اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
بَطَلٌ لَكنَّهُ لَيْسَ عَرَبِيًّا وَلَا مُسْلِمًا
د. منتصر بركات الزعبي
هل يعقل أن ينتظر أكثر من ملياري عربي ومسلم من كولومبيا أن تقف على أعتاب غزة لتحريرها؟ إنه العار يا أمة المليار!!
ولكونها دولة ذات سيادة ونحن لسنا كذلك، دولة يحكمها رجال ونحن لسنا كذلك، دفعتها إنسانيتها لأن تقوم بالواجب الذي عجزت عن القيام به أمة العرب والمسلمين حيال غزة مع العلم أننا الاقرب إلى غزة هويةً ولغةً ودينا، لكنها لم تنل ولا دولة عربية أو إسلامية واحدة شرف الدفاع عنها،وتقديم يد العون والمساعدة لها خلال حرب الإبادة عليها،والسؤال الذي يطرح نفسه،هل الدول العربية والإسلامية ثملة، لدرجة غياب منطقها الانتمائي العربي والإسلامي الاقليمي والدولي؟ أم أنه الذل والهوان؟!
ولكن مَا اتَّصَفَ بِهِ النظام السياسي العربي والإسلامي على الدوام هو:الجُحُودٍ والخذلان والغدر، إِلاَّ أَّن لُؤمَ مَن جَحَدَ وَقِلَّةَ مُرُوءَةِ مَن صَدَّ، لا يَمنَعُ كَرِيمًا مِن مَدِّ يَدِ المَعرُوفِ ِأياً كان، فالإنْسَانِيّةُ لَيْسَتْ دِيْنَاً، بل هِيَ رُتْبَةٌ يَصِلُ لَهَا بَعْضُ الْبَشَرِ، وَيَمُوتُ آخَرُونَ دُونَ الوُصُولِ لَهَا! فَالله لا يَضِيعُ لَدَيهِ مَعرُوفٌ، وَلا تَذهَبُ عِندَهُ صَنِيعَةٌ سُدًى، ونزولا عند وصية رسولنا الكريم ﷺ:{مَنْ أَتَى إلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَلْيُكَافِئْ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَذْكُرْهُ فَمَنْ ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ}.
لهذا رأيتُ من الواجب أن أرفع مَعَرَّةَ اللُّؤمِ وَخَسَاسَةِ الطَّبعِ عن أنفسنا؛ لأننا في زَمَنٍ تَرَاجَعَ فيه كَثِيرٌ مِن أَهلِ الفَضلِ عَن بَذلِهِ، بَل وَصَلَ الأَمرُ يبعضهم إِلى عَدَمِ التَّفكِيرِ فِيهِ أَبَدًا، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِمَا نَالَهُم مِن لَدْغَاتِ الجَاحِدِينَ، وَلِمَا اكتَوَوا بِهِ مِن غَدَرَاتِ المُتَنَكِّرِينَ .
لأتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان (لرئيس دولة كولومبيا غوستافوا بيترو) على موقفه التاريخي النبيل والشهم أمام الإمم المتحدة، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعا فيه إلى تشكيل جيش دولي قادرة على 'تحرير فلسطين” يضم 20 ألف مقاتل من بلاده، مطالبًا دول الجنوب العالمي بالتحرك في مواجهة ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” في غزة.
وقال بيترو: 'نحن بحاجة إلى جيش قوي من الدول التي لا تقبل الإبادة الجماعية. ولذلك أدعو دول العالم وشعوبها، قبل كل شيء، كجزء لا يتجزأ من الإنسانية، إلى توحيد السلاح والجيوش. يجب أن نحرر فلسطين. أدعو جيوش آسيا، والشعب السلافي العظيم الذي هَزم هتلر ببطولة عظيمة، وجيوش بوليفار في أمريكا اللاتينية”ضد الكيان الصهيوني المجرم بتهمة الإبادة الجماعية لأهلنا في غزة.
ليس عجبًا أن يصدرَ هكذا موقف من دولة بهذا المستوى الرفيع ذات سيادة، حملت على عاتقها شرف وأمانة المسؤولية، في الوقت الذي سكت فيه أهل الحق عن حقهم، ليصدق فينا قول الله تعالى:[وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ].