لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢٥
يعاني الكثير من المسافرين صعوبة النوم أثناء الطيران، بسبب التغير المفاجئ في الإضاءة، ضجيج محركات الطائرة، واختلاف التوقيت بين المناطق. هذه العوامل تجعل من الاسترخاء وحتى إغلاق العينين مهمة صعبة في الأجواء.
ولهذا السبب، يلجأ العديد من الركاب إلى تناول حبوب الميلاتونين، التي تُباع في الصيدليات كمكمل طبيعي يساعد على النوم. ويُنظر إلى الميلاتونين أثناء الطيران على أنه 'الحل السحري' للتغلب على الأرق المؤقت في الرحلات الجوية الطويلة.
لكن يبقى السؤال: هل الميلاتونين فعال حقًّا في ظروف السفر الجوي؟ وهل يمكن الاعتماد عليه كوسيلة مضمونة لـ النوم على متن الطائرة؟
ما الميلاتونين وكيف يساعد على النوم؟
يُعرف الميلاتونين بأنه هرمون طبيعي يفرزه الدماغ مع حلول الظلام، ويساعد على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، أو ما يُعرف بإيقاع النوم والاستيقاظ.
ويوضح الدكتور نيل واليا، أخصائي النوم في مركز UCLA الصحي، أن هرمون الميلاتونين للنوم لا يعمل كأدوية التنويم التي تُسبب التخدير، بل يقوم بإرسال إشارات للدماغ بأن الوقت قد حان للاسترخاء؛ ما يُهيئ الجسم للنوم بشكل طبيعي.
وبالتالي، فإن فاعلية الميلاتونين لتحسين النوم تكمن في قدرته على دعم الإيقاع الطبيعي للنوم، لا في التسبب بالنعاس بشكل مباشر.
هل الميلاتونين مفيد للنوم أثناء الطيران؟
يرى الدكتور جيمي زيتزر، أستاذ الطب السلوكي والنوم في جامعة ستانفورد، أن فاعلية الميلاتونين أثناء الطيران لا تكمن في التسبب بالنوم بشكل مباشر، بل في قدرته على إعادة ضبط الساعة البيولوجية للجسم؛ ما يجعله خيارًا مناسبًا خلال الرحلات الجوية الطويلة التي تتطلب النوم في أوقات مختلفة عن المعتاد.
ويؤكد الدكتور أن الميلاتونين للنوم في الطائرة لا يُعتبر حلاً سحريًا، بل يجب استخدامه ضمن خطة متكاملة تتضمن تعديل وقت النوم قبل السفر، والتحكم في التعرض للضوء، والحفاظ على ترطيب الجسم من خلال شرب كميات كافية من الماء.
نصائح فعالة لاستخدام الميلاتونين بأمان خلال الرحلات الجوية
لتحقيق أفضل فائدة من الميلاتونين للنوم على الطائرة، يجب اتباع خطوات دقيقة تضمن السلامة والفعالية:
تجنب استخدامه لأول مرة أثناء الطيران؛ يُفضّل تجربته مسبقًا لمعرفة استجابة الجسم.
استخدم جرعة صغيرة من الميلاتونين تتراوح بين 0.5 إلى 3 ملغ فقط.
تناوله قبل ساعة إلى ساعتين من موعد النوم الجديد، حسب المنطقة الزمنية للوجهة.
لا تخلطه مع الكحول أو أي أدوية منومة أخرى.
اجعل استخدامه جزءًا من روتين متكامل يشمل ترطيب الجسم بشرب الماء، تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين، وضبط الإضاءة والنشاط بما يتماشى مع وقت النوم المطلوب.
هل الميلاتونين هو الحل للنوم أثناء الطيران؟
رغم أن الميلاتونين لا يُعدّ مهدئًا بالمعنى التقليدي، فإنه يمكن أن يكون أداة فعالة في مساعدة الجسم على التكيف مع فروق التوقيت وتنظيم إيقاع النوم خلال السفر الجوي، خصوصًا في الرحلات الطويلة. لكن لتحقيق فوائده، من الضروري استخدامه بذكاء كجزء من خطة متكاملة للنوم أثناء الطيران، تشمل العناية بالترطيب، تجنب الكافيين، وضبط توقيت النوم مسبقًا.
الاعتماد على الميلاتونين وحده ليس حلاً سحريًا، ولكن عند استخدامه بشكل صحيح، يمكن أن يساعد المسافر على تخفيف آثار اضطراب النوم أثناء السفر، والوصول إلى الوجهة بحالة من الراحة والاستعداد.