اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
غزة.. سعر كيلو القهوة يقترب من 380 دولارًا وسط احتجاجات على الغلاء الفاحش
لليوم الثالث على التوالي، تشهد أسواق وسط قطاع غزة، وتحديدًا في مخيمي دير البلح والنصيرات، حالة من الإغلاق الجزئي وشللًا شبه تام في حركة البيع والشراء، احتجاجًا على الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.
ويأتي هذا الإغلاق بدعوة من حراك شعبي شاركت فيه عائلات وفعاليات مجتمعية مختلفة، تعبيرًا عن رفضهم لما وصفوه بـ'جشع تجار الحروب'، حيث أدى الغلاء الفاحش إلى تعميق معاناة العائلات التي باتت عاجزة عن توفير الحد الأدنى من احتياجاتها اليومية، وحتى وجبة طعام واحدة لأطفالها.
ويؤكد العديد من سكان المنطقة أن الأسعار تجاوزت قدرة الفقراء والطبقة المتوسطة، خاصة فيما يتعلق بالسلع الأساسية مثل الطحين، الخضروات، الحطب، وغيرها، والتي بات شراؤها يتطلب سحب أموال نقدية بعمولة تجاوزت 45% مؤخرًا.
وخلال جولة ميدانية لمراسل 'قدس برس' في المنطقة، تم رصد ارتفاعات قياسية في أسعار السلع، حيث بلغ سعر كيلو الطحين 90 شيكلًا (نحو 26 دولارًا)، وكيلو القهوة 1400 شيكل (نحو 380 دولارًا)، والسكر 250 شيكلًا (نحو 70 دولارًا).
أما أسعار الخضروات فجاءت على النحو التالي:
البطاطا: 110 شيكل (32 دولارًا)
البندورة: 80 شيكل (23 دولارًا)
الباذنجان: 45 شيكل (13 دولارًا)
الكوسا: 50 شيكل (15 دولارًا)
العدس: 40 شيكل (12 دولارًا)
الأرز: 80 شيكل (23 دولارًا)
كما تضاعفت أسعار الحطب، الذي بات بديلًا ضروريًا لغاز الطهي، ليصل إلى أكثر من 8 شواكل للكيلو، مقارنة بـ3 شواكل فقط قبل شهرين. أما لتر السولار فقد ارتفع إلى أكثر من 120 شيكلًا (35 دولارًا)، وهو ما يزيد بنحو خمسين ضعفًا عن سعره الطبيعي. بينما تجاوز سعر كيلو غاز الطهي 500 شيكل (نحو 143 دولارًا)، لتصل تكلفة أسطوانة الغاز الواحدة إلى ما يفوق ألفي دولار.
ويقول رامز عبد الحميد، أحد منظمي الحراك في مخيم النصيرات: 'نخرج يوميًا إلى الأسواق على أمل أن نؤمن طعامًا لأطفالنا، لكن حتى إن وُجد، فإن سعر وجبة الغداء يتجاوز المئة دولار، وهو مبلغ لا يمكن تحمّله في ظل توقف الأعمال وانعدام مصادر الدخل.'
بدورها، تروي السيدة 'أم رمزي' معاناتها بالقول: 'أعتمد على تكيات الطعام في إطعام أطفالي، وإن لم تتوفر، أضطر لطحن العدس وتحميصه لإعداد وجبة 'الدُّقة' مع الخبز، وهي الوجبة الوحيدة التي يأكلونها طوال اليوم، مع الشاي لتسهل هضمها.'
ويُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف عدوانه على قطاع غزة فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد توقف مؤقت استمر شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، غير أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة بدعم أميركي وأوروبي، في عدوان وصفته منظمات حقوقية دولية بأنه 'إبادة جماعية'، وقد أسفر حتى الآن عن أكثر من 181 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود.