اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣ كانون الأول ٢٠٢٥
الأسيرة المقدسية تسنيم عودة.. صمود خلف قضبان 'الدامون'
كشفت شهادة نقلها محامٍ فلسطيني عن واقع مأساوي تعيشه 52 أسيرة فلسطينية في سجن 'الدامون' الإسرائيلي (شمال فلسطين المحتلة)، حيث يواجهن أشكالاً متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، تبدأ من رحلة النقل إلى المحاكم، مروراً بانتهاك الخصوصية عبر الكاميرات والتفتيش العاري، وصولاً إلى شعور بالخذلان نتيجة غياب التضامن الشعبي تجاه معاناتهن.
ونقل المحامي حسن عبادي، المتابع لشؤون الأسرى ومحامي الأسيرة المقدسية تسنيم عودة، تفاصيل ما تتعرض له الأسيرات، ومن بينها ما يُعرف بينهن بـ'رحلة القبر المتنقل'، إذ يتم نقلهن من السجون إلى محاكم الاحتلال عبر حافلة تُسمى 'البوسطة'.
وقال عبادي في حديث مع 'قدس برس' إن الأسيرات يتعرضن خلال النقل 'للتقييد الكامل بالأيدي والأرجل، وتغطية العيون، والضرب بالأحذية العسكرية، والسحل على الدرج، ما أدى في بعض الحالات إلى كسور في القفص الصدري وآلام حادة في الظهر'.
وأضاف: 'رغم هذه المعاناة، تفضّل الأسيرات الحضور الوجاهي للمحكمة بدلاً من العرض عبر الفيديو؛ إذ يتحملن كل هذا العذاب مقابل لمحة خاطفة لذويهن في قاعة المحكمة'، نافياً الشائعات التي تتحدث عن رفض الأسرى المثول أمام المحاكم أو مقابلة المحامين.
وأشار عبادي إلى أن المعاناة لا تتوقف عند ظروف النقل، بل تشمل انتهاك الخصوصية والتفتيش العاري، حيث تخضع كل أسيرة جديدة لطقوس 'تفتيش كامل ومتكرر'، إذ تعرضت إحدى الأسيرات لذلك 12 مرة، وسط مخاوف جدية من تصويرهن خلال هذه العمليات.
وسلّط الضوء على وجود أسيرة مقدسية وحيدة في سجون الاحتلال، هي تسنيم بركات عودة (22 عاماً) من بلدة عناتا شمال القدس، موضحاً أنها طالبة حقوق في جامعة القدس – أبو ديس، واعتقلتها قوات الاحتلال في 12 كانون الأول/ديسمبر 2024.
وذكر أن الاحتلال وجّه لها تهمة 'التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي' على خلفية منشور عن والدها الذي استشهد عام 2022 في الأغوار الفلسطينية، مضيفاً: 'رغم قسوة ظروف الاعتقال في سجن الدامون، تحرص تسنيم على رفع الأذان، حتى بات يُطلق عليها لقب مؤذنة السجن'.
من جانبها، تحدثت والدة الأسيرة، ختام عودة، عن صمود ابنتها في مواجهة السجّانين، وقالت: 'تعيش تسنيم، التي كان حلمها أن تصبح محامية لتحقيق وصية والدها، قلقاً دائماً على تفاصيل حياة عائلتها الصغيرة، كدراسة أخيها ورخصة قيادته، وتعبر عن شوقها لأبسط تفاصيل الحياة اليومية في القدس'.
وأعربت عن فخرها بما وصفته بـ'صلابة ابنتي وقوتها أمام سجاني الاحتلال'، مضيفة: 'سعيدة بلقبها (مؤذنة الدامون)، ونحن أفراد عائلتها ننتظر عودتها بأقرب وقت، ولن نتوقف عن المطالبة بحريتها، ونذكّر بأن الاحتلال اعتقلها بسبب كلمات كتبتها عبّرت فيها عن شوقها لأبيها الشهيد'.
ونقلت والدة تسنيم رسالة عتب شديد على لسان ابنتها وذويها للجهات الرسمية الفلسطينية ومؤسسات الأسرى والمؤسسات الأهلية، مطالبةً بمزيد من التحرك القانوني والشعبي للإفراج عنها وعن باقي الأسيرات اللواتي يعانين ظروفاً قاسية في سجون الاحتلال.
وتعيش 52 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال واقعاً معيشياً كارثياً، يتمثل في الاكتظاظ الشديد الذي يضطر بعضهن للنوم على الأرض، والاحتجاز داخل الغرف لمدة 23 ساعة ونصف يومياً، مع حرمان كامل من رؤية الشمس، وانعدام مستلزمات النظافة الشخصية والفوط الصحية، وشح الملابس، وحرمان من ممارسة الشعائر الدينية بحرية، كغياب المصاحف وملابس الصلاة. كما تقبع بعض الأسيرات منذ أكثر من 90 يوماً دون رؤية محامٍ أو التواصل مع الأهل، وسط تساؤلات عن دور المؤسسات المعنية بحقوق الأسرى.












































