أم مكتوبة، تعد الحاضن الرسمي للوثائق والمخطوطات والمواد التي توثق مسيرة الدولة والمجتمع، وتشكل جزءاً من هوية الأمة'.
وجمعت 'المكتبة الوطنية الأردنية' منذ تأسيسها عام 1975 حتى اليوم، أكثر من 3 ملايين ونصف المليون صورة توثق الذاكرة الوطنية وتحفظ الإرث الأردني التاريخي، المدني والسياسي، والعسكري، وفق الأرقام الرسمية.
مشاركة عربية ودولية ملفتة
رغم أن هذه هي الدورة الأولى من المؤتمر، إلا أن عدد المشاركين كان جيداً، حيث قدم ما يقرب من 50 باحثاً أوراقاً باحثية تتحدث عن أفضل طرق المحافظة على إرث الدول، مع التركيز على أهمية مشاركة المواطنين أنفسهم في عملية التوثيق، من وجهة نظر مدير مكتب حماية الملكية الفكرية اللبنانية، وسام العميل.
وقال العميل إن 'جمع الوثائق والمحافظة عليها غير مناط بالجهات المختصة في الدول، بل تخص المواطنين أيضاً، خاصة الذين يمتلكون مقتنيات أو وثائق أو كتب أو صور، تساعد الباحثين إلى حد كبير في رسم صورة واضحة المعالم لتاريخ الدولة، والتسلسل الزمني لمراحل التغير والتطور الحاصل في مختلف المجالات، وتحديداً الأدبية والفكرية'.
وشدد العميل على أهمية إنشاء المكتبات الوطنية، وجعلها مركزاً حيوياً لصيانة الذاكرة الجماعية الاجتماعية، وتعزيز الهوية الثقافية، وتقديم رواية متكاملة لتاريخ الشعوب، لكون هذا النوع من المؤسسات قادر على ربط الماضي بالحاضر، ووضع تصور شبه دقيق للمستقبل.
من جانبها اعتبرت رئيسة 'جمعية المكتبات العراقية'، فايزة البياتي، أن المؤتمر 'يعد منبراً فكرياً وعلمياً وعملياً يتيح تبادل الخبرات والمعارف، ومناقشة التحديات والفرص التي تواجه المكتبات الوطنية في ظل التحول الرقمي المتسارع'، مؤكدة أن التطور المتسارع في مجال الرقمنة، 'هو أيضاً تحول ثقافي يفرض علينا كمختصين في هذا المجال تطوير استراتيجيات جديدة لحفظ الوثائق والمخطوطات والبيانات التاريخية، وضمان إتاحتها للأجيال القادمة بأمان وجودة واستمرارية'.
ودعت البياتي إلى التعامل مع المؤتمر الأول للمكتبات الوطنية، كخطوة أولى لعقد شراكات عربية - عربية، تحت مظلة جامعة الدول العربية، تتبنى سياسات واضحة للمحافظة على إرث الشعوب العربية، 'وهو إرث عظيم ومن الأمانة أن ننقله لأجيالنا القادمة، ليتعرفوا على تاريخهم العظيم'.
جلسات نقاشية متخصصة
على مدى 3 أيام وضعت 'المكتبة الوطنية الأردنية'، مجموعة من المحاور التي تناقش باستفاضة المواضيع المتعلقة بعنوان المؤتمر، وهو 'المكتبات الوطنية ودور المحفوظات ودورها في حفظ الذاكرة الوطنية في بيئة رقمية متغيرة'.
وجاء المحوره الأول بعنوان 'المكتبات الوطنية ودور المحفوظات: النشأة والتطور والأدوار'، وحفظ الذاكرة الوطنية وإدامتها وتعزيز الهوية الوطنية، ونشر الوعي والمعرفة في المجتمع وتنظيم الأنشطة والفعاليات الثقافية، والمكتبات الوطنية ودور المحفوظات ودورها كحاضنة للإبداع والريادة والابتكار، والمكتبات الوطنية ودور المحفوظات في الحفاظ على اللغة العربية، والمكتبات الوطنية ودور المحفوظات ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أما المحور الثاني وعنوانه 'المكتبات الوطنية ودور المحفوظات في البيئة الرقمية وتحدياتها واستشراف المستقبل'، فيتطرق إلى التحول الرقمي: الأهمية والتحديات، وتوظيف التكنولوجيا في تيسير الوصول إلى المصادر المعرفية، والمكتبات الوطنية ودور المحفوظات في ظل الذكاء الاصطناعي، وأمن وسلامة مصادر المعرفة في المكتبات ودور المحفوظات، واستخدام تكنولوجيا المعلومات في تنظيم مصادر المعرفة وأمنها وسلامتها في المكتبات الوطنية ودور المحفوظات، والتحديات التي تواجه المكتبات الوطنية ودور المحفوظات في حفظ مصادر المعرفة للأجيال المقبلة.
ثم المحور الثالث بعنوان 'تجارب ريادية للمكتبات الوطنية ودور المحفوظات'، ويبحث تجارب المكتبات الوطنية ودور المحفوظات في إنشاء الفهارس الوطنية الموحدة، والتعاون الدولي وتبادل المعرفة بين المكتبات الوطنية ودور المحفوظات، والشراكات مع المؤسسات التعليمية لخدمة الطلاب والباحثين والأكاديميين ودعم عمليات التعلم المستمر، وتجارب لتطوير المكتبات الوطنية ودور المحفوظات في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
أما المحور الرابع وعنوانه 'المكتبات الوطنية ودور المحفوظات والهيئات الحكومية في ظل التشريعات القانونية'، فيركز على الحماية القانونية لمصادر المعرفة في ظل الوصول الحر للمعلومات، والقوانين والتشريعات الناظمة لحماية الملكية الفكرية في ظل تكنولوجيا المعلومات، والمؤسسات والهيئات الحكومية ودورها في تعزيز الحماية القانونية للمصادر المعرفية وضمان حق الحصول على المعلومات.