اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
الوقائع الاخبارية: تعتبر محمية غابات دبين بمحافظة جرش التي تأسست عام 2004 نموذجًا فريدًا للنظام البيئي لغابات الصنوبر الحلبي الطبيعي المختلط مع السنديان.
وقال مدير المحمية بشير عياصرة ، إن المحمية تعد آخر امتداد طبيعي جنوبي شرقي لهذا النوع من الغابات في المنطقة، مبينًا أن الصنوبر الحلبي الطبيعي يشكل قمة الهرم النباتي داخل المحمية، وأن النظام البيئي فيها يدعم وجود خمسمئة وسبعة عشر نوعًا نباتيًا إلى جانب أنواع حيوانية أخرى، منها السنجاب الفارسي والظربان الصخري اللذان يعدان من المؤشرات الحيوية على صحة النظام البيئي للمحمية والغابات المحيطة بها.
وبيّن، أن محمية غابات دبين تدعم أيضًا وجود زهرة الأوركيد النادرة المتعددة الألوان بالإضافة إلى سوسنة الناصرة التي تُعد من الأنواع النباتية النادرة في المنطقة، مؤكدًا أن هذا التنوع يعكس الأهمية البيئية الفائقة للمحمية.
وأكد عياصرة، أن النظام البيئي في دبين يواجه تحديات، أبرزها الحرائق التي تندلع في فصل الصيف، إلا أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت انخفاضًا ملحوظًا في أعداد ومساحات الحرائق والأضرار الناتجة عنها.
وأضاف، أن المحمية تعاني في فصل الشتاء من التعديات البشرية فيما تزداد السلوكيات السلبية خلال موسم التنزه في الصيف، مثل ترك النفايات وتكسير الأغصان ما يترك آثارًا سلبية على النباتات والحيوانات بل ويؤثر على خرائط توزيعها داخل المحمية. وشدد على أن حماية الغابات مسؤولية مجتمعية ومؤسسية تتطلب جهودًا كبيرة على المستويين الحكومي والشعبي وأنه لا يمكن ضمان نتائج فعالة ومستدامة دون إشراك المجتمعات المحلية وجعلها بيئة حاضنة وداعمة لبرامج الحماية.
وأشار عياصرة إلى أن مساحة المحمية الحالية تبلغ ثمانية ونصف كيلومتر مربع وهي كافية لتمثيل النظام البيئي القائم، لافتًا إلى أنه لا توجد خطط لتوسعة المحمية حاليًا لكنه تم مؤخرًا وضع خطة لاستقدامات داخلية واستحداث منطقة آمنة حول المحمية تخضع لنفس برامج الحماية مما يشكل طبقة إضافية من الأمان للنظام البيئي.
وبين، أن دبين تُعد من أبرز وجهات التنزه في فصلي الربيع والصيف نظرًا لقربها من التجمعات السكانية الكبرى في عمان والزرقاء والمفرق، حيث تقع على بُعد نحو خمسين كيلومترًا، مشيرًا إلى أن زيارات الزوار غالبًا ما تكون قصيرة وتتركز في عطلات نهاية الأسبوع والعطل الرسمية كما تستقبل المحمية زيارات تعليمية وبحثية متعلقة بالأنظمة البيئية.
وأشار إلى أن المحمية لديها خطة لتطوير السياحة البيئية، إذ بدأت المرحلة الأولى بضبط أنشطة التنزه وتحديد مواقع بديلة ثم التوسع في أنشطة السياحة البيئية كالمسارات وخدمات الإقامة وتجارب المجتمع المحلي بالإضافة إلى المشاغل التنموية داخل المحمية، مؤكدًا أن فلسفة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تقوم على أن تكون برامج الحماية تنموية في جوهرها مما يجعل المجتمع المحلي داعمًا لاستدامة الأنظمة البيئية على المدى المتوسط والطويل. -