اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
باعتراف زوجته.. قصة أمير سعودي أنقذ حياة الأبنودي
كشفت الإعلامية نهال كمال، زوجة الشاعر المصري الراحل عبد الرحمن الأبنودي، عن تفاصيل غير معلنة من قبل تتعلق بالرحلة العلاجية الطويلة التي خاضها زوجها في صمت، وتحديداً عن الدور الحاسم الذي لعبه الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد في إنقاذ حياته آنذاك، من خلال تدخل إنساني لم تُفصح عنه في حينه احتراماً لرغبة صاحبه.
وروت كمال، خلال لقاء تلفزيوني، أن الأبنودي عانى لسنوات من تدهور حاد في حالته الصحية بسبب مشاكل مزمنة في الرئة، إلا أنه أصر دائماً على الظهور أمام جمهوره بكامل حيويته، رافضاً أن يُعرف كـ'مريض'. وأشارت إلى أنه كثيراً ما كان يُجري مقابلات أو يشارك في أمسيات شعرية وهو في أقصى درجات الإرهاق، ليُنقل بعدها مباشرة إلى المستشفى دون أن يعلم أحد بذلك.
وأوضحت أن معاناة الأبنودي بدأت منذ أواخر التسعينيات، واستمرت لنحو عشر سنوات، تلقى خلالها علاجات في الولايات المتحدة، تضمنت بخاخات للتنفس، لكنها لم تكن مجدية، وازداد وضعه سوءاً مع مرور الوقت، لافتةً إلى أنه أخفى آلامه بصلابة، وكان يقول لها دائماً: 'لا أريد أن أعيش دور المريض.. أريد أن أعيش حياتي'.
في عام 2008، وبينما كانت حالته تتدهور بشكل خطير، تواصل معه صديق من فرنسا واقترح عليه تجربة العلاج هناك، حيث تختلف طرق الرعاية الطبية عن النمط الأمريكي. وبينما كان الأبنودي لا يزال متردداً، فوجئ بتدخل غير متوقع من صديقه المقرّب الأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، أحد أبرز شعراء الأغنية في العالم العربي.
وأوضحت نهال كمال أن الأمير رتّب سفر الأبنودي إلى فرنسا بطائرة خاصة، وتكفّل بكل تكاليف العلاج والإقامة في المستشفى الأمريكي بباريس، دون أن يسعى لأي تقدير أو إعلان إعلامي، حيث رفض بشكل قاطع أن يُشكر أو يُذكر اسمه خلال حياة