ركلة جزاء تُبدّد حلم فلسطين المونديالي

السوسنة - تبخّر حلم المنتخب الفلسطيني في التأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم، بعد خسارته فرصة ثمينة نتيجة ركلة جزاء مثيرة للجدل احتُسبت ضده في الدقيقة الأخيرة من مباراته أمام منتخب عُمان، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026.

وشهد ملعب الملك عبد الله الثاني في العاصمة الأردنية عمّان، الخميس الماضي، لحظات مؤلمة، حيث غادر لاعبو المنتخب الفلسطيني أرضية الملعب باكين وسط ذهول الجماهير، بعد التعادل 1-1، ما أدى إلى تراجع الفريق إلى المركز الخامس في مجموعته، بفارق نقطة عن المركز المؤهل للملحق القاري.

وكان المنتخب الفلسطيني بحاجة للفوز في آخر ثلاث مباريات له بالمجموعة الثانية، ونجح في تحقيق انتصارين على العراق والكويت، قبل أن يتقدم على عُمان بهدف حتى الدقيقة 97، حين احتُسبت ضده ركلة جزاء جدلية قلبت مجريات اللقاء.

وأكد نجم المنتخب الفلسطيني عدي الدباغ، أن اللحظة كانت 'صعبة وقاسية'، موضحاً أن الفريق كان مستعداً جيداً، وحظي بمساندة جماهيرية كبيرة، لكنه خسر كل شيء في لحظة.

وفي أعقاب المباراة، تقدم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بشكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي (فيفا) احتجاجاً على قرار الحكم، إلا أن ذلك لم يغيّر من واقع الإقصاء المرير.

وقال المدير الفني للمنتخب، إيهاب أبو جزر، إن 'اللاعبين أبطال، حاولوا إسعاد شعبهم رغم المعاناة. هم رمز لكل ما هو جميل في الأمة الفلسطينية'.

ومنذ انضمامه لعضوية 'فيفا' عام 1998، لم يتمكن المنتخب الفلسطيني من استضافة مبارياته الدولية على أرضه، وزادت الحرب الأخيرة من تعقيد الوضع، إذ اضطر الفريق لخوض مبارياته في عمّان، نظراً لصعوبة اللعب في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح الدباغ، المحترف في نادي أبردين الاسكتلندي، أن اللعب في عمّان كان الخيار الأقرب لفلسطين، خاصة في ظل تواجد جالية فلسطينية كبيرة في الأردن.

ولا تُقام حالياً أي منافسات كروية محلية في فلسطين منذ اندلاع الحرب عام 2023، التي أودت بحياة أكثر من 55 ألف فلسطيني، من بينهم مئات الرياضيين، إلى جانب دمار واسع في المنشآت الرياضية.

ورغم التحديات، واصل المنتخب تدريباته عبر معسكرات في الجزائر وقطر والسعودية، بمشاركة 27 لاعباً، جميعهم تقريباً محترفون في أندية عربية وأوروبية، وهو ما يعكس تطور الكرة الفلسطينية رغم الظروف الصعبة.

وبينما تأهل المنتخبان الأول والثاني في المجموعة إلى نهائيات كأس العالم مباشرة، كان بإمكان فلسطين ضمان بطاقة الملحق حال فوزها على عُمان، إلا أن التعادل أخرجها من المنافسة.

التحضير للمرحلة المقبلة

ورغم الخروج من التصفيات، يواصل المنتخب الفلسطيني استعداداته لبطولة كأس آسيا 2027 المقررة في السعودية، بعد ضمان تأهله للنهائيات.

وأكد الدباغ أن المنتخب سيواصل تمثيل فلسطين في المحافل القارية والدولية، قائلاً: 'الحلم لم ينتهِ، بل تأجل فقط... سنواصل إيصال رسالتنا من خلال كرة القدم بأن لفلسطين وجهاً آخر لا يجب أن يُنسى'.