اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
كتب الاعلامي محمد فلاح الزعبي
الميدان لا يزال مفتوحًا على كل الاحتمالات، هذا ما يتفق عليه اشد المتفائلين مع أكبر المتشائمين من المحللين والمراقبين فيما يخص إيجاد مخرج يفضي لاتفاق على هدنة جزئية او شاملة في غزة فتحت خياراتها انتهاء المواجهة مع إيران واتفاقات ضمنية منها ما أعلن ومعظمها لا زالت حبيسة خلف الأبواب المغلقة لكن يجمع الكل أن أي هدنة لن تأتي دون ضغوط إقليمية ودولية واضحة.
من جانبها، تبدو الفصائل الفلسطينية مدركة لتعقيدات المشهد. فهي من جهة تصرّ على ثوابتها ومطالبها الإنسانية والوطنية، لكنها تدرك في الوقت ذاته أن الكلفة الإنسانية باتت تفوق الاحتمال، وأن هامش المناورة أصبح أضيق في ظل انسداد المسارات السياسية.
فهي تدرك أن الميدان وحده لم يعد كافيًا لفرض شروطها، وأن إدارة الأزمة، في ظل الظروف الإنسانية الكارثية، تتطلب مرونة محسوبة، تقبل بالتعاطي مع المبادرات الدولية دون التنازل عن الخطوط الحمراء.
وهذا الإدراك وخاصة من القيادة السياسة والتي هي المشتبكة الان سياسيا ودبلوماسيا يدفع بعض بالمحللين إلى ترجيح انفتاح على مبادرات دولية، وخصوصا تلك التي تحمل ضمانات إنسانية واضحة، دون الوقوع في فخ 'الحلول الجزئية' التي لا تغيّر من جوهر المعاناة اليومية للسكان.
ربما ازدادت فرص التوافق على هدنة بعد اتفاقات ضمنية بين ايران وأمريكا والكيان الصهيوني فيما تبدو زيارة نتياهو الى ترامب حاسمة في الضغط على الأخير لإيجاد مخرج بدأت ملامحه تتضح بتسريبات عن موافقة الكيان على مقترح هدنة لشهرين.
ولكن! لا يزال المحللون يشككون في التفاصيل التي يصغوها الشيطان كما يقال فوقف النار في مكان، لا يعني بالضرورة نهاية النار في مكان آخر. لكنهم يؤكدون ان الأمل يبقى حاضرًا في أن تُعيد المنطقة التقاط أنفاسها، وأن يعود لغزة حقها في الحياة، كما لغيرها من الشعوب.
زيارة نتنياهو لواشنطن: اتفاق غزة على الطاولة
المراقبون وصفو زيارة وُصفت بـ “الحاسمة'، في هذا الاتفاق وخاصة انه تم تسريب موافقة الكيان على هدنة في غزة سبقت الزيارة لمعرفة النتن ياهو ان ترامب يريد هدنة سريعة ليسوق نفسه كرجل سلام انهى كافة الحروب واسهم بل صنع إعادة ترتيب خارطة الشرق الأوسط الجيوسياسية.
ورغم ذلك فلا زال نتياهو يناور والمقاومة تنتظر الضمانات الفعلية وخاصة بعد خرق الكيان لكافة شروط الهدن السابقة وهنا تكشفت بعض التسريبات عن ملامح بنود الاتفاق والتي يبدو انها استمزاجا للطرفين ومن أبزرها: وقف فوري لإطلاق النار في غزة مع ضمانات دولية و انسحاب إسرائيلي تدريجي من عدة مناطق في القطاع وإطلاق متبادل للأسرى على مراحل، برعاية مصرية وقطرية عدا إدخال مساعدات إنسانية دون قيود، مع بدء مشاريع إعادة إعمار بتمويل خليجي – أوروبي وكذلك نشر مراقبين دوليين في نقاط محددة، لضمان الالتزام بالاتفاق.
قابل هذه المناورة من النتن ياهو تحفظا من القيادة السياسية للمقاومة حتى تفقد قوتها التفاوضية لاحقا ولتبقي الغموض حتى ترى النتائج الفعلية عشيرة لقاء النتن مع ترامب فهي لم تصدر موقفًا رسميًا، لكنها أبلغت الوسطاء أن أي اتفاق يجب ان لا يتجاوز ثوابتها وما طلبته من ضمانات.
ومن جهتها لا تزال الدول الوسيطة وخاصة قطر ومصر تلعب دورًا جوهريًا في تقريب وجهات النظر، حيث تجري لقاءات مكوكية مع مختلف الأطراف، وتركز في هذه المرحلة على إقناع حماس بقبول المرحلة الأولى من الاتفاق كمدخل لتسوية أوسع، وعلى إقناع الكيان بتقديم 'تنازلات تقنية' دون تصويرها كخسارة سياسية بالإضافة الى مطالبة ترامب بالضغط على نتنياهو لقبول الهدنة.
هذا وسيكون عقد الجولة القادمة المفاوضات خلال الأسبوع القادم حاسما وسط أجواء توصف بالحذرة، لكنها أكثر نضجًا من الجولات السابقة، نظرًا لتدخل واشنطن المباشر هذه المرة.
لكن ما يُطرح حتى اللحظة، لا يزال مرهونًا بحسابات الميدان، وقدرة الأطراف –وخاصة الكيان على الالتزام، وبمدى جدية ترامب في تحويل نفوذه إلى التزام سياسي كامل عدا عن ان المواجهة مع ايران وسعت نطاق الاشتباك السياسي من الأرضية الجيبوليتيكة الى اتفاقات جيوسياسية والتي تضع كل الأطراف على المحك.