اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
لا شك أن الأحداث الأخيرة التي كانت تحاول النيل من الأمن الوطني ، وانحراف مجموعة من المواطنين الأردنيين ومنهم بعض الشباب عن المسار الوطني ، وانخراطهم في أعمال غير مشروعة قانونياً ، وما رافقها من تجاذبات سياسية ، وانقسام المجتمع إلى آراء متعددة، كانت بمثابة جرس إنذار على أن هناك تغرات فكرية وثقافية لدى بعض أفراد المجتمع الأردني بشكل خاص، ولدى بعض الشباب بشكل خاص، لذا فإنني أرى أنه يجب على الدولة أن تعيد النظر في أساليب وأدوات وآليات عمل مؤسسات المجتمع المدني ، ومنظمات ومراكز الدراسات التي تتلقى التمويل الأجنبي ، والبرامج الثقافية التي تطرحها سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، وعلى الجهات المعنية ذات العلاقة بالتوعية والتثقيف السياسي والحزبي مثل وزارة التربية والتعليم والثقافة والشباب والتنمية السياسية أن تحدث برامجها وتطورها وتتوسع فيها لتشمل مع قطاعات المجتمع الأردني ، وأن تنتشر أفقياً في عملها لتشمل جميع مناطق المملكة ، وأن تخرج من العاصمة ، وأن تركز على تعزيز الثقافة الديمقراطية والثقافة الوطنية ، وأن تحصن أفراد المجتمع من الانجرار وراء أفكار وبرامج وأنشطة غامضة غير واضحة ومشبوهة، بأساليب ملتوية ، تخلط السم بالدسم، وأن نحصنهم وطنياً لتعزيز وتقوية انتمائهم لوطنهم، وأن يكونوا حذرين مما ينشر على الإعلام الإفتراضي ، بمختلف أشكاله وأن هناك جهات مشبوهة تحاول النيل من الوطن وأمنه واستقراره ، ونشر وبث بذور الفتنة بين أفراد المجتمع ، في محاولة لتفكيك نسيجه الوطني ، وإضعاف وحدته الوطنية التي عز نظيرها بين معظم دول المنطقة والإقليم، فالديمقراطية لا تعني الفوضى وتقاذف الشتائم والتجاوز على القانون، والتعدي على حريات وحقوق الآخرين ، والتشكيك ببعضنا البعض ، إننا الآن في أمس الحاجة إلى إعادة تنظيم علاقاتنا مع بعضنا البعض ، لتقوم على المحبة والمودة والاحترام ، وأن نحترم آراء بعضنا البعض ، وأن يكون الحوار الإيجابي هو ديدننا ، وأن نبتعد عن التشاؤم والسلبية ، وأن نعزز علاقاتنا الاجتماعية بالايجابية بما يفضي إلى تقوية وحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي الوطني بعيداً عن الفوارق الاجتماعية والجهوية ، والامتداد الجغرافي ، فالديمقراطية هي الحل، ويجب تعزيزها بمزيد من الديمقراطية حتى لا نفشل وتفشل منظومة التحديث السياسي التي انطلقت عجلتها ولا مجال لعرقلتها أو العودة بها إلى المربع الأول ، وذلك ضمن استراتيجية وطنية ثقافية وتوعوية موحدة تشارك بها كافة الأطراف والجهات المعنية ذات العلاقة بالتوعية والتثقيف والتأهيل المجتمعي والشبابي، على أسس وطنية تراعي التغيرات والتطورات التقنية والتكنولوجية والتسارعات السياسية والأمنية في الإقليم والعالم ، تنسجم مع خصوصيات المجتمع الأردني ، فالوطن للجميع ، وأمنه واستقراره من مسؤولية الجميع ، وللحديث بقية.