اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
مدار الساعة - كتب ليث الجنيدي (مدير مكتب وكالة الأناضول في الأردن):تشرفت بمرافقة الجيش الأردني في طلعتين جويتين محملتين بالغوث، وذلك منذ بدء الأردن عملياته الإغاثية الجوية لقطاع غزة المحاصر.لا يمكن للكلمات أن تسعفني في وصف المشاعر المتدفقة وأنا أحلق فوق ثرى فلسطين المغتصبة. لقد لامست عيني وشاهدت مواقف إنسانية راسخة ستظل محفورة في ذاكرتي ما حييت، وقد سطرتها بصدق في تقاريري. حين ترى جنودنا البواسل، ضباطًا وأفرادًا، يتسابقون بروح إيثار لنقل العون والمؤازرة، يترسخ في قلبك يقين بأن الدافع الإنساني النبيل هو المحرك الأصيل لهذا العطاء، وهذا يدعوك للفخر والاعتزاز.طوال مسيرتي المهنية، وانطلاقًا من متابعتي الحثيثة لتطورات منطقتنا، كان جوهر عملنا الصحفي يرتكز على مبدأ الشفافية ونسبة الخبر إلى مصدره الأصيل دون أي تضليل أو إبهام؛ لأن في ذلك مساسًا جوهريًا بمصداقية المؤسسة الإعلامية التي ننتمي إليها.في سياق المزاعم المغرضة التي تتحدث عن تربح الأردن من مساعداته، يتبادر إلى الذهن تساؤل منطقي: ألم ننفذ مئات الإنزالات الجوية المشتركة مع عشرات الدول الشقيقة والصديقة؟ هل من المعقول أن هذه الدول دفعت مقابلًا لمبادراتها الإنسانية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الداعي لاستمرارها في التعاون مع الأردن في هذه العمليات؟الحقيقة الساطعة التي لا يمكن تجاهلها أو طمسها، هي أن مثل هذه التقارير، وفي هذا التوقيت العصيب تحديدًا، تبعث في نفس القارئ المتعمق والواعي بتعقيدات المنطقة، شعورًا بأنها محاولات استفزازية سافرة، تسعى إلى جر الأردن لاتخاذ موقف مناقض لثوابته، ليترك غزة المنكوبة وحيدة في محنتها، وهو أمر مستحيل الوقوع. فالأواصر الجغرافية المتينة والوشائج الديموغرافية العميقة التي تربط الأردن بفلسطين الشقيقة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هذا لن يتحقق أبدًا.
مدار الساعة - كتب ليث الجنيدي (مدير مكتب وكالة الأناضول في الأردن):
تشرفت بمرافقة الجيش الأردني في طلعتين جويتين محملتين بالغوث، وذلك منذ بدء الأردن عملياته الإغاثية الجوية لقطاع غزة المحاصر.
لا يمكن للكلمات أن تسعفني في وصف المشاعر المتدفقة وأنا أحلق فوق ثرى فلسطين المغتصبة.
لقد لامست عيني وشاهدت مواقف إنسانية راسخة ستظل محفورة في ذاكرتي ما حييت، وقد سطرتها بصدق في تقاريري.
حين ترى جنودنا البواسل، ضباطًا وأفرادًا، يتسابقون بروح إيثار لنقل العون والمؤازرة، يترسخ في قلبك يقين بأن الدافع الإنساني النبيل هو المحرك الأصيل لهذا العطاء، وهذا يدعوك للفخر والاعتزاز.
طوال مسيرتي المهنية، وانطلاقًا من متابعتي الحثيثة لتطورات منطقتنا، كان جوهر عملنا الصحفي يرتكز على مبدأ الشفافية ونسبة الخبر إلى مصدره الأصيل دون أي تضليل أو إبهام؛ لأن في ذلك مساسًا جوهريًا بمصداقية المؤسسة الإعلامية التي ننتمي إليها.
في سياق المزاعم المغرضة التي تتحدث عن تربح الأردن من مساعداته، يتبادر إلى الذهن تساؤل منطقي: ألم ننفذ مئات الإنزالات الجوية المشتركة مع عشرات الدول الشقيقة والصديقة؟ هل من المعقول أن هذه الدول دفعت مقابلًا لمبادراتها الإنسانية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الداعي لاستمرارها في التعاون مع الأردن في هذه العمليات؟
الحقيقة الساطعة التي لا يمكن تجاهلها أو طمسها، هي أن مثل هذه التقارير، وفي هذا التوقيت العصيب تحديدًا، تبعث في نفس القارئ المتعمق والواعي بتعقيدات المنطقة، شعورًا بأنها محاولات استفزازية سافرة، تسعى إلى جر الأردن لاتخاذ موقف مناقض لثوابته، ليترك غزة المنكوبة وحيدة في محنتها، وهو أمر مستحيل الوقوع.
فالأواصر الجغرافية المتينة والوشائج الديموغرافية العميقة التي تربط الأردن بفلسطين الشقيقة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هذا لن يتحقق أبدًا.