اخبار الاردن
موقع كل يوم -جريدة الغد
نشر بتاريخ: ٢٠ أذار ٢٠٢٥
عمان- يشهد قطاع غزة تصعيداً دموياً كبيراً بارتكاب الاحتلال المزيد من مجازره الوحشية التي أدت لارتقاء مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين، تنفيذاً لخطة 'بنيامين نتنياهو' بزيادة النيران تدريجياً بالتزامن مع دراسة المفاوضات الجارية، بينما ينقل الوسطاء رسائل بإمكانية تحقيق اختراق قريب في المفاوضات بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وبدأ جيش الاحتلال بتوسيع عملياته البرية في غزة، ومداهمة مناطق إضافية في شمال القطاع، بعد انسحابه منها عقب وقف إطلاق النار منذ نحو شهرين إلى جانب شن سلسلة غارات جوية عنيفة، أسفرت عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين.
وواصلت طائرات الاحتلال قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة، لاسيما مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع وغرب بيت لاهيا شمال غزة، مخلفّة العديد من الضحايا المدنيين.
وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام' الجناح العسكري لحركة 'حماس'، أمس أنها قصف مدينة 'تل أبيب' وسط فلسطين المحتلة برشقة صاروخية ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين، وذلك لأول مرة منذ تجدد العدوان على قطاع غزة.
وبلغ عدد شهداء عدوان الاحتلال منذ فجر أمس 85 إضافة الى و133 جريحا وصلوا المستشفيات، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الاحتلال ، وأكدت وزارة بالصحة في القطاع أنه ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام، وجاري العمل على انتشالهم.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 49617 شهيدًا و112950 إصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023م.
وقد امتلأت ساحات المستشفيات التي تفتقر إلى أدنى مقومات تقديم العلاج، بجثامين مئات الأطفال والنساء، الذين استُهدفوا بالغارات الجوية أثناء نومهم في منازلهم أو داخل خيام النزوح، في ظل حصار خانق ونقص في المعدات والمستلزمات الطبية اللازمة.
وفي نفس الوقت؛ أعلن جيش الاحتلال، إغلاق شارع صلاح الدين الواصل بين شمال القطاع وجنوبه، ومنع الفلسطينيين من التنقل عبره، وسمح لهم فقط بالسير على الأقدام عبر شارع الرشيد، وذلك عقب إعلانه خلال الساعات الماضية بدء عدوان بري محدود وسط قطاع غزة وجنوبه.
وكانت إعادة فتح 'محور نتساريم'، والسماح للنازحين بالعودة عبره من جنوب القطاع إلى الشمال بنداً أساسياً في اتفاق وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك في ظل تأكيد حركة 'حماس' استمرار المحادثات مع الوسطاء بهدف وقف العدوان عن قطاع غزة وإلزام الاحتلال بالاتفاق، وإجباره على التراجع عن مخططاته العدوانية.
وأكد الناطق باسم 'حماس'، عبد اللطيف القانوع، في تصريح له أمس، تمسك الحركة 'باتفاق وقف إطلاق النار، والعمل مع الوسطاء على ضمان تجنيب الشعب الفلسطيني الحرب بشكل دائم، مع التأكيد على ضرورة انسحاب الاحتلال من قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليه'.
وأضاف القانوع أن استمرار الحصار وتجويع سكان القطاع، إلى جانب حملات الإبادة المتواصلة، يستدعي تحركًا عاجلًا من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
ودعا القانوع إلى جهود دولية جدّية وعاجلة لرفع الحصار عن غزة، ووقف عدوان الاحتلال المتواصل الذي يستهدف المدنيين والبنية التحتية في القطاع المحاصر.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة 'حماس'، عزت الرشق، إن 'التصعيد الإرهابي للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة' يمثل 'جرائم إبادة جماعية تستدعي انتفاضة الضمير العالمي'، محذراً من أن الاحتلال يرتكب فظائع غير مسبوقة في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ واضح.
وأوضح الرشق، في تصريح أمس، أن 'غزة تحت النار من جديد، والعدوان الصهيوني الوحشي لا يتوقف، مع تصاعد الهجمات الإجرامية التي تستهدف المنازل الآمنة، وخيام المشردين، ومراكز الإيواء، وسط دمار لا يرحم ونيران لا تميّز بين طفل أو شيخ، ولا بين أم أو رضيع'.
وأضاف، أن 'نتنياهو وقادة كيانه الفاشيون متعطشون للدماء، ماضون في حرب إبادة جماعية، يمارسون تطهيرًا عرقيًا ممنهجًا وتجويعاً متعمّدا بحق الشعب الفلسطيني في غزة'، مشيراً إلى أن 'آلة القتل لم تتوقف منذ 16 شهرًا متواصلة، لم يتوقف القتل، لم يتراجع البطش، بينما يقف العالم متفرجًا، مكتفيًا بالصمت أو بتصريحات الإدانة، في تواطؤ دولي مخزٍ لا يمكن تبريره'.
وشدد الرشق، أنه 'مرةً بعد أخرى، يثبت هذا العدو المجرم أنه لا يعرف إلا الغدر، ولا يلتزم بأي عهد أو اتفاق، بل ينقلب عليه ليواصل حربه القذرة، فيقتل الأطفال الأبرياء، ويفتك بالنساء والشيوخ، في مشاهد تفوق كل وصف'.
وأكد، أن 'غزة تنزف وتستغيث، ولا يجوز تركها وحيدة في مواجهة هذه المجازر الوحشية'، داعيًا إلى 'التحرك الفوري، والضغط بكل الوسائل الممكنة، سياسيا وشعبيا، لوقف العدوان الإجرامي، وكسر الحصار الظالم، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من آلة القتل والتدمير الصهيونية'.
وشدد الرشق على أن 'غزة لن تستسلم، والشعب الفلسطيني لن ينكسر، بينما المقاومة باقية حتى دحر الاحتلال وزواله'.
واستأنف الاحتلال حربه العدوانية على قطاع غزة منذ الثلاثاء الماضي، في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش، الذي أُبرم بوساطة قطرية ومصرية وأميركية في كانون الثاني (يناير) الماضي، في أعقاب ارتكاب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول (اكتوبر) 2023 إبادة جماعية خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.