اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
ممتنّون ونقدّر ما قدّمته لنا سفارتنا في تونس
تمرّ بعض المواقف والأحداث الشخصية في حياة الناس، وتترك أثرا تتباين آثاره في اتّجاه أو آخر. ولكن بعض تلك المواقف والأحداث، مهما بدت محدودة، تتميّز بحضورها الأعمق في الذاكرة والوجدان، لسمات خاصّة بحيثيّاتها، فيشعر المرء تجاهها بأن الحديث عنها أو ذكرها للآخرين يتجاوز الكلام العابر، وقد يكون الحديث عنها محبَّذًا، إن كان في ذلك ما يفيد، بشكل أو بآخر.
أقول هذا، بعدما شاءت ظروف عملي أن أتوجه إلى الجمهورية التونسية الشقيقة لإنجاز بعض المهمات ذات الصبغة الأكاديمية البحثية المشتركة مع بعض الجهات في تونس. ومن أجل تيسير المهمة، جرى الاتصال بالسفارة الأردنية في تونس، لإبلاغها بحضورنا، وتعريفها ببرنامج زيارتنا. وظننّا أن هذا يكفي، وأننا قد نلجأ إلى طلب معونة السفارة، إن لزم الأمر. ولكننا فوجِئنا، وسعدنا كثيرا، وقدّرنا اتصال معالي السفير د. عبد الله أبو رمّان، سفير المملكة في الجمهورية التونسية الشقيقة، بنا، وقد كان سابقا وزيرا في الحكومة الأردنية، وفي مواقع قيادية إدارية، وأبلغنا أنه شخصيا وطاقم السفارة سيقدمون ما يلزم من أجل تيسير مهمتنا ومن أجل أن تكون الزيارة ناجحة.
والذي أشعرنا بمزيد من الامتنان، قبل وبعد وصولنا، أن معاليه قام شخصيا بمتابعة تنظيم كادر السفارة لاتصالات مع الجهات التونسية، وشمل ذلك، بين جهات أخرى، مدير إدارة العلوم والبحث العلمي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو)، أ. د. محمد سند درويش، واسع الثقافة، وهو الذي تابع بكل اهتمام الجهات المعنية ببرنامج عملنا، وكان كريما معنا إلى أبعد الحدود. والتقينا مع المثقف العروبي المخلص الأمين لعروبته والمتابع الحسّاس لما تمرّ به الأمة العربية من تحدّيات مصيرية، أ. د. سامي المالكي. كانوا جميعا من الأشخاص ذوي الحضور القوي المؤثّر. والتقينا كذلك مع عدد من الشخصيات التونسية البارزة، بينها د. سُنيا مبارك، وزيرة الثقافة التونسية سابقا، وهي سيدة كريمة أثارت تقديرنا واحترامنا إلى أبعد الحدود، وخاصة صدق توجهاتها التقدمية، وكرمها ولطفها وإنسانيّتها. والتقينا كذلك مع مديرة مركز الدراسات الاستراتيجية في تونس، د. بدرة قعلول، وقد رحّبت بنا وكانت حريصة على أن تكون أمورنا ميسّرة، بين الأهل في تونس الشقيقة، فلها خالص معاني الشكر والاحترام والتقدير. ولا ننسى الشاب التونسي المفعم بالحيوية والروح العروبية، ناصر الدين بوعزة، وهو الذي 'أخجلنا فعلا' بلطفه وكرم أخلاقه، ومحبته للأردن وفلسطين وكل بلاد الشام. له أصدق مشاعر المحبة والتقدير.
وفي الواقع، لم يكن لكل هذه اللقاءات أن تتمّ وتحقّق ما حقّقته، لولا دور معالي السفير شخصيا، والاهتمام والرعاية من جانب طاقم السفارة. وهنا، يحمل الشّكر والامتنان معانٍ ذات جوانب. فعلى الصعيد الشخصي، كانت دماثة معالي سفير المملكة في تونس وتشجيعه لنا وحرصه على أن تكون مهمتنا ناجحة من أبرز ما خرجنا به من انطباعات، ولكن الأهمّ ربّما، ونحن نزور تونس لأول مرة، أننا أحسسنا كأننا نعرف أكثر، وساعدتنا السفارة بالفعل على تجاوز التفصيليات التي قد تعيق كل من يزور دولة للمرة الأولى. ومن ذلك، أعود إلى الفكرة الأولى، وهي أن بعض الأحداث تحفر في الذاكرة والعقل والوجدان ... وإن كان من إيجاز في ذلك، فهو أن السفارات، ومثلما هي صورة الوطن في الدولة المضيفة، فهي أيضا جزء من أرض الوطن في تلك الدولة، وهذا بالفعل ما نريده لسفاراتنا أن تكون عليه. وفي الشكر هنا، عدا عن قول كلمة الحق، دعوة لتعميم هذا النمط من التعامل، الذي يلقى دائما كل التقدير والاحترام..
وبعد، ... لا بدّ من كلمة شكر لهذا الشعب التونسي الذي غمرنا بترحابه ولطفه، والذي تعتز معه بانتمائك لعروبتك ودينك الإسلامي وحضارتك العربية الإسلامية، وآمل أن أتمكّن من صياغة انطباعاتي ونشرها في مقالة مخصصة حول تونس وأهل تونس، لأن في هذا موضوع أكبر من أن يُكتَفى بالإشارة العابرة إليه، أكبر بكثير!