اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
شكوى ابن مكتوم صرخة القلوب المبصرة
خلود العجارمه
(لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر)
ابن مكتوم الأعمى الذي لم يمنعه فقد البصر عن الوقوف في وجه الحق والدعوة إلى الله يأتينا اليوم كرمز لكل ضمير حي في زمن التخاذل صرخته لم تكن جهادًا جسديًا لكنها كانت أعمق وأبلغ صرخة تصل إلى وجدان كل مؤمن هو أعمى ومع ذلك نال نصيبًا من القرب الإلهي فكيف نحن المبصرون الأصحاء القادرون على الحركة والعمل نقعد صامتين كيف لنا بعد كل هذا الموت والدمار بعد دماء أريقت على أرض غزة بعد صرخات الأطفال والنساء والآباء والأمهات أن نظل ساكنين هل ننتظر أن تُزهَق كل روح بريئة قبل أن نتحرك هل ننتظر أن يمر الظلم على العالم كله لنجد لأنفسنا مبررًا للكسل والصمت يا أهل غزة ليس لنا أمام الله عذر فالصمت اليوم خيانة والقاعد مذموم حتى ابن مكتوم الأعمى كان له نصيب في الجهاد بنور قلبه وإيمانه أما نحن الذين تُفتح أمامنا أبواب القدرة وأيدينا بيضاء وقلوبنا ترى وتبصر فهل نقف مكتوفي الأيدي إنها لحظة اختبار حقيقية لكل إنسان اختبار يقيس الإيمان والعمل يقيس مدى التزامنا بالحق والعدل فالإيمان ليس كلمات نرددها ولا شعارات نرفعها بل أفعال نثبتها حين يئن العالم من حولنا حين تسمع قلوبنا صرخات الأبرياء حين تصلنا أخبار المعاناة فلا نصمت نرى أطفال غزة يركضون بين الركام يلعبون تحت صواريخ لا ترحم أمهاتهم تبكي صمتًا وتبحث عن قوت يومهم وبيوتهم تتحطم تحت أقدام القصف ونحن نتفرج من بعيد كم مرة ألقي نظرة على شوارعنا المضيئة وبيوتنا الآمنة وأقول في نفسي هل هذا يكفي عذرًا أمام الله ابن مكتوم لم يختبئ وراء ضعفه بل واجه العالم بعجزه وقلبه ونحن اليوم في زمن القدرة فكيف لنا أن نبرر القعود نحن من نملك البصر والقوة ومن يمتلك القدرة على الحركة والفعل كل لحظة تمر ونحن نبتعد عن الحق كل دمعة لم نشهدها ولم نحرك ساكنًا هي شهادة علينا يوم نلقاه يا أهل غزة ويا كل من يرى ولا يحرك ساكنًا تذكروا ابن مكتوم الأعمى الذي هز العالم بنوره وإيمانه وتعلموا أن الإيمان ليس كلمات على الشفاه بل دماء على الأرض وأفعال تقهر الصمت والظلم إنه النهوض حين يئن الأطفال بين الركام حين تبكي الأمهات تحت القصف حين تتهاوى البيوت ولا نبالي كل لحظة تمر ونحن صامتون هي دم يضاف إلى دماء الأبرياء كل دمعة لم نحرك لها ساكنًا هي وصمة على وجوهنا يوم نلقاه فإما أن نتحرك ونكون نورًا وسط الدجى أو نبقى قابعين في عجزنا ونشهد على سقوط كل مظلوم لم نجد له نصيرًا
