اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٨ كانون الأول ٢٠٢٥
السوسنة- يواجه المستثمرون أصحاب الثروات (مليون دولار فما فوق) مزيجاً معقداً من تغير سياسات البنوك المركزية والمخاطر الجيوسياسية في عام 2026. لكن كبار الاستراتيجيين يؤكدون أن الاستراتيجية الواضحة تتمثل في البقاء مستثمراً، والحفاظ على التنويع، والتركيز على الاتجاهات الهيكلية طويلة الأجل، خاصة الذكاء الاصطناعي (AI).
استراتيجيات المستثمرين ذوي المخاطر المتوسطة: التنويع والذكاء الاصطناعي
توصي شركات إدارة الثروات المستثمرين ذوي المخاطرة المعتدلة بالحفاظ على استثماراتهم بالكامل في السوق، مدعومة بقوة أرباح الشركات الكبرى ودورة إنفاق جديدة تقودها ثورة الذكاء الاصطناعي.
على سبيل المثال، تقترح 'سيتي ويلث' محفظة متعددة الأصول ذات تنويع عالٍ، يتم فيها تخصيص 60% للأسهم مع ترجيح كبير للأسهم الأميركية الكبرى، وتوزيع الباقي على الأسواق المتقدمة والناشئة. أما الدخل الثابت (السندات) فيستحوذ على 37% من المحفظة، بينما يُخصص جزء صغير للسلع (مثل الذهب) كأداة تحوط بنسبة 2%، ويتم الاحتفاظ بـ 1% كسيولة نقدية. ويظل الذكاء الاصطناعي، رغم مخاوف التقييمات، هو أقوى اتجاه هيكلي يُتوقع أن يدعم العوائد المستقبلية.
استراتيجيات المستثمرين الجريئين: الأسهم والبدائل
بالنسبة لأصحاب الشهية المرتفعة للمخاطر، هناك إمكانية لزيادة وزن الأسهم، والتركيز بشكل أكبر على الاتجاهات التقنية الكبرى كالذكاء الاصطناعي، وربما اللجوء إلى أسواق خاصة ومنتجات هيكلية لتعزيز العائد.
توصي شركة 'AlTi Global' التي تخدم أصحاب الثروات الضخمة بتوزيع مرن يتضمن 40% أسهم و30% سندات. وتلعب البدائل دوراً أكبر في هذه المحافظ، حيث يخصص 20% للائتمان الخاص (Private Credit)، الذي يُعد مصدراً لعوائد أعلى مقارنة بالائتمان العام. ولأغراض التحوط، يتم الاحتفاظ بـ 5% نقداً، و5% ذهباً، وقد يضاف 1% بيتكوين للعملاء الأصغر سناً الذين لديهم استعداد أكبر للمخاطرة. ويُشار إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يقود دورة ابتكار قد تطيل عمر السوق الصاعدة وتوسع آثارها إلى قطاعات مثل الرعاية الصحية والصناعات والأسواق الناشئة.
استراتيجيات المستثمرين المحافظين: الجودة والاستقرار
أما لمن يفضلون الأمان، فتوصي شركات إدارة الثروات بالتركيز على الدخل الثابت (السندات) واختيار الأسهم ذات الأرباح المنتظمة والميزانيات القوية.
النهج الأكثر حذراً يقترح زيادة وزن السندات مع اختيار سندات عالية الجودة وليست عالية المخاطر، بآجال تقل عن 5 سنوات. كما يُقترح توزيع للمحافظ المحافظة يتضمن نحو 70% أسهم و25% سندات و5% نقد. ويُنصح أيضاً بالبحث عن فرص في قطاعات مثل الطاقة التي تتداول بتقييمات منخفضة، حيث يُتوقع أن يدعم أي خفض في الفائدة النشاط الاقتصادي واستهلاك الطاقة. ويؤكد الخبراء على ضرورة تجنب الإفراط في ردود الفعل تجاه المخاوف من الركود، إذ أن الأسواق غالباً ما تستبق التعافي وتبدأ في الارتفاع حتى خلال فترات التباطؤ إذا رأت سياسات تحفيزية واعدة.
