"الأقصى".. المتطرفون يتأهبون والفلسطينيون يحتشدون

نادية سعد الدين

عمان- يتقاطر الفلسطينيون، اليوم، للاحتشاد الواسع في المسجد الأقصى المبارك، في ثاني جمعة من شهر رمضان الفضيل، للدفاع عنه وحمايته ضد اقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات مستوطنيه، وذلك على وقع إحياء الذكرى الـ47 'ليوم الأرض'، أمس في 'يوم الغضب الشعبي' بفعاليات وأنشطة منددة بجرائم الاحتلال.

وتكثفت الدعوات الفلسطينية 'للنفير العام والرباط' في المسجد الأقصى، لحمايته ضد تحرك ما يسمى 'منظمات الهيكل'، المزعوم، لتنظيم اقتحام جماعي كبير بعد غد، للاستعداد لإحياء ما يسمى 'عيد الفصح اليهودي' المزعوم.

وأعلنت ما يسمى منظمة 'هار ايل' الشبابية المتطرفة عن التحضير لتنفيذ اقتحام جماعي كبير 'للأقصى'، يوم بعد غد، احتفالا 'بيوم العالية' المزعوم، وهو اليوم العاشر من 'نيسان العبري' ويرمز إلى الهجرات اليهودية المزعومة من الشتات إلى فلسطين المحتلة.

ودعت المنظمة المتطرفة أتباعها من الشباب المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى وهم مرتدون قمصانا زرقاء تحمل عبارات 'الهيكل' المزعوم، في انتهاك صارخ لحرمة المسجد.

فيما دعت الجماعات المتطرفة أنصارها من المستوطنين المتطرفين إلى إحضار 'قرابينهم' والتجمع عند أبواب المسجد الأقصى مساء الأربعاء المقبل، بهدف ذبحها ليلا داخل المسجد، بما يشكل خطوة عدوانية جديدة بحق 'الأقصى'، ومحاولة لذبح القرابين المزعومة داخل المسجد.

وحثت تلك الجماعات كل أنصارها المتطرفين على تلبية ما سمته 'حالة طوارئ'، عبر مواقعها، لتنفيذ 'قربان الفصح في جبل الهيكل'، وفق مزاعمها.

كما طالب 15 حاخاما متطرفا في رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، 'بنيامين نتنياهو'، والوزير المتطرف 'ايتمار بن غفير'، بالسماح للمستوطنين بذبح أضحية 'عيد الفصح اليهودي' المزعوم في المسجد الأقصى هذا العام.

وتواصلت اقتحامات عشرات المستوطنين، أمس، للمسجد الأقصى، من جهة 'باب المغاربة'، وتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الصلوات التلمودية المزعومة في باحات المسجد، بحماية أمنية مشددة من قبل قوات الاحتلال.

في حين تتواصل الدعوات الفلسطينية، بضرورة تكثيف 'الرباط والحشد في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان'، لإحباط مخططات الاحتلال والمستوطنين، والساعية إلى تهويد المسجد والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة.

يأتي ذلك في ظل تزايد انتهاكات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، وتوعد المستوطنين باقتحامات كبيرة للأقصى في 'عيد الفصح' اليهودي، مقابل تشديد قوات الاحتلال إجراءاتها على المصلين بالمسجد الأقصى.

ويترقب المسجد الأقصى عدوانا كبيرا واقتحامات واسعة خلال ما يسمى 'عيد الفصح' اليهودي المزعوم، الذي يتوافق مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان ما بين 6-12 نيسان (أبريل) المقبل، وسط محاذير من طقوس خطيرة يعتزم المستوطنون أداءها في باحات المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

وفي الأثناء، أحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى السنوية السابعة والأربعين 'ليوم الأرض'، بفعاليات ومسيرات غاضبة ومنددة بجرائم الاحتلال.

وتعود أحداث هذا اليوم لعام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي العام 1948، حيث عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

وأكدت القوى والفصائل الفلسطينية تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه ومقدساته، داعية إلى مواجهة عدوان الاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين.

وشددت حركة 'حماس' على تمسكها بخيار الوحدة الوطنية والمقاومة الشاملة ضد الاحتلال، سبيلا وحيدا لانتزاع الحقوق واسترداد الأرض وتحرير المقدسات، داعية إلى تصعيد المقاومة دفاعا عن الأرض التاريخية وتحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية في الحرية والعودة والاستقلال.

وقالت الحركة، إن 'جماهير الشعب الفلسطيني في المثلث والجليل والنقب في الأرض المحتلة العام 1948م، انتفضت ردا على سياسة التغول الاستيطاني، ومقاومة لسياسة التهجير والإبعاد الاحتلالية'.

وأكدت 'تمسك الشعب الفلسطيني بالصمود والثبات والتضحية والتحدي، للإبقاء على جذوة المقاومة مشتعلة في وجه الاحتلال وحكومته المتطرفة ومستوطنيه، في كل ساحات الوطن المحتل، حتى لتحرير الشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين'.

وأكدت الحركة أنها لن تفرط أو تتنازل عن شبر من أرض فلسطين التاريخية، وسيظل الشعب الفلسطيني متمسكا بأرضه من النهر إلى البحر، ولن تفلح مخططات الاحتلال وجرائمه في سرقة الأراضي والتغول الاستيطاني، في تغيير عروبة الأرض وحقائق التاريخ'.

وشددت على أن مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك أرض تاريخية، ولن تكون للاحتلال أي سيادة أو شرعية على جزء منها، فهي فلسطينية كانت وستبقى، وسيواصل الشعب الفلسطيني حمايتها والدفاع عنها بكل الوسائل، ومهما كانت التضحيات.

ودعت الحركة إلى مزيد من التلاحم والترابط وتعزيز كل أشكال المقاومة حلال شهر رمضان الفضيل، دفاعا عن الأرض وانتصارا للقدس و'الأقصى' والأسرى.

وجددت الحركة دعوتها للأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التضامن مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة ونضاله المشروع، في مواجهة الاحتلال والعمل على عزل الكيان العنصري المتطرف، وتجريمه ومحاكمة قادته، وصولا إلى إنهاء الاحتلال وإنفاذ حق الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة والاستقلال.