النشامى ثم باقي عرب آسيا

تأهل نشامى الأردن إلى نهائيات كأس العالم 2026، كأول منتخب عربي ووحيد من التصفيات الآسيوية عن المرحلة الثالثة، تصدر المشهد الكروي لمنتصف الأسبوع لأنه الأول من نوعه للكرة الأردنية، وجاء منطقيا ومستحقا، في وقت فشلت فيه منتخبات العراق والسعودية وقطر رغم بلوغها الدور الرابع المقرر شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل برفقة الإمارات وعمان، ما يفسح المجال لمنتخبين عربيين آخرين على الأقل لبلوغ النهائيات إلا إذا أحدث المنتخب الأندونيسي مفاجأة القرن، لأن مشوار الملحق العالمي سيكون طويلا وشاقا وصعبا، حيث يبقى كل شيء متوقفاً على قرعة الملحق وما تحمله من مواجهات، خاصة إذا وقعت السعودية مع العراق في نفس مجموعة الملحق، ما يحرم الكرة العربية من تواجد أحد أفضل المنتخبات في آسيا.

ورغم خسارته في عمان ضد الجار العراقي في الجولة العاشرة، فقد حسم الأردن بطاقة التأهل من الجولة التاسعة عندما أطاح بعمان وخسر العراق من كوريا، مؤكدا استحقاقه وجدارته بالتأهل بعد فوزه على كل المنتخبات العربية من قبل واطاحته بعمالقة الكرة الآسيوية على غرار اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، الذين رافقهم الى المونديال لأول مرة في التاريخ كتحصيل حاصل لتطور لافت شهدته الكرة الأردنية منذ بلوغها نهائي كأس أمم آسيا في الدوحة سنة 2023 بجيل متميز رغم رحيل مدربه السابق المغربي حسين عموتة الذي خلفه مواطنه جمال السلامي بامتياز، وبنفس تركيبة كأس أمم آسيا الأخيرة التي أبدعت عندما بلغت النهائي، ثم تألقت في تصفيات المونديال على امتداد أكثر من سنة.

العراق من جهته دفع ثمن هفوات المدرب الإسباني خيسوس كاساس الذي تفنن في استعمال أكثر من 100 لاعب طيلة تواجده على رأس أسود الرافدين، ولم يستقر على تشكيلة مثالية في المباريات التي خاضها، فكانت النتيجة الاخفاق في التأهل المباشر رغم سهولة المجموعة نسبيا، لكن خسارته أمام فلسطين وتعادله مع الكويت والأردن كلفه تضييع التأهل المباشر والتخلص من وجع رأس الدور الرابع رغم تحسن مردوده في المواجهة الأخيرة أمام الأردن في عمان عندما فاز بهدف لصفر واستعاد نسبيا ثقة جماهيره التي مارست عليه ضغوطات كبيرة لم يقدر على تحملها، وتحمل الضغوطات الاعلامية والانتقادات اللاذعة التي تعرض لها طيلة مشوار التصفيات، والتي كانت في محلها عموما بالنظر للمقومات الفردية التي يتوفر عليها.

السعودية رغم تواجدها في مجموعة اليابان وأستراليا، لم تختلف ظروفها ومردودها ونتائجها عن العراق، حيث خسرت على ميدانها أمام اليابان وأستراليا وتعادلت ضد إندونيسيا والبحرين وأستراليا فضيعت نقاطا عديدة وسط ضغوطات إعلامية وجماهيرية كبيرة اعتقدت أن التحول الذي شهده دوري روشن كفيل بضمان تأهل سهل الى المونديال مع عودة المدرب الفرنسي هيرفي رونار الذي يعرف البيت السعودي جيدا، لكنه لم يعرف كيف يوظف المهارات ويسير العقليات ويتعاطى مع منافسين جعلوا من الاطاحة بالأخضر السعودي غاية وليس مجرد وسيلة للعبور الى مونديال أمريكا بدون المرور عبر مباريات الملحق التي ستكون صعبة في وجود الامارات والعراق وحتى أندونيسيا، رغم تفاؤل المدرب الفرنسي إثر خسارته على ميدانه ضد أستراليا في الجولة الأخيرة.

أما بطل آسيا منتخب قطر فان مأموريته ستكون أصعب بسبب تراجع مستواه منذ توج بكأس أمم أسيا الأخيرة خاصة في مواجهة العراق أو الامارات في الملحق الذي كاد يبلغه المنتخب الفلسطيني لولا العودة الدرامية للمنتخب العماني في الأنفاس الأخيرة من مباراة الجولة الأخيرة التي أكدت علو كعب كوريا الجنوبية وإيران واليابان وأستراليا، مقابل تراجع السعودية وقطر والعراق، وتألق الأردن الذي يبقى الحدث الأبرز في تصفيات قارة آسيا التي كانت الأسهل والأصعب في الوقت ذاته بعد زيادة عدد المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات.

إعلامي جزائري