اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
حذر باحثون من أن القيلولة النهارية قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الوفاة المبكرة، خاصة إذا كانت غير منتظمة أو طويلة أو تحدث في منتصف اليوم.
الدراسة التي عُرضت ضمن مؤتمر 'SLEEP 2025'، تتبعت أنماط النوم لأكثر من 86 ألف شخص بالغ من الأصحاء في منتصف العمر، وخلصت إلى أن خطر الوفاة يرتفع بنسبة تصل إلى 20% لدى من يعتادون على النوم نهارًا مقارنة بمن لا يفعلون.
وبحسب الباحثين، فإن النعاس المتكرر خلال النهار قد لا يكون مجرد علامة على التعب، بل قد يكون مؤشراً على اضطرابات في النوم الليلي أو أمراض مزمنة كامنة مثل اضطرابات القلب أو الدماغ أو حتى الخرف. كما رجّحت الدراسة أن النوم غير المنتظم أو الطويل أثناء النهار قد يخلّ بإيقاع الساعة البيولوجية للجسم ويؤثر على عمليات حيوية مهمة، منها تنظيف الدماغ من السموم الخلوية التي تتراكم خلال اليقظة.
البروفيسور جيمس رولي من مركز 'راش' الطبي في شيكاغو، والذي لم يشارك في الدراسة، شدد على أهمية أن يبدأ الأطباء في سؤال مرضاهم بشكل مباشر عن عادات النوم النهاري، معتبرًا أن القيلولة يمكن أن تكشف عن مشاكل صحية خفية. وقال في تصريح لموقع 'ميدسكيب': 'يجب أن يكون سؤال (هل تنام في النهار؟) جزءاً من أي تقييم طبي للنوم'.
الدراسة رصدت سلوكيات النوم على مدى أسبوع باستخدام أجهزة أكتجراف صغيرة تُرتدى على المعصم لمراقبة أنماط الاستيقاظ والنوم بدقة. ووجد الباحثون أن متوسط القيلولة لدى المشاركين كان نحو 24 دقيقة، لكن أولئك الذين ناموا بين الساعة 11 صباحًا و1 ظهرًا سجلوا أعلى معدلات الوفاة، بزيادة بلغت 7%.
وبعد تتبع المشاركين على مدار 11 عاماً، توفي 5,189 شخصًا، وكانت القواسم المشتركة بينهم هي طول القيلولة، وتكرارها، وعدم انتظام توقيتها. حتى بعد استبعاد العوامل الأخرى مثل التدخين وتناول الكحول ومدى النوم الليلي، بقيت العلاقة بين القيلولة والوفاة قائمة، ما يعزز مصداقية النتائج.
رئيسة فريق البحث، البروفيسور تشينلو جاو من كلية الطب بجامعة هارفارد، أوضحت أن الدراسة تفتح بابًا لفهم جديد لعلاقة النوم بالصحة العامة، ليس فقط من زاوية الليل، بل على مدار 24 ساعة. وقالت إن القيلولة، رغم كونها وسيلة للراحة، يمكن أن تعكس تدهورًا خفيًا في الحالة الصحية، ويجب الانتباه إلى ذلك مبكرًا.
وترجّح بعض النظريات أن القيلولة الطويلة قد تؤثر على توازن الهرمونات والوظائف الدماغية، خصوصًا لدى كبار السن، أو أن تكون نتيجة لأمراض لم تُشخّص بعد. فيما يرى باحثون من معهد كارولينسكا السويدي أن النوم في النهار قد يتعارض مع آلية الدماغ في طرد الفضلات، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض تنكسية مثل ألزهايمر.
الدراسة جاءت بعد أبحاث سابقة نشرت في مجلة 'ذا لانسيت' العام الماضي، أشارت إلى أن نحو نصف حالات ألزهايمر يمكن الوقاية منها عبر تعديل 14 عاملاً من عوامل نمط الحياة، مثل فقدان السمع وارتفاع الكوليسترول وقلة النشاط البدني. وتشير تقديرات 'ألزهايمر ريسيرتش يو كيه' إلى أن المرض يصيب قرابة 982 ألف بريطاني، وأنه كان سبب وفاة أكثر من 74 ألف شخص في بريطانيا عام 2022، ما يجعله المسبب الأول للوفاة في البلاد.