اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
وزراء الصدفة والعلاقات العامة والثقافة الغائبة .. ومعارضة هي رجس من عمل الشيطان .. هو أنا أفهم من الحكومة ؟ #عاجل
كتب د. محمد أبو بكر
جمعنا صديق ، يوما ما ، في منزله ، الحضور لم يتجاوز العشرة أشخاص ، كان من بين الحضور وزير سابق ، يحمل درجة الدكتوراه ، وما أكثرها اليوم ، تحدثنا في كل شيء ، من السياسة للرياضة للفن وحتى الرقص الشرقي ، وخلال الحديث تطرقت لقصّة حدثت مع رئيس الوزراء الراحل حسن خالد أبو الهدى ، حينها استوقفني الوزير مخاطبا .. اسمه توفيق أبو الهدى وليس حسن خالد ابو الهدى ، فأجبته بأن هناك رئيسين للوزراء من نفس العائلة ، توفيق أبو الهدى وحسن خالد ، فأجابني بنبرة العارف .. أبدا ، ليس صحيحا ، لا يوجد رئيس بهذا الإسم سوى توفيق أبو الهدى .
حينها لذت بالصمت ، ثم فتحت على الأخ غوغل ، فأسند ظهره للوراء وسكت عن الكلام المباح ، هذا وزير ولا يعرف بوجود رئيس حكومة اسمه حسن خالد أبو الهدى .
ثقافة سياسية غائبة تماما ، وزراء بالصدفة أو عن طريق العلاقات العامة ، ولاننسى مسؤولا كبيرا قبل عشرات السنين عندما طلب توزير ابنه قائلا .. بالله عليكم ، حطّوا هالولد وزير ، يعني الوزراء الجايين أحسن منه ؟ ثم حطّوا الولد وزيرا ، يالحكوماتنا الحنونة .
أرجو أن لا أكون قد دخلت مرحلة التخبيص ، ولكنني أرى بضرورة إعادة التأهيل السياسي لكل من يتولّى موقعا متقدما في الدولة ، من وزراء ونواب وأعيان ومدراء دوائر ومؤسسات حكومية ، إلا من رحم ربي ، الغالبية العظمى لا تعرف مفهوم الدولة ، ولا تمتلك أدنى معلومة عن تعريف النظام ، أو حتى المعارضة السياسية ، وحين تستمع لأحدهم ، تتساءل بينك وبين نفسك .. هل هذا وزير ، وكيف جاء ؟ تشعر برغبتك في شدّ شعر رأسك ، حتى لوكنت أصلعا كحالتي !
غالبية المسؤولين هم أصحاب شعارات ، لا تختلف عن شعارات المرشحين للانتخابات النيابية ، وهم يعتقدون بأن شعاراتهم يمكن لها بناء الدولة ، وهم أبعد الناس عن مفهومها ، هؤلاء يعتقدون بأن المعارضة السياسية رجس من عمل الشيطان ، في حين أن المعارضة الوطنية هي الأقرب للنظام والناس ، وهي شريك أساس في كل عمليات الإصلاح ، وهؤلاء ، جزء منهم جهلة حقيقيون ، يحاولون إيهامنا بأن الدولة لا يمكن أن تستقيم أمورها دون وجودهم ، لقد عايشنا هذا الوجود ، وياليتهم لم يكونوا بيننا ، فالمصائب نزلت على رؤوسنا من تحت رؤوسهم ، والمصيبة الكبرى أنه حين يذكر اسم واحد منهم ، يصفونه بالحكيم أو رجل الدولة ، علما بأن المصطلح الأخير غائب تماما .
ليس عيبا القيام بعمليات التثقيف للمسؤولين ، حتى الرياضيين الكبار في أوروبا يختارون عباراتهم وكلماتهم بعناية ، في حين أن بعضا من كبار القوم في بلادنا بالكاد تفهم منه جملة مفيدة ، ولكن هزّازي الرؤوس ، من منافقي القوم متواجدون دائما للثناء على ماتفضل به حضرته .
كثيرا ما أستمع لتصريحات مسؤول هنا أو هناك ، أشعر بغصة في الحلق ، يالهي.. هل البلد باتت خالية من الكفاءات ؟ كيف جاؤوا بهذا الكائن البشري مسؤولا ؟ حينها ، ألوم نفسي ، وأخاطبها .. هو أنا أفهم من الحكومة ؟
دام ظل الحكومة وكل الحكومات السابقة واللاحقة ، وأدام علينا نعمة الجهابذة من نواب الأمة ، الذين باتوا في واد سحيق ، يفصلهم عن قواعدهم الشعبية ، فلا حاجة اليوم لمثل هذه القواعد .. ولكننا سنراهم بعد ثلاث سنوات وهم يتوددون إلينا ، ولكن هل سنستجيب أم سيكون لنا رأي آخر بكل الطبقة ، أقصد.. طبقة فحل !












































