اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٥
تسييس الطب واغتيال حرية الكلمة… قرار الجمعية الأمريكية للغدد الصماء وصمة عار
اللواء المتقاعد د. موسى العجلوني
في خطوة صادمة أثارت استنكارا وغضبًا واسعًا لدى الوسط الطبي العالمي والعربي والمحلي وفي سابقة خطيرة تفضح ازدواجية المعايير وتكشف زيف شعارات حرية التعبير، أقدمت الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء (AACE) على إنهاء عضوية البروفيسورالأردني كامل العجلوني، أحد أعلام الطب في الأردن والعالم، والحاصل من نفس الجمعية على جائزة أفضل طبيب في العالم لعام 2008. القرار لم يكن له أي صلة بممارسته الطبية أو بأخلاقيات المهنة، بل جاء نتيجة موقفه الفكري المعلن من اليهودية الصهيونية، وهو ما يمثل انحرافًا خطيرًا عن رسالة أي مؤسسة طبية مهنية تحترم نفسها.
في محاضرته التي أثارت غضب اللوبيات الصهيونية، الدكتورالعجلوني لم يطلق أحكامًا جزافية اوآراءً شخصية، بل قدّم تحليلًا علميًا موثقًا مستندا إلى نصوص صريحة من التوراة والتلمود(Evidence Based)، كاشفًا عن العقلية العنصرية والاستعلائية اليهودية التي تقوم على التمييز والهيمنة واحتقار الآخر وتحليل قتله، ومفندًا المزاعم التي يحاول الخطاب الصهيوني تسويقها. رغم أن التحليل العلمي والتفكير المستقل هو حق أصيل لأي مفكر أو باحث لكن الجمعية الأمريكية، التي كان يُفترض بها أن تكون منبرًا للعلم والحياد، اختارت أن تنصاع لضغوط سياسية وأيديولوجية، وأن تحوّل منصتها الطبية إلى محكمة تفتيش وأداة تصفية حسابات سياسية تعاقب كل من يعترض على الرواية الصهيونية ضاربة عرض الحائط بحرية التعبير ومبدأ الفصل بين السياسة والطب.
إن ما جرى هو رسالة ترهيب لكل صاحب رأي يجرؤ على كشف الحقائق التي لا تروق للوبيات الصهيونية. إن تسييس الهيئات العلمية والمهنية، كما حدث في هذه القضية، لا يسيء فقط إلى سمعة تلك المؤسسات، بل يشوّه رسالتها الطبية والإنسانية ويقضي على حياديتها والثقة بها.
إن التاريخ سيكتب أن هذه الجمعية التي كرّمت الدكتورالعجلوني كأفضل طبيب في العالم، هي نفسها التي سحبت عضويته لأنه تجرأ على قول الحقيقة، مستندًا إلى نصوص الفكر اليهودي نفسه والتي اعلنها نتنياهو ووزراؤه المتطرفون مرارا وتكرارا اثناء وقبل حرب الإبادة على غزة والإضطهاد والقمع الذي تمارسه إسرائيل يوميًا ضد الفلسطينيين. وهذا، بلا شك، وصمة عار على جبين هذه الجمعية، وجريمة فكرية مكتملة الأركان ودليل على أن حرية التعبير لديهم تنتهي عند أبواب وتعليمات الصهيونية. والسؤال المهم هل طردت هذه الجمعية يومًا طبيبًا صهيونيًا يتحدث عن 'تفوق العرق اليهودي' كما ورد في التلمود؟ وهل سحبت جوائزها من أطباء إسرائيليين يمارسون التمييز ضد المرضى الفلسطينيين؟ ولماذا لا تطبق معايير'الأخلاق المهنية' على من يدعمون الاحتلال والمجازر والقتل بواسطة التجويع؟
على جميع المؤسسات الطبية الأردنية والعربية التحرك ضد هذه الجمعية وعزلها وعدم الإعتراف بشهادات العضوية التي تصدرها لأن القرارالذي صدرعنها، والذي يعتبر وسام شرف يُضاف إلى سجل العلامة الدكتور العجلوني، لايتعلق به وحده ، بل هو رسالة واضحة لكل مفكر أو أكاديمي عربي: 'إما أن تصمت ، أو نُنهي عضويتك ومسيرتك العلمية ! إنها محاولة لفرض رقابة فكرية تحت غطاء المهنية، بينما الحقيقة أنها املاءات سياسية تهدف إلى إسكات كل من يعري زيف المشروع الصهيوني.
ختاما، نتعلم من الدكتور العجلوني أن العلم لا يُقتل بالترهيب اوالعقوبة او بالصمت فالساكت عن قول الحقيقة شيطان أخرس، والعار على من يبيع العلم لأجل مكاسب سياسية او مادية، والمجد لكل من يقول كلمة الحق ولا يخشى من أجلها لومة لائم. فكما سقطت مقولات 'تفوق العرق الأبيض' يومًا، ستسقط أكاذيب الصهيونية التي تقوم على عزل واضطهاد وتصفية وتهجيرالشعب الفلسطيني الأعزل. ويكفي الدكتور كامل فخرا انه ظلّ وفيا لضميره وعلمه ورسالته، بينما الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء خانت رسالتها وداست على مبادئها.