اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٥ كانون الأول ٢٠٢٥
الوقائع الإخباري: مع بدء سريان قرار الإعفاء المتبادل من التأشيرات بين الأردن وروسيا اعتبارًا من يوم أول من أمس السبت، توقّع معنيون في القطاعين السياحي والتجاري أن تشهد مدينة العقبة نقلة نوعية من شأنها إحداث أثر إيجابي واضح على حركة السياحة الوافدة، في وقت تسعى فيه العقبة إلى توسيع قاعدة أسواقها السياحية واستقطاب أسواق جديدة تتمتع بقيمة مضافة مرتفعة.
ويأتي هذا القرار في إطار توجهات حكومية تهدف إلى تسهيل حركة السفر وتعزيز تنافسية الأردن كوجهة سياحية آمنة ومتنوعة، خاصة في ظل التحولات التي طرأت على خارطة السياحة العالمية خلال السنوات الماضية.
ويُنظر إلى السوق الروسي على أنه من الأسواق السياحية الواعدة، نظرًا إلى حجمه الكبير وخصائص السائح الروسي، الذي يفضل الإقامة لفترات أطول، ويُظهر قدرة إنفاق جيدة، إضافة إلى اهتمامه بالسياحة الشاطئية والثقافية والصحراوية. ويرى مختصون في القطاع السياحي أن الإعفاء من التأشيرات يشكل عاملاً حاسمًا في اتخاذ قرار السفر لدى السائح الروسي، لما يوفره من تخفيف للإجراءات ومنح مرونة أكبر في التخطيط للرحلات، سواء كانت فردية أو جماعية.
وبموجب القرار، أصبح بإمكان المواطنين الروس دخول الأراضي الأردنية والإقامة فيها لمدة تصل إلى 30 يومًا متواصلة في كل زيارة، على ألا تتجاوز مدة الإقامة 90 يومًا كحد أقصى خلال السنة الواحدة، شريطة عدم ممارسة أي أنشطة عمل أو أنشطة تجارية أو دراسية أو الإقامة الدائمة داخل المملكة، فيما تسري الشروط ذاتها على المواطنين الأردنيين عند زيارتهم لروسيا.
الإقامة لفترات أطول
وبحسب الخبير السياحي أيمن جبر، فإن مدينة العقبة تُعد من أكثر المدن استفادة من هذا القرار، كونها المدينة الساحلية الوحيدة في المملكة، وما تمتلكه من مقومات سياحية طبيعية، وبنية تحتية متطورة، وأنشطة بحرية متنوعة، ومنتجعات وفنادق بمختلف التصنيفات، فضلًا عن موقعها كمركز اقتصادي وسياحي ضمن منطقة اقتصادية خاصة توفر تسهيلات استثمارية وتشغيلية.
من جانبه، أكد العامل في القطاع السياحي أحمد صلاح أن الإعفاء من التأشيرات يشكل فرصة حقيقية لرفع نسب الإشغال الفندقي، لا سيما خلال الفترات التي تشهد عادة تباطؤًا في الحركة السياحية. وأشار إلى أن السوق الروسي يُعد من الأسواق ذات العائد الجيد على القطاع الفندقي، إذ يميل السائح الروسي إلى الإقامة لفترات أطول نسبيًا، ويستخدم مجموعة واسعة من الخدمات السياحية، ما ينعكس إيجابًا على إيرادات الفنادق والمنشآت الخدمية.
وأضاف صلاح أن العقبة تمتلك طاقة فندقية قادرة على استيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد الزوار، إلا أن المرحلة المقبلة تتطلب تكثيف الجهود التسويقية، وتعزيز الربط الجوي المباشر مع المدن الروسية، إلى جانب إعداد الكوادر السياحية للتعامل مع هذا السوق، سواء من حيث اللغة أو فهم الثقافة السياحية الروسية.
بدوره، أوضح مدير أحد المكاتب السياحية محمد بقاعين أن تأثير الإعفاء من التأشيرات لا يقتصر على القطاع الفندقي فقط، بل يمتد ليشمل مختلف القطاعات المرتبطة بالسياحة، مثل المطاعم والمقاهي، وشركات النقل السياحي، ومراكز الغوص والأنشطة البحرية، والأسواق التجارية. وبيّن أن أي زيادة في أعداد السياح تعني تحريكًا مباشرًا لعجلة الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل جديدة، خاصة للشباب في مدينة العقبة.
