اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
السوسنة
كشف مدير الإعلام العسكري العميد مصطفى الحياري، حصيلة المسيرات والصواريخ التي سقطت جزئياً على الأراضي الأردنية وحجم الاضرار التي خلفتها، والفرق بين المسيرات والدرون، بالاضافة إلى مراكز الإيواء في المملكة، وغيرها من المواضيع المتعلقة.
وقال الحياري، إن مسيّرة من نوع «شاهد 101» سقطت ظهر أمس الاثنين في منطقه أم اذينة بعمّان، وحملت رأسا متفجرا إلا أنها وصلت الأرض دون أن يتفجر رأسها وتم التعامل معها وتفكيكها.
ورجّح العميد الحياري، أن يكون الرأس المتفجر في «بطن» المسيرة، بينما تحمل المسيّرات كذلك «الفيوز»، الذي يوضع في الأجنحة أو بالبطن.
وردا على سؤال في ما إذا كانت المسيّرة هي ذاتها طائرة «الدرون»، قال العميد الحياري إن الدرون لها «فراشات»، فيما المسيّرات في الأغلب مجنحة، ولها مراوح بالمقدمة أو تكون نفاثة برأس متفجر، وبصورة عامة هما عبارة عن طائرة صغيرة ويشار لهما بأنهما طائرات من دون طيار.
وذكر العميد الحياري أن سقوط المسيرة أدى أمس إلى إحداث أضرار مادية في الباحة الخارجية في أحد المطاعم في المنطقة، مشيرا إلى أنه تم عزل الموقع للتعامل مع الحادث من قبل فرق أمنية وسلاح الهندسة الملكي.
وأضاف أن المسيّرات والصواريخ التي سقطت في أراضي المملكة بشكل جزئي هي بالمئات ولم تحدِث أضرارا كبيرة أو إصابات خطرة، موضحا أن المسيّرات التي سقطت بشكل كامل في المملكة وكانت تحمل كامل بدنها وحمولتها التفجيرية بلغ عددها 30 مسيّرة وسقطت في مناطق غير مأهولة بالسكان باستثناء ثلاث منها، كانت ملامسة للأبنية السكنية في مناطق أم أذينة وأبو نصير والأزرق.
وجدد العميد الحياري التأكيد على ضرورة الالتزام بالتعليمات وعدم الاقتراب من الأجسام المتساقطة والإبلاغ عنها على رقم 911 والبقاء في البيوت لدى سماع صفارات الإنذار لتجنب هذه الحوادث.
كما أكد أهمية الاحتماء في أقرب مكان عند سقوط المسيّرات أو أجزاء منها، و عدم الاقتراب منها خوفا من وجود مواد متفجرة أو مواد كيماوية قد تسبب التسمم، والابتعاد عنها لفتح المجال أمام الفرق الأمنية للتعامل معها وتفكيكها حفاظاً على حياة المواطنين.
وأشار العميد الحياري إلى أن هذه الطائرات معرضة للأعطال، فقد يتعطّل «الماتور» أو الفراشة والأجزاء الدوارة، وعندها تكون معرضّة أن تسقط، لافتا إلى أن هذا السقوط قد يحدث بعد الإقلاع مباشرة في حال وجود عطل مصنعي، والاحتمالية الأكبر قبل الاصطدام بهدفها.
في السياق، أكد مدير الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، الدكتور أحمد النعيمات، أن الأجسام الطائرة في حال سقوطها تنشر شظايا لنحو 200 متر، وقد تصل درجات حرارتها عند السقوط لنحو 200 درجة مئوية، مؤكدا ضرورة التوجه إلى المباني والابتعاد عن النوافذ في حال إطلاق صافرات الإنذار، وبيّن أن الخطر على الأردنيين هو فقط تساقط الأجسام من الأجواء.
وفي ما يخص مراكز الإيواء أشار النعيمات إلى أنها ليست ملاجئ، وإنما مراكز لأشخاص تقطعت بهم السبل بسبب الحالات الجوية أو الزلازل، مؤكدا أن طبيعة بناء المنازل في الأردن كافية لدرء مخاطر الأجسام الجوية الطائرة التي قد تسقط على الأراضي الأردنية، مؤكدا أن ما يتجاوز 90 بالمئة من مخاطر الأجسام الطائرة تتلاشى في حال الاحتماء داخل المنازل.
وأكد النعيمات أن عدد الأجسام التي سقطت على الأراضي الأردنية بلغ أكثر من 150 جسما طائرا، موزعة بين شظايا، وصاروخ، وكبسولة الوقود الدافعة للصاروخ، أو طائرة مسيّرة.
ويُسقِط الأردن الأجسام الطائرة في الجو لسببين، سياسي وأمني، السياسي لأن الأردن لن يكون طرفا في النزاع، والأمني هو حماية أرواح الأردنيين، وفقا للنعيمات.
وأوضح النعيمات أن بعض المسيرات تفقد قوتها الدافعة بسبب عطل فني، ما قد يتسبب بسقوطها أيضا في الأراضي الأردنية، وقال «لو تركت هذه الأجسام، لوقعت وفيات بالعشرات».
وأكد خبراء عسكريون أن الطائرات المسيرة لها استخدامات متعددة، مشيرين إلى أن حمل المتفجرات من عدمه مسألة تعتمد على ما هو القصد وما هو الهدف من تسيير الطائرة، فهناك طائرات تحمل متفجرات لأهداف معينة بأحداث محددة حيث يوضع رأس متفجر يفجر عند وصول الهدف.
ووفق متحدثين من العسكريين فإن عد انفجار رأس المسيرة التي سقطت في منطقة أم أذينة يعود لأسباب قد تكون تقنية أو ناتجة عن خلل في آلية التفجير، لافتين إلى أن التعامل معها تم عبر وحدات مختصة من سلاح الهندسة الملكي والأمن العسكري.
نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق الفريق الركن المتقاعد الدكتور قاصد محمود قال إن للطائرات المسيرة استخدامات متعددة، وإن حمل المتفجرات من عدمه مسألة تعتمد على القصد والهدف منها، موضحا أن هناك طائرات تحمل متفجرات لأهداف معينة بأحداث محددة، حيث يوضع رأس متفجر، وعندما تصل الهدف يقوم من يسيّرها بتفجيرها، ويطلق عليها مسيّرة لأن هناك من يسيّرها.
ولفت الفريق الركن محمود إلى أنه في حال سقوط الطائرة المسيرة يفقد مسيّرها السيطرة عليها، فتكون قد سقطت وهو لم يفجرها، منوها أن هناك ما يستخدم للخداع ومنها متفجرة، وأن هناك طائرات مسيرة أصابت أهدافا مهمة في حروب متعددة.
ونبّه الفريق الركن محمود إلى أنه من حيث الدقة فإن الطائرات المسيرة تكون أدق من الصواريخ بكثير إذا ما بقيت تحت السيطرة لكنها تحمل كمية متفجرات قليلة يمكن أن تكون مئات الغرامات أو كيلوغراما أو 2 أو 3 كيلوغرامات، لكن الطائرات الكبرى تحمل أكثر من ذلك بكثير، تحلق وتعود بعد تنفيذ أهدافها.
وقال الفريق الركن محمود إن تفكيك الرأس المتفجر مسألة مهمة، وإن الأردن يملك إمكانيات تكنولوجية جيدة جدا بهذا المجال، والخبرة موجودة، وهناك جهود جبارة تبذل بهذا الشأن من قبل نشامى الأجهزة العسكرية.
ومن جهته أكد الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور بشير الدعجة أن الرأس المتفجر هو الجزء من الطائرة المسيّرة أو الصاروخ الذي يحتوي على مواد متفجرة، وهو مخصص للانفجار عند الوصول إلى الهدف أو عند الاصطدام، وهذا الرأس يمكن أن يحتوي على أنواع مختلفة من المتفجرات، حسب الغرض (تدمير، إشعال، اختراق، إلخ).
وحول الطائرة التي سقطت في أم أذينة قال الدكتور الدعجة إن الرأس المتفجر لم ينفجر رغم أن المسيّرة وصلت إلى الأرض، لأسباب قد تكون تقنية أو ناتجة عن خلل في آلية التفجير.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن الطائرة من نوع «شاهد 101» رصد استخدامها مرتين في حرب إسرائيل وحزب الله سنة 2023، وإنها سقطت قطعة واحدة دون أن تنشطر أو يتم تفتيتها وهي تحمل رأسا متفجرا كبيرا.
وذكر أن هذه الطائرة تطير لمسافة 900 كيلومتر ولا تحمل بصمة رادارية، بمعنى أنها لا تولد حرارة ولا تطير بالتوجيه الإلكتروني، الأمر الذي يجعل كشفها من قبل الرادارات صعبا، وهي تطير عن طريق الشحن الكهربائي مما يجعلها تطير لمسافات طويلة دون الكشف عنها من أنظمة الإنذار المبكر.
'نيفين عبدالهادي.. الدستور'