اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
لا يختلف اثنان ان الأزمات والكوارث تعتبر مادة خصبة وثرية لوسائل الإعلام الجماهيرية، فهي تحظى دوما بتغطية على نطاق واسع جدا سعياً لإرضاء جماهيرها لا سيما وأن الحاجة إلى المعلومات متأصلة بعمق في النفس البشرية، ووفقا لرأي 'هاريسون' فإن الأزمات والكوارث والفضائح والحوادث الطارئة تكون جوهر الأخبار المؤثرة، وتحظى بتغطية واسعة من وسائل الإعلام، وهو ما ذهب إليه ' سنتر وجاكسون' حيث رأيا أن وسائل الإعلام تركز في تقاريرها على الأخبار السيئة والأخطاء والحوادث والفضائح التي تقع في المجتمع الإنساني، أن تعمد هذه الوسائل إلى إثارة روح التساؤل والبحث عند الجمهور، وإمداده بالمعلومات عن الأخطاء البشرية وربما كان هذا ابرز ما توصلت اليه الإعلامية نسرين عمران المتخصصة في اعلام الازمات.
وفي ظل تسارع تطورات الأزمات وتعقيداتها، تتجدد مسؤوليات الإعلام، لا سيما في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وتدفق المعلومات، الذي قد يؤدي أحياناً إلى التشويش أو ترويج الشائعات.
ويؤكد عدد من الباحثين، من بينهم 'هاريسون' و'سنتر وجاكسون'، أن الأزمات تمثل مادة إخبارية مركزية، حيث تنجذب وسائل الإعلام إلى تغطية الأحداث المفاجئة والفضائح والمآسي، مدفوعة بحس إنساني أصيل لدى الجمهور في السعي وراء المعلومة والفهم. بل إن الإعلام في كثير من الأحيان، لا يكتفي بالنقل، بل يسهم في تشكيل وعي جديد بالأولويات والمعايير الاجتماعية.
وتسهم الأزمات والكوارث عادةً في إعادة ترتيب المشهد ، أياً كان نوع هذه الأزمة أو الكارثة أو طبيعتها ومدى تأثيرها ، إذ أنه بفضلها قد يصبح تفصيل صغير جداً لم يكن بالسابق ذو أهمية وعناية تامة ، يشغل أعلى هرم الأولويات ، وضمن لائحة الضرورات الملحة بينما غالباً ما تشكل الأزمات والكوارث وطريقة إدارتها محطات ترسم حدوداً فاصلة بين مرحلتين ما قبل وما بعد سواء في حياة الأفراد أو في حياة الجماعات والدول ، والإعلام ليس بمعزل عن هذا الواقع بل هو أكثر المجالات التي شهدت ولا تزال تطوراً متسارعاً بفضل وسائل التكنولوجيا والتواص الجديدة التي فرضت على غرف التحرير والأخبار أنماطاً غير معهودة في مضامين الإنتاج الاعلامي وأشكاله ، فضلاً عن طرائق التفاعل مع الجمهور المتلقي .
ويلخص المختصون أبرز المهام الإعلامية في أوقات الأزمات في أربعة أدوار رئيسية:
أولا: حلقة الوصل بين الدولة والمجتمع حيث يقوم الإعلام بدور الجسر بين الجهات الرسمية والمواطنين، موضحاً الإجراءات المتخذة بلغة بسيطة وواضحة، ما يسهم في كبح التأويلات المغلوطة وتهدئة الرأي العام.
ثانيا: التوعية المجتمعي حيث لا يقتصر دور الإعلام على التثقيف بكيفية التعامل مع الأزمة، بل يتعداه إلى إشراك الجمهور في إدارتها، من خلال تعميم ثقافة المسؤولية المشتركة.
ثالثا: الدور الوقائي عبر برامجه وضيوفه من المختصين، يساهم الإعلام في رفع الجاهزية المجتمعية، من خلال تبني حملات استباقية تشرح كيفية الوقاية وتقليل المخاطر المحتملة.
رابعا: مواجهة الشائعات وخاصة في ظل الفوضى المعلوماتية التي تصاحب الأزمات، تبرز أهمية الإعلام المهني في التصدي للمعلومات المضللة، والتأكيد على أهمية الحصول على المعلومة من مصدر موثوق.
إن الإعلام المهني في الأزمات لا يكتفي بعرض الأخبار، بل يربط بين الأحداث، ويوضح أبعادها، ويقدم تفسيرات رصينة، ما يمنح المتلقي فهماً عميقاً وهادئاً. كما أن عليه أن يبتعد عن التهويل أو تزييف الحقائق، وأن يقدّم حلولاً عملية قابلة للتنفيذ، تعزز من قدرة المجتمع على تجاوز المحنة بأقل الخسائر.
وأخيرا فإننا نؤكد انه وفي زمن تتعدد فيه المنصات وتتصارع فيه المعلومات، تبقى الحاجة إلى إعلام ومهني أكثر من أي وقت مضى. إعلامٌ يكون شريكاً حقيقياً في إدارة الأزمات له القدرة على جميع المعلومات وربطها ببعض لرسم صورة متكاملة وتقديمها كوجبة معلوماتي متكاملة اشبه بلوحة بازلز تم تركيب قطعها لا مجرد ناقل للحدث.