اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
السوسنة- ذكر موقع The Conversation الأسترالي أن الأشخاص الذين لا يتناغمون مع أنماط النوم الطبيعية، سواء بسبب السهر أو العمل في نوبات ليلية، قد يعانون من حالة تُعرف علميًا باسم 'اضطراب التوقيت الاجتماعي'. هذا المصطلح يُشير إلى وجود عدم توافق بين الساعة البيولوجية الداخلية للفرد (الإيقاع اليومي) والجدول الاجتماعي الذي يلتزم به في حياته اليومية.
ويُعد هذا الاضطراب شائعًا بشكل متزايد، خاصةً مع أنماط النوم غير المنتظمة والتعرض المحدود أو المتقطع لأشعة الشمس. وتشير الدراسات إلى أن
هذا الخلل في التوقيت الطبيعي للجسم يرتبط بضعف الجهاز المناعي، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى.
وبحسب الموقع، فإن العمل بنظام المناوبات يعد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الإيقاعات البيولوجية، وقد ثبت أن هذا الاضطراب يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
تؤكد هذه النتائج أهمية الحفاظ على إيقاع بيولوجي منتظم من خلال التعرض اليومي والثابت لأشعة الشمس، ما يُساهم في دعم جهاز المناعة. وهنا يُطرح سؤال علمي مهم:
كيف يدرك الجهاز المناعي أننا في الصباح؟
هذا السؤال يشير إلى وجود علاقة معقدة بين الضوء، الدماغ، والساعة البيولوجية، والتي لا تزال قيد البحث، لكنها توضح أن المناعة ليست فقط مسألة بيولوجية منعزلة، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بإيقاع حياتنا اليومي.
وتابع الموقع، 'تُعدّ الإيقاعات اليومية سمةً أساسيةً لكل أشكال الحياة على الأرض. ويُعتقد أنها تطورت قبل نحو 2.5 مليار سنة، وهي تُمكّن الكائنات الحية من التكيف مع التحديات المرتبطة باليوم الشمسي الذي يمتد على مدار 24 ساعة. على المستوى الجزيئي، تُنظَّم هذه الإيقاعات اليومية من خلال مُنظِّم زمني مُرمَّز وراثيًا متعدد المكونات يُسمى الساعة اليومية. ومن المعروف أن كل الخلايا تقريبًا تحتوي على مكونات الساعة اليومية، لكن كيفية عملها داخل أنواع الخلايا المختلفة لتنظيم سلوكها لا تزال غير مفهومة تمامًا'.
وبحسب الموقع، 'في المختبر، يتم استخدام سمك الزيبرا، وهو سمك صغير يعيش في المياه العذبة ويباع عادة في متاجر الحيوانات الأليفة، ككائن نموذجي لفهم الاستجابة المناعية للعدوى البكتيرية لدى البشر. ويعود سبب هذا الاستخدام لأن التركيب الجيني والجهاز المناعي لهذا النوع من الأسماك مشابه مع جهاز البشر المناعي، كما أن أجسامها شفافة، مما يُسهّل مراقبة العمليات البيولوجية تحت المجهر. يتم التركيز على خلية مناعية تُسمى 'الخلايا المتعادلة' (neutrophil)، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء متخصصة في قتل البكتيريا، وهي المستجيب الأول للعدوى، وأكثر الخلايا المناعية وفرةً في أجسام البشر. ونظرًا لقصر عمرها، يصعب التعامل مع الخلايا المتعادلة المعزولة من دم الإنسان تجريبيًا. مع ذلك، باستخدام يرقات سمك الزرد الشفافة يصبح العمل أسهل'.
وبحسب الموقع، 'أظهرت الدراسة الأولية أن قوة الاستجابة المناعية للعدوى البكتيرية تصل إلى ذروتها خلال النهار، عندما تكون الحيوانات نشطة. ولأن الحيوانات النهارية، كالبشر وسمك الزرد، تكون أكثر نشاطًا خلال ساعات النهار، فهي أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية. فمن خلال تصوير الخلايا المُتعادلة وهي تقتل البكتيريا في أوقات مختلفة من اليوم، تبين أنها تقتل البكتيريا بكفاءة أكبر خلال النهار مقارنةً بالليل. ومن ثم تم تعديل الخلايا المتعادلة وراثيًا لإيقاف الساعة البيولوجية للسمكة، وتبين أن هذه الخلايا المناعية المهمة تمتلك ساعةً بيولوجيةً داخليةً مُنظَّمةً بالضوء، تُنبِّه الخلايا إلى النهار، على غرار المنبه، وهذا يُعزِّز قدرتها على قتل البكتيريا'.
اقرأ المزيد عن: