اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
رم - بقلم الأستاذ الدكتور نادر البصول
في الخامسِ والعِشرين من أيار من كُلِّ عام، يقِفُ الأردنيونَ وقفَةَ عِزٍّ وفَخار، يستعيدونَ ذكرى الاستقلالِ المجيد، هذه المحطّة الوطنيّة الخالدة التي تُجسّدُ تضحياتِ الأجداد الذين أسّسوا بُنيانَ الدّولة على قِيَمِ الانتماءِ والكرامةِ والسّيادة، ذلكَ اليوم الذي تحرّرت فيهِ إرادَةُ هذا الوطن من قيدِ الوِصاية، وانطلقَت مسيرَتُهُ نحوَ المجد بقيادَةِ آل هاشِمٍ الأطهار، يتفيّأُ ظِلالَ الحُريّة ويُعانِقُ طموحاتَ شعبِهِ الوفِيّ، تاريخٌ حُفِرَ في ذاكرةِ الأمّة بمِدادٍ من النّضالِ والصّبر والإرادَةِ الصّلبة.
بنى الأردنيونَ دولَتَهُمُ الحديثة من رَحمِ الكِفاحِ والولاء، وأرسوا دعائِمَها على القِيَمِ الرّاسِخَةِ بعزيمةٍ وصِدقِ انتماءٍ وقُدرَةٍ على تحويلِ التحدّيات إلى فُرَص، ومنذُ فجرِ الاستقلال مضى الوطنُ بخطىً واثِقَةٍ نحوَ بناءِ المؤسّسات وتكريسِ سيادَةِ القانون وترسيخِ العدالَةِ الاجتماعيّة، حتى باتَ الأردنُّ واحةَ أمنٍ واستقرار، ومِثالاً يُحتذى في العقلانيّةِ والاعتِدال ونموذجًا فريدًا في التوازُنِ والبِناء، وسَطَ منطِقَةٍ تعصِفُ بها التحوّلات.
اليوم وفي ظِلِّ القيادَةِ الهاشميّةِ الحكيمة، قيادَةِ جلالة الملك عبدُالله الثّاني ابنِ الحُسينِ المُعظّم، ووليِّ عهدِهِ الأمين، نَعيشُ استقلالًا مُتجدّدًا يزرَعُ فينا الأمل، ويُعلِّمُنا أنّ الحِفاظَ على الوطن لا يكونُ بالكلمات، بل بالعمَلِ والإخلاصِ والانتماءِ الفعلِيّ.
ونحنُ في مُستشفى الجامِعَةِ الأردنيّة، الذي يُعدُّ أحدَ أعمِدَةِ الدّولَةِ الحديثة التي تحقّقت في ظِلِّ الاستقلال، نؤمِنُ بأنّ هذهِ المؤسّسة تجاوَزَت مفهومَ الصّرحِ الطبيِّ والأكاديميّ لتُصبِحَ شاهِدًا ونموذَجًا حيًّا على الاستثمارِ في الإنسانِ وصونِ كرامَتِه، وعلى الإيمانِ بأنّ الصحّةَ حقٌ لا ترَف، وأنّ التعليمَ الطبيَّ المُتقدّم خيارٌ استراتيجيٌّ لا هامِشيّ.
إنّنا في مُستشفى الجامعةِ الأردنيّة نعتبِرُ أنفُسَنا جزءًا من منظومةِ الوفاءِ للوطَن، نُعالِجُ، نُعلّم، نُدرّب ونخدِم؛ لأنَّ خِدمَة الإنسانِ الأردنيّ شرَفٌ نعتزُّ بِه، ومُساهَمَةٌ صادِقةٌ في بِناءِ هذا الصّرحِ الذي هو امتدادٌ لمعاني الاستقلال.
في عيدِ الاستقلال، نُجدّدُ الوفاءَ للأردُنّ، قيادةً وشعبًا، ونُعاهِدُ الوطنّ بأن لا نحيدَ عن الدّرب، وأن نظلّ أُمناءَ على الرّسالة، مُتمسّكينَ بالوِحدَةِ الوطنيّة، مُجتهدينَ في ميادينِ العمَلِ والإبداع، ماضينَ نحوَ مُستقبَلٍ يليقُ بتاريخِنا المَجيد.
حفِظَ اللهُ الأردُنّ، وأدامَ عليهِ نِعمةَ الأمنِ والاستِقرار، وأبقى رايتَهُ خفّاقة في سماءِ العِزِّ والشّموخ.
كُلُّ عامٍ والوطن وقائدِ الوطن ووليّ عهدِهِ الأمين والشّعبِ الأردنيّ الأبيّ بألفِ خَير.