وأشار بقاعين إلى أن استقرار تدفق السياح من السوق الروسي يعزز ثقة المستثمرين بالقطاع السياحي الأردني، ويدفع نحو التوسع في المشاريع القائمة أو إطلاق مشاريع جديدة، خصوصًا في مجالات السياحة البحرية والترفيهية، مؤكدًا أن تنويع الأسواق السياحية يشكل عنصرًا أساسيًا لضمان استدامة القطاع وعدم تأثره بالتقلبات الموسمية أو الإقليمية.
وأكد أن الإعفاء من التأشيرات يسهم في تحسين صورة الأردن داخل السوق الروسي، ويمنحه ميزة تنافسية مقارنة بوجهات أخرى في المنطقة، لافتًا إلى أن السائح الروسي يهتم بالتجربة الثقافية وزيارة المواقع التاريخية والتعرف على نمط الحياة المحلي، خاصة وأن الأردن يمتلك مزيجًا فريدًا يجمع بين السياحة الشاطئية في العقبة، والسياحة الثقافية والدينية في مختلف المحافظات.
برامج سياحية متكاملة
ومن جهته، رأى أستاذ الاقتصاد إبراهيم النعيمات أن هذا التنوع يتيح إمكانية تصميم برامج سياحية متكاملة تلبي اهتمامات شرائح مختلفة من السياح الروس، ما يزيد من فرص تكرار الزيارة، ويعزز العائد الاقتصادي على المدى المتوسط. ودعا إلى استثمار هذا القرار عبر حملات ترويجية موجهة تبرز خصوصية المنتج السياحي الأردني، مع التركيز على العقبة كنقطة جذب رئيسة.
وكانت سفارة الأردن في موسكو أكدت أنه مع بدء تطبيق نظام الإعفاء من التأشيرات، يُتوقع تسجيل زيادة ملحوظة في أعداد السياح من الجانبين، موضحة أن الاتفاقية الجديدة ستسهل على السياح الروس استكشاف الأردن، كما ستشجع مزيدًا من الأردنيين على زيارة روسيا، بما يعزز العلاقات السياحية والثقافية والاقتصادية بين البلدين.
وأشارت السفارة إلى أن رفع قيود التأشيرة سيتيح للسياح الروس فرصة التعرف على التراث التاريخي الأردني، بدءًا من مدينة البتراء الأثرية، وصحراء وادي رم، والبحر الميت، وصولًا إلى ساحل البحر الأحمر، مؤكدة أن المملكة توفر خيارات ترفيهية متنوعة تناسب مختلف الأذواق، تشمل مجموعة واسعة من المطاعم والمتاجر ومراكز الاستجمام.
كما أوضحت أن الأردن يتميز بإرثه الديني العريق، ويعد موقع المغطس، مكان تعميد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، وجهة رئيسة للحجاج المسيحيين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى توفير بيت الحجّاج الروس تسهيلات خاصة للزوار القادمين من روسيا.
من جانبه، أكد مفوض السياحة والاستثمار في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور ثابت النابلسي أن الإعفاء من التأشيرات بين الأردن وروسيا يمثل خطوة مهمة لتعزيز مكانة العقبة كوجهة سياحية واستثمارية على المستوى الإقليمي. وأشار إلى أن العقبة تمتلك بنية تحتية سياحية متقدمة، وطاقة فندقية متنوعة، ومرافق خدمية قادرة على استيعاب النمو المتوقع في أعداد الزوار، لا سيما من الأسواق الواعدة مثل السوق الروسي.
وأضاف النابلسي أن السلطة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على تعزيز جاهزية العقبة، من خلال دعم الفعاليات السياحية، وتشجيع الاستثمار في المشاريع النوعية، وتحسين تجربة الزائر، مؤكدًا أن زيادة أعداد السياح تسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز فرص العمل، بما ينسجم مع رؤية العقبة كمدينة سياحية واقتصادية متكاملة.












































