اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١١ أيار ٢٠٢٥
السوسنة- خاض الأمريكي تيم فريدي مغامرة فريدة استمرت قرابة عشرين عامًا، تعمد خلالها حقن نفسه بسم الأفاعي وتعرض للدغات أخطر أنواعها بهدف بناء مناعة ضد السموم. هذه التجربة الجريئة التي نفذها بدافع علمي قادته لاكتشاف أجسام مضادة قوية في دمه، تم دمجها لاحقًا مع علاج معروف، ما يفتح الباب أمام تطوير دواء فعّال قد ينقذ حياة ملايين المصابين بلدغات الثعابين حول العالم.
والآن قد يُسهم عمله في حل مشكلة صحية عالمية كبرى: ففي كل عام، تلدغ الثعابين السامّة ما يصل إلى 2.7 مليون شخص، مما يُقدّر بـ 120 ألف حالة وفاة و400 ألف إصابة، وفقاً لما ذكرته صحيفة 'نيويورك تايمز'.
وفي مقطع فيديو مدته دقيقتان، يظهر فريدي بهدوء وهو يسمح لثعبانيْن قاتليْن -مامبا سوداء وتايبان- بعض ذراعيه. ورغم النزيف من ذراعيه، يبتسم ويقول: 'شكراً للمشاهدة'.
اكتشاف جسمَيْن مضادَّيْن قويَّيْن في دمه
واكتشف الباحثون جسمَيْن مضادَّيْن قويَّيْن في دم فريدي، وعند دمجهما مع دواءٍ يُسمى فاريسبلاديب، وفّرا الحماية للفئران من سم 19 نوعاً من الثعابين.
وبحسب 'نيويورك تايمز'، هذه نقلة نوعية كبيرة في الأمصال المضادّة للدغات الثعابين، فعادةً تعمل مضادات السموم الحالية ضدّ نوعٍ واحدٍ أو عددٍ قليلٍ من أنواع الثعابين وثيقة الصلة.
وقال 'فريد' لـ'نيويورك تايمز': 'أنا فخورٌ جداً بقدرتي على فعل شيءٍ ما في هذه الحياة من أجل الإنسانية، لإحداث فرقٍ في حياة أشخاصٍ يبعدون عني 8000 ميل، والذين لن أقابلهم أبداً، ولن أتحدث إليهم، ولن أراهم أبداً'.
لدغتا كوبرا كادتا توديان بحياته
بدأ 'فريدي' التجارب في أوائل القرن الحادي والعشرين، وكان أحياناً يُؤوي ما يصل إلى 60 ثعباناً ساماً في قبو منزله، وكاد شغفه أن يُودي بحياته عام 2001، عندما سمح لأفعيين من الكوبرا بعضه، وانتهى به الأمر في غيبوبةٍ استمرت أربعة أيام. دفعته هذه التجربة إلى أن يكون أكثر حرصاً ودقةً في عمله.
التقى جاكوب جلانفيل؛ مؤسّس شركة 'سنتيفاكس' لتطوير اللقاحات والمؤلف الرئيس للدراسة المنشورة الآن في مجلة 'سيل - Cell'، بفريدي عام 2017. وبالتعاون مع بيتر كوونغ، باحث اللقاحات في جامعة كولومبيا، عزل فريق جلانفيل الأجسام المضادّة واختبرها على الفئران.
ووفّر أحد الأجسام المضادة حمايةً ضد ستة أنواع من الثعابين، وعند دمجه مع الجسم المضاد الثاني، تمّت حماية الفئران من 13 سماً من سموم الثعابين، إضافة إلى الحماية الجزئية من ستة سموم أخرى.
وقال نيكولاس كاسويل؛ الباحث في كلية ليفربول للطب الاستوائي في إنجلترا، لصحيفة 'التايمز' البريطانية: إن مزيجاً من مضادات السموم قد يُعادل سم عديدٍ من الأنواع.
الطريقة القديمة لصُنع مضادّات السموم
يُصنع مضاد السموم التقليدي عن طريق حقن حيوانات، مثل الخيول أو الأغنام، بكمياتٍ صغيرة من السم، ثم جمع الأجسام المضادّة التي تُنتجها. لكن هذه العملية عفا عليها الزمن، ولا تُجدي نفعاً إلا مع ثعابين محدّدة. كما يُمكن أن تُسبّب صدمة حساسية خطيرة لدى بعض الأشخاص.
الأمل في التجربة الجديدة
ما هو الأمل؟ يُمكن أن يُعادل الجمع بين الأجسام المضادة البشرية الصنع وأدوية، مثل فاريسبلاديب مجموعة أوسع من سموم الثعابين مع آثار جانبية أقل.
وفي تقرير نُشر أخيراً، يخطط الباحثون لاختبار العلاج على الكلاب التي عضتها الثعابين في أستراليا.. تُعد أستراليا موطناً لبعض أخطر الثعابين في العالم.
اقرأ المزيد عن: