اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
طبيعة الإجراءات التي أعلنتها، ثم قررتها إجرائياً المؤسسات السيادية والسياسية الأردنية، بعد لحظات من إعلان الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، تثبت بأن الجانب الأردني “يتجهز” لعمليات عسكرية طويلة الأمد، وغير محسوبة، ولن تقتصر على ضربة إسرائيلية يعقبها ردٌّ إيراني، ثم الجلوس إلى طاولة المفاوضات مجدداً.
في عمان، وخلال الساعات القليلة الماضية، تَصدَّرَ بوضوح “صوتُ المؤسسة العسكرية”، التي أعلنت، في رسالة مهمة ومؤثرة، جاهزية كل وحدات وتشكيلات القوات المسلحة الأردنية لـ “الدفاع عن الوطن”، والوقوف في وجه “أي تهديد” قد يطال البلاد، ومن أي جهة كانت.
رسالة الجيش هنا أن القوات المسلحة تراقب عن كثب التطورات الجارية في المنطقة، وستقوم بواجباتها وفقاً للتطورات في الأزمة التي تتدحرج في الإقليم بما يحافظ على مصالح الوطن الأردني.
في الأثناء، تحدثت المؤسسة السياسية أيضاً، عبر لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير محمد مومني، وهو يصرح بأن الأراضي الأردنية لن تكون ساحة للصراع بين أي طرفين، وبأن الأردن سيغلق الأجواء، ولن يسمح باختراق مجاله الجوي، ما يعني تلقائياً بأن الأردن لن يسمح لإسرائيل بالعبور لضرب الأراضي الإيرانية، وسيتولى مهمة إسقاط الصواريخ والمسيّرات الإيرانية التي تحاول الاختراق للأجواء الأردنية.
عملياً، تعلن الحكومة الأردنية تطبيق قواعد الاشتباك الخاصة بالمملكة في التعاطي مع الصراع المتجدد عسكرياً، فجر الجمعة، بين تل أبيب وطهران. وعمان أبلغت مسبقاً الأمريكيين والإسرائيليين بأنها لا تريد التورط بأي جانب، كما أبلغت الإيرانيين بأن السماء الأردنية غير متاحة، وستتولى الدفاعات التصدي.
تلك رسائل أردنية “سياسية وسيادية” تحاول الإيحاء بالالتزام بالحياد أثناء المواجهة، إلى أن يجد الأمريكيون صيغة للجلوس مع الإيرانيين للتفاوض.
لكن في الميدان تم الإعلان عن إغلاق المجال الجوي الأردني، حتى أمام حركة الطيران المدني، إلى وقت غير معلوم، ما يرجّح توقّعات سيادية أردنية بأن تشهد سماء المنطقة ارتفاعاً كبيراً في حدة المخاطر.
وعليه، طالبَ الجيش، ومع وزير الاتصال المومني، الشعبَ الأردني بالتركيز والانتباه لعدم وجود مبرر للهلع، وبأن الجهات المختصة في المتابعة الحثيثة، وبأن الحاجة ملحة لتجاهل الشائعات، والإصغاء فقط لبيانات المؤسسات الرسمية، ما يؤشر على حرب أطول بالتقدير الأردني، وقد تتخللها مدخلات منوعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.