رسالة الى نقيب المهندسين

سعادة نقيب المهندسين المحترم،

أعضاء مجلس النقابة الأفاضل،

حين اختارتكم الهيئة العامة، لم يكن ذلك من باب المجاملة أو العاطفة، بل إيمانًا بأن من يجلس على مقعد القرار يجب أن يحمل همّ زملائه، وأن يكون وفيًا لتاريخهم وتضحياتهم.

لكن ما جرى أخيرًا لا يشبه هذا الإيمان بشيء. نحن المتقاعدون، ممن اشتروا تقاعدهم بعرقهم ومالهم، لا ننتظر من نقابتنا منّةً أو معروفًا. ما نطلبه هو حقّ صريح، أقَرّت به الهيئة العامة، وتكفله قواعد العدالة والإنصاف.

فوجئنا بقرار وقف صرف مستحقات الزملاء المتقاعدين “الممارسين”، وكأن الممارسة اليوم تُعتبر جرمًا يُعاقب عليه صاحبها بحرمانه من تقاعده. أهذا هو ردّ الجميل لمن أفنى عمره في المهنة، ووقف في كل معركة دفاعًا عن كيان النقابة وهيبتها؟

سعادة النقيب، أنتم لستم غرباء عن هموم النقابيين، وقد توليتم مناصب سابقة تعرفون من خلالها حجم التضحيات التي قدمها الزملاء على مدار العقود. فهل يُعقل أن يكون أول قرارات مجلسكم هو قطع ما تبقى من كرامة مهنية عن المتقاعدين؟

إن هذا القرار مجحف، وظالم، ولا يمكن السكوت عنه. ونطالبكم – بكل وضوح – بالعودة الفورية عنه، احترامًا لمن سبق، وإنصافًا لمن يستحق، ووفاءً لقَسَم المهنة وروح الانتماء.

لن تُقاس نجاحات المجالس بعدد الاجتماعات، بل بعدد المظالم التي رُفعت، والحقوق التي حُفظت.

مع الاحترام،

المهندس بهجت الرواشدة