اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٩ نيسان ٢٠٢٥
الأردن في مواجهة التحديات الإقليمية، مسارات جديدة نحو التنمية المستدامة..تشهد المملكة الأردنية الهاشمية في الآونة الأخيرة تحدِّيات مُتعددة على الصعيدين الإقليمي والدولي، سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي، وهو ما يستدعي التَّفكير بشكلٍ أكثر إبداعًا وابتكارًا لتحقيق التَّنميَّة المُستدامة التي تتناسب مع الواقع الحالي والمُتغيرات المُستقبلية، إذ أنَّ الأردن، مثل العديد من الدُّول في المنطقة، يُعاني من ضغوط مُتعددة أبرزها التَّحدِّيات الاقتصاديَّة المُترتِّبة على الأزمات الإقليميَّة، إضافة إلى التَّحدِّيات البيئيَّة المُستمرة في ظل محدودية الموارد الطبيعية.التحديات السياسية والاقتصاديةعلى الرغم من أنَّ المملكة تحظى بمكانة استراتيجية هامَّة في المنطقة بفضل الاستقرار السياسيِّ والعلاقات الدوليَّة المُتوازنة، إلا أنَّ التحديات الإقليمية، مثل الصراعات المجاورة والتحولات في موازين القوى العالمية، ما زالت تَفرض آثارًا مُباشرة على الواقع الأردني، سواء على مستوى الاقتصاد الوطني أو على النسيج الاجتماعي.اقتصاديًا، يواجه الأردن تحديات تتمثل في الديون العامة المرتفعة، ونسب البطالة العالية، خاصة بين فئة الشباب، ومحدودية الموارد، كما أنَّ الأزمات المُتتالية، سواء كانت جيوسياسيَّة أو صحيَّة أو بيئيَّة، أثبتت أهمية وجود اقتصاد مرن يستطيع الصمود وإعادة التَّكيُّف بسرعة، وهو ما يتطلب تجديدًا جذريًّا في السياسات التنموية.الفجوة المجتمعية وخطر التوظيف السلبيمن أبرز الإشكاليات التي تستدعي التوقف عندها هي الفجوة المتنامية بين الحكومة والمواطن، هذهِ الفجوة لا تتجلى فقط في ضعف الثقة بالمؤسسات، بل تمتد إلى شعور شريحة واسعة من المجتمع بالتَّهميش وضعف التَّمثيل، وهنا تكمن الخطورة، إذ أنَّ هذهِ المساحة الرَّماديَّة قد تُصبح بيئة خصبة لأصحاب النَّوايا السوداء ممن يسعون إلى زعزعة الاستقرار وبثِّ السلبية وفقدان الأمل، سواء من خلال منصات الإعلام أو شبكات التواصل أو حتى بعض الخطابات الشعبوية. إنَّ تضييق هذهِ الفجوة هو مسؤولية وطنية عاجلة لحماية النسيج المجتمعي وصون هيبة الدولة في آنٍ معًا.التحديات في التنمية المستدامةمن أجل مواجهة هذهِ التَّحديات، لا بُدَّ من إعادة النظر في آليات التنمية المستدامة التي تعتمد على الاستثمار في التكنولوجيا، والابتكار، وتعزيز التعليم في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والبناء الذكي، فـالاستدامة لم تعد خيارًا نخبويًّا بل ضرورة وجودية لدولة محدودة الموارد كالأردن.اقتراحات لحلول مبتكرة واستراتيجيةلمواجهة التَّحديات المُتشابكة التي تواجه الأردن اليوم، لا بُدَّ من الانتقال من ردود الفعل إلى صناعة المبادرة، عبر تقديم حلول واقعيَّة ولكن غير تقليدية، تتناغم مع طبيعة المرحلة، وتستشرف مستقبلًا مختلفًا. ولأن الرهان على الأدوات القديمة لم يعد مجديًّا، فإنَّ التفكير خارج الصندوق، وابتكار نماذج تنموية مرنة وذكية، يُمثل السبيل الوحيد لعبور اللحظة الحالية بثقة واقتدار.ولذلك، أعتقد أنَّ الوقت قد حان لتطوير استراتيجيات جديدة تتجاوز المعالجات التقليدية. نحن بحاجة إلى حلول واقعيَّة وجذريَّة تُعيد بناء الثِّقة بين المُواطن والدَّولة، وتُحدث تحوُّلًا نوعيًّا في الحياة الاقتصاديَّة والاجتماعيًّة، وترتقي بنمط الإدارة نحو عقلية أكثر مُّواكبة للتَّغيُّرات الإقليميَّة والدوليَّة. من هذا المُنطلق، أُقدِّم مُقترحي لإطلاق 'برنامج النهضة الشاملة'، الذي يتجاوز الشعارات، ويُترجم الطُّموح الوطنيِّ إلى مشاريعٍ قابلةٍ للتَّنفيذ، ومؤهَّلةٍ لإعادةِ صياغة المشهد الأردني برمَّته على أُسس القوة، والاستقلال، والعدالة الاجتماعية:إطلاق 'شراكات استراتيجية مبتكرة' مع شركات التكنولوجيا العالمية: من خلال الشراكات بين الحكومة الأردنية والشركات التِّكنولوجيَّة الرَّائدة عالميًّا في الذَّكاء الاصطناعيِّ، كالطَّباعة ثُلاثيَّة الأبعاد، والتِّقنيَّات البيئيَّة، يُمكن للأردن أنْ يُحسن بُنيته التَّحتيَّة ويُعزز الابتكار في القطاعات الحيويَّة مثل البناء المُستدام وإدارة الموارد الطبيعيَّة، ويَصنع لنفسه موضع قدم في اقتصاد المستقبل.إطلاق 'صندوق الابتكار التقني' لدعم المشاريع الذكية: تأسيس صندوق وطني يدعم المشاريع التَّكنولوجيَّة الناشئة التي تَطرح حلولًا ذكيَّة للتَّحدِّيات التنموية، ويُمثل هذا الصندوق رافعة جديدة لتحفيز القطاع الخاص على دخول ميادين الابتكار، وتحقيق شراكة حقيقيَّة بين الاقتصاد الرَّقميِّ والتنمية المُستدامة.تطوير 'نظام إدارة الموارد الذكي': اعتماد منظومات تعتمد على الذَّكاء الاصطناعيِّ لإدارة الموارد الحيويَّة كالمياه والطاقة، كما تُتيح هذهِ المُنظَّومات تحليل أنماط الاستهلاك والتَّنبؤ بالطلب، مما يُقلل الفاقد ويزيد الكفاءة.تطوير 'الزراعة الذكية' لتعزيز الأمن الغذائي: إدخال تقنيات الاستشعار البيئي، والزِّراعة العموديَّة، والمُراقبة الذَّكيَّة للتربة والمناخ لتحسين الإنتاج الزراعيِّ وتقليل استهلاك المياه، فالأمن الغذائي لا ينفصل عن الأمن الوطني.إطلاق 'منصة الاقتصاد المرن' لدعم سلاسل التوريد المحلية: في ظل الاضطرابات العالمية، من المهم أنْ يَبني الأردن بُنية اقتصادية داخلية متماسكة. تقترح هذهِ المنصة الوطنيَّة الإلكترونيَّة ربط الشركات الصغيرة والمتوسِّطة ضمن شبكة توريد مُتكاملة، تُمكِّن من الإنتاج المحليِّ السَّريع وتُقلل الاعتماد على الواردات، هذهِ المنصة ستستفيد من البيانات الذَّكيَّة لتحديد الفجوات والفُرص وتفعيل اقتصاد متجاوب وديناميكي.تأسيس 'المجالس المجتمعية للتماسك الوطني': لمواجهة التفكك الاجتماعي والاستقطاب، يُقترح تشكيل مجالس محلية تضم ممثلين عن الشباب، المجتمع المدني، الأكاديميين، والنساء، بهدف رصد الظواهر الاجتماعية الحرجة، وإطلاق مبادرات ثقافية وتعليمية وتوعويَّة في المحافظات والمناطق الطَّرفيَّة. هذهِ المجالس ستُسهم في تمكين المجتمعات محليًّا، وتغذية السياسات الوطنيَّة بتوصياتٍ من الواقع الميداني.إنَّ المرحلة المُقبلة في مسيرة الأردن تتطلب نقلة نوعية في التفكير والإدارة، لا تُبنى فقط على معالجة التَّحدِّيات، بل على صناعة الفرص من رحمها، فنحن أمام مفترق طُرق: إما التماشي مع المتغيرات العالمية المُتسارعة بروح جامدة، أو إعادة تشكيل النموذج التَّنمَوي الأردنيِّ وفق منهجيَّة استباقيَّة، واقعية الطموح، ورؤية جريئة.إنَّ تبنِّي مثل هذهِ الاقتراحات من شأنه أنْ يُحدث تحوُّلًا نوعيًَا، ليسَ فقط في بُنية الدولة، بل في الثَّقافة السياسيَّة والإداريَّة ككل. والأردن، إذا ما انفتح على هذا النوع من الحلول المتقدمة، قادر على أنْ يكون نموذجًا إقليميًا مُتفرِّدًا في التحديث والمرونة والابتكار، كما هو دائمًا في الاستقرار والعقلانية.
الأردن في مواجهة التحديات الإقليمية، مسارات جديدة نحو التنمية المستدامة..
تشهد المملكة الأردنية الهاشمية في الآونة الأخيرة تحدِّيات مُتعددة على الصعيدين الإقليمي والدولي، سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي، وهو ما يستدعي التَّفكير بشكلٍ أكثر إبداعًا وابتكارًا لتحقيق التَّنميَّة المُستدامة التي تتناسب مع الواقع الحالي والمُتغيرات المُستقبلية، إذ أنَّ الأردن، مثل العديد من الدُّول في المنطقة، يُعاني من ضغوط مُتعددة أبرزها التَّحدِّيات الاقتصاديَّة المُترتِّبة على الأزمات الإقليميَّة، إضافة إلى التَّحدِّيات البيئيَّة المُستمرة في ظل محدودية الموارد الطبيعية.
التحديات السياسية والاقتصادية
على الرغم من أنَّ المملكة تحظى بمكانة استراتيجية هامَّة في المنطقة بفضل الاستقرار السياسيِّ والعلاقات الدوليَّة المُتوازنة، إلا أنَّ التحديات الإقليمية، مثل الصراعات المجاورة والتحولات في موازين القوى العالمية، ما زالت تَفرض آثارًا مُباشرة على الواقع الأردني، سواء على مستوى الاقتصاد الوطني أو على النسيج الاجتماعي.
اقتصاديًا، يواجه الأردن تحديات تتمثل في الديون العامة المرتفعة، ونسب البطالة العالية، خاصة بين فئة الشباب، ومحدودية الموارد، كما أنَّ الأزمات المُتتالية، سواء كانت جيوسياسيَّة أو صحيَّة أو بيئيَّة، أثبتت أهمية وجود اقتصاد مرن يستطيع الصمود وإعادة التَّكيُّف بسرعة، وهو ما يتطلب تجديدًا جذريًّا في السياسات التنموية.
الفجوة المجتمعية وخطر التوظيف السلبي
من أبرز الإشكاليات التي تستدعي التوقف عندها هي الفجوة المتنامية بين الحكومة والمواطن، هذهِ الفجوة لا تتجلى فقط في ضعف الثقة بالمؤسسات، بل تمتد إلى شعور شريحة واسعة من المجتمع بالتَّهميش وضعف التَّمثيل، وهنا تكمن الخطورة، إذ أنَّ هذهِ المساحة الرَّماديَّة قد تُصبح بيئة خصبة لأصحاب النَّوايا السوداء ممن يسعون إلى زعزعة الاستقرار وبثِّ السلبية وفقدان الأمل، سواء من خلال منصات الإعلام أو شبكات التواصل أو حتى بعض الخطابات الشعبوية. إنَّ تضييق هذهِ الفجوة هو مسؤولية وطنية عاجلة لحماية النسيج المجتمعي وصون هيبة الدولة في آنٍ معًا.
التحديات في التنمية المستدامة
من أجل مواجهة هذهِ التَّحديات، لا بُدَّ من إعادة النظر في آليات التنمية المستدامة التي تعتمد على الاستثمار في التكنولوجيا، والابتكار، وتعزيز التعليم في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والبناء الذكي، فـالاستدامة لم تعد خيارًا نخبويًّا بل ضرورة وجودية لدولة محدودة الموارد كالأردن.
اقتراحات لحلول مبتكرة واستراتيجية
لمواجهة التَّحديات المُتشابكة التي تواجه الأردن اليوم، لا بُدَّ من الانتقال من ردود الفعل إلى صناعة المبادرة، عبر تقديم حلول واقعيَّة ولكن غير تقليدية، تتناغم مع طبيعة المرحلة، وتستشرف مستقبلًا مختلفًا. ولأن الرهان على الأدوات القديمة لم يعد مجديًّا، فإنَّ التفكير خارج الصندوق، وابتكار نماذج تنموية مرنة وذكية، يُمثل السبيل الوحيد لعبور اللحظة الحالية بثقة واقتدار.
ولذلك، أعتقد أنَّ الوقت قد حان لتطوير استراتيجيات جديدة تتجاوز المعالجات التقليدية. نحن بحاجة إلى حلول واقعيَّة وجذريَّة تُعيد بناء الثِّقة بين المُواطن والدَّولة، وتُحدث تحوُّلًا نوعيًّا في الحياة الاقتصاديَّة والاجتماعيًّة، وترتقي بنمط الإدارة نحو عقلية أكثر مُّواكبة للتَّغيُّرات الإقليميَّة والدوليَّة. من هذا المُنطلق، أُقدِّم مُقترحي لإطلاق 'برنامج النهضة الشاملة'، الذي يتجاوز الشعارات، ويُترجم الطُّموح الوطنيِّ إلى مشاريعٍ قابلةٍ للتَّنفيذ، ومؤهَّلةٍ لإعادةِ صياغة المشهد الأردني برمَّته على أُسس القوة، والاستقلال، والعدالة الاجتماعية:
إطلاق 'شراكات استراتيجية مبتكرة' مع شركات التكنولوجيا العالمية: من خلال الشراكات بين الحكومة الأردنية والشركات التِّكنولوجيَّة الرَّائدة عالميًّا في الذَّكاء الاصطناعيِّ، كالطَّباعة ثُلاثيَّة الأبعاد، والتِّقنيَّات البيئيَّة، يُمكن للأردن أنْ يُحسن بُنيته التَّحتيَّة ويُعزز الابتكار في القطاعات الحيويَّة مثل البناء المُستدام وإدارة الموارد الطبيعيَّة، ويَصنع لنفسه موضع قدم في اقتصاد المستقبل.
إطلاق 'صندوق الابتكار التقني' لدعم المشاريع الذكية: تأسيس صندوق وطني يدعم المشاريع التَّكنولوجيَّة الناشئة التي تَطرح حلولًا ذكيَّة للتَّحدِّيات التنموية، ويُمثل هذا الصندوق رافعة جديدة لتحفيز القطاع الخاص على دخول ميادين الابتكار، وتحقيق شراكة حقيقيَّة بين الاقتصاد الرَّقميِّ والتنمية المُستدامة.
تطوير 'نظام إدارة الموارد الذكي': اعتماد منظومات تعتمد على الذَّكاء الاصطناعيِّ لإدارة الموارد الحيويَّة كالمياه والطاقة، كما تُتيح هذهِ المُنظَّومات تحليل أنماط الاستهلاك والتَّنبؤ بالطلب، مما يُقلل الفاقد ويزيد الكفاءة.
تطوير 'الزراعة الذكية' لتعزيز الأمن الغذائي: إدخال تقنيات الاستشعار البيئي، والزِّراعة العموديَّة، والمُراقبة الذَّكيَّة للتربة والمناخ لتحسين الإنتاج الزراعيِّ وتقليل استهلاك المياه، فالأمن الغذائي لا ينفصل عن الأمن الوطني.
إطلاق 'منصة الاقتصاد المرن' لدعم سلاسل التوريد المحلية: في ظل الاضطرابات العالمية، من المهم أنْ يَبني الأردن بُنية اقتصادية داخلية متماسكة. تقترح هذهِ المنصة الوطنيَّة الإلكترونيَّة ربط الشركات الصغيرة والمتوسِّطة ضمن شبكة توريد مُتكاملة، تُمكِّن من الإنتاج المحليِّ السَّريع وتُقلل الاعتماد على الواردات، هذهِ المنصة ستستفيد من البيانات الذَّكيَّة لتحديد الفجوات والفُرص وتفعيل اقتصاد متجاوب وديناميكي.
تأسيس 'المجالس المجتمعية للتماسك الوطني': لمواجهة التفكك الاجتماعي والاستقطاب، يُقترح تشكيل مجالس محلية تضم ممثلين عن الشباب، المجتمع المدني، الأكاديميين، والنساء، بهدف رصد الظواهر الاجتماعية الحرجة، وإطلاق مبادرات ثقافية وتعليمية وتوعويَّة في المحافظات والمناطق الطَّرفيَّة. هذهِ المجالس ستُسهم في تمكين المجتمعات محليًّا، وتغذية السياسات الوطنيَّة بتوصياتٍ من الواقع الميداني.
إنَّ المرحلة المُقبلة في مسيرة