اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٠ أيار ٢٠٢٥
في زمنٍ عزّ فيه الرجال، وندر فيه الصدق، يسطع نجمٌ لا تغيب شمسه في الذاكرة الوطنية، رجلٌ لم يكن يوماً باحثاً عن وهج الأضواء، بل كان مصباحاً في عتمة الطريق، هو عاطف الطراونة، 'أبو الليث'، الذي وإن ضعف صوته تحت وطأة الألم، لم تغب سيرته، ولم تخفت محبته في قلوب الناس.رئيسٌ لمجلس النواب، نعم، ولكن الأهم أنه كان ابن عشيرةٍ، وابن وطنٍ، وابن موقفٍ.. لم يهبط على الكرسي من مظلةٍ غامضة، بل صعد سُلّماً من خدمةٍ صادقة، ومناصبَ تدرج فيها كما تتدرج الشمس في كبد السماء، لا استعجال فيها، ولا ادعاء.أيام الربيع العربي، حين كان المشهد مرتبكاً، والقلوب وجلة، والأصوات تتعالى بلا ضابط، كان هو صوت الاتزان، جلس على منصة الرئاسة لا ليُقصي، بل ليجمع، لا ليتسلط، بل ليقود، فمضى بالمجلس إلى بر الأمان، دون أن يلوّح بقبضة، أو يتلوّن بموقف.هو ابن شيخٍ، وليس ابن نعمةٍ طارئة، تشرب من والده الوقار، وورث عنه الحكمة، وكان في محيط أسرته كالغيث؛ عطوفاً على إخوته، صديقاً لأبناء عمومته، وكتفاً يُستند إليه حين تميل الأقدار.ما دخل بيتاً إلا وكان له فيه احترام، وما قصد باباً إلا وكان فاتحاً للخير، المشّاء في حاجات الناس، العارف بقيمة 'صنائع المعروف'، المؤمن بأن ما يزرعه اليوم سيحصد أثره في دعوةٍ، أو دمعة امتنان.واليوم، وهو في محنة المرض، تتجلى معادن الرجال، فكم من مسؤولٍ عرفناه حين كان في المنصب، ثم لم نر له أثراً حين زال المنصب، أما عاطف، فلم يعرفه الناس بـ'رئيس المجلس'، بل عرفوه بـ'الوجه الطيب'، بـ'الدماثة'، بـ'الأصيل'، وها هم يلتفون حوله اليوم، لا طمعاً ولا مصلحة، بل وفاءً واعترافاً بما كان عليه من نُبل.يمرض الجسد، نعم، لكن الأرواح الكبيرة لا تضعف، وهذا الرجل الكبير، يواجه الألم بطمأنينة المؤمن، وهدوء من يرى في كل ما يصيبه رحمةً من الله، لا عقوبة ولا قسوة، يقول: 'وأما بنعمة ربك فحدث'، ولكنه لم يحدث بها كبراً، بل شكراً ورضا.المرض لا يمتحن الأجساد فقط، بل يكشف معدن الأرواح، وعاطف الطراونة في محنته هذه، أصدق ما يكون.. لم يتغير، ولم يطلب شيئاً، ولم يشكُ لأحد، بل سلم أمره لمن بيده الأمر كله، رب الناس، ورافع البأس، والشافي الذي لا يُعجزه داء.يا رب.. إن كان في القلوب محبة، فقد أحببناه، وإن كان في الأرض من يدعو له، فنحن ندعو، فأنزل عليه شفاءك، وألبسه عافيتك، وقرّ أعين محبيه بعودته، لا مرض فيه ولا ألم.هذا هو عاطف، ولكل امرئٍ من اسمه نصيب، اسمٌ على مسمى، وكلمةٌ إن قيلت صدقاً، فهي لا تموت.
في زمنٍ عزّ فيه الرجال، وندر فيه الصدق، يسطع نجمٌ لا تغيب شمسه في الذاكرة الوطنية، رجلٌ لم يكن يوماً باحثاً عن وهج الأضواء، بل كان مصباحاً في عتمة الطريق، هو عاطف الطراونة، 'أبو الليث'، الذي وإن ضعف صوته تحت وطأة الألم، لم تغب سيرته، ولم تخفت محبته في قلوب الناس.
رئيسٌ لمجلس النواب، نعم، ولكن الأهم أنه كان ابن عشيرةٍ، وابن وطنٍ، وابن موقفٍ.. لم يهبط على الكرسي من مظلةٍ غامضة، بل صعد سُلّماً من خدمةٍ صادقة، ومناصبَ تدرج فيها كما تتدرج الشمس في كبد السماء، لا استعجال فيها، ولا ادعاء.
أيام الربيع العربي، حين كان المشهد مرتبكاً، والقلوب وجلة، والأصوات تتعالى بلا ضابط، كان هو صوت الاتزان، جلس على منصة الرئاسة لا ليُقصي، بل ليجمع، لا ليتسلط، بل ليقود، فمضى بالمجلس إلى بر الأمان، دون أن يلوّح بقبضة، أو يتلوّن بموقف.
هو ابن شيخٍ، وليس ابن نعمةٍ طارئة، تشرب من والده الوقار، وورث عنه الحكمة، وكان في محيط أسرته كالغيث؛ عطوفاً على إخوته، صديقاً لأبناء عمومته، وكتفاً يُستند إليه حين تميل الأقدار.
ما دخل بيتاً إلا وكان له فيه احترام، وما قصد باباً إلا وكان فاتحاً للخير، المشّاء في حاجات الناس، العارف بقيمة 'صنائع المعروف'، المؤمن بأن ما يزرعه اليوم سيحصد أثره في دعوةٍ، أو دمعة امتنان.
واليوم، وهو في محنة المرض، تتجلى معادن الرجال، فكم من مسؤولٍ عرفناه حين كان في المنصب، ثم لم نر له أثراً حين زال المنصب، أما عاطف، فلم يعرفه الناس بـ'رئيس المجلس'، بل عرفوه بـ'الوجه الطيب'، بـ'الدماثة'، بـ'الأصيل'، وها هم يلتفون حوله اليوم، لا طمعاً ولا مصلحة، بل وفاءً واعترافاً بما كان عليه من نُبل.
يمرض الجسد، نعم، لكن الأرواح الكبيرة لا تضعف، وهذا الرجل الكبير، يواجه الألم بطمأنينة المؤمن، وهدوء من يرى في كل ما يصيبه رحمةً من الله، لا عقوبة ولا قسوة، يقول: 'وأما بنعمة ربك فحدث'، ولكنه لم يحدث بها كبراً، بل شكراً ورضا.
المرض لا يمتحن الأجساد فقط، بل يكشف معدن الأرواح، وعاطف الطراونة في محنته هذه، أصدق ما يكون.. لم يتغير، ولم يطلب شيئاً، ولم يشكُ لأحد، بل سلم أمره لمن بيده الأمر كله، رب الناس، ورافع البأس، والشافي الذي لا يُعجزه داء.
يا رب.. إن كان في القلوب محبة، فقد أحببناه، وإن كان في الأرض من يدعو له، فنحن ندعو، فأنزل عليه شفاءك، وألبسه عافيتك، وقرّ أعين محبيه بعودته، لا مرض فيه ولا ألم.
هذا هو عاطف، ولكل امرئٍ من اسمه نصيب، اسمٌ على مسمى، وكلمةٌ إن قيلت صدقاً، فهي لا تموت.