اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
لا شك ان هذا التساؤل معكوس ويحمل بين طياته استنكاراً لخطر كلا الدولتين على الدول العربية والإسلامية على حد سواء.
فكلا الدولتان يحملان مشروع توسعي ولكنه يختلف عن الاخر بالأدوات والاهداف، فالمفاضلة بين عدوين لدودين للأمة العربية لا يعني بأيِّ حال الانحياز لأحدهما، أو تفضيل واحد على الآخر لان الدولتين ترفع شعار التخلص من الاخر لفرض الهيمنة على المنطقة كقطب اوحد، ولكن ما تتركه الحالة الإيرانية الاسرائيلية من مخاوف وأخطار تفرض على المتتبع ان يعيد النظر بالتعامل مع كلا الدولتين انطلاقاً من المصالح الوطنية والقومية العربية ومن ثَمَّ اتخاذ القرارات والاجراءات بما يتناسب مع نوايا الدولتين...
ولتبيان ذلك لابد من قراءة المشهد بموضوعية في ضوء التشابه والاختلاف بين هاتين الدولتين اللتين تتخذان من العقيدة والدين أساساً لوجودهما وغطاء لغطرستهما.
ان المشروع الإيراني لا يحتاج الى إقامة حروب على الأرض او احتلال أي أراضي في أي دولة بل ان كل ما يطمح به الإيرانيون هو نشر نعرات الفرقة وبث الفتنة الطائفية واستخدام السلاح العقائدي الصفوي من خلال نشر الفكر الشيعي في تلك الدول وقد نجحت في بعضها كما في العراق ولبنان وسوريا وهذا مكمن الخوف من تشكل الهلال الشيعي الذي تنبه له الأردن في أواخر القرن الماضي وقد نجح في عدم تمدده وخصوصا في سوريا حتى وقت قريب بالإضافة الى انتشاره في دول المغرب العربي ويتركز عملهم اليوم في مصر وهم يتقدمون فيها مثلما قطعوا شوطاً كبيراً في اليمن والبحرين.
علماً بان إيران اخذت على عاتقها تمثيل محور المقاومة وخصوصاً عن فلسطين شعاراً تتخفى وراءه لكسب التعاطف من الشعوب العربية لشعورها بان أنظمتها غير قادرة او فاعلة لتشكيل جبهة موحدة لمقاومة الاحتلال ونصرة الفلسطينيين سواء بالجهاد العسكري او حتى بالمفاوضات التي تعيد للفلسطينيين أدني حقوقها بإقامة دولتها المستقلة على ترابها واعتراف العالم بها وهذا لم يحصل وانتظار تلك الشعوب العربية والانقلاب على أنظمتها وإقامة الفوضى لتكون هناك فرصة متاحة لكسب التعاطف وتاييدها .
اما الكيان الصهيوني فان ادواته مختلفة كثيراً فمشروعها ينطلق من التوسع والحروب ومن نبوءات دينية تلموديه ووعود كاذبة بأرض الميعاد وأنهم شعب الله المختار وهم اختاروا لجيشهم اسماً (جيش الدفاع) لإيهام الغرب بأنهم غير محتلون وانهم يدافعون فقط عن وجودهم وعن ارضهم الموعودة، واختاروا للعلم شعاراً بان ارضهم تقع من النهر الى البحر ويقصد بذلك جميع الدول التي تقع بين هذان الخطان الزرقاوان ونجمة داوود وسطها.
اعتمدت إسرائيل على حروب متكررة كان أولها حرب عام 1948، 1956 ،1968،1967، 1970-1972، 1973، 1982 ومن خلال هذه الحروب احتلت إسرائيل الضفة الغربية، سيناء، الجولان وجنوب لبنان.
ان الاطماع اليهودية والإيرانية بالهيمنة والغطرسة في فرض ارادتهم على الدول العربية وهو الخاسر الوحيد سواء انتصر هذا الطرف او الاخر ما لم تستغل الدول العربية هذه الحرب والوقوف بوجه الفريقين المتناحرين وخصوصاً بعد اضعاف قوتهم من خلال استمرار حربهم الاستنزافية وخسارة الفريقين على حد سواء مما يضع الدول العربية مجتمعة بموقف اقوى لمنع تمددهم وكبح جماحهم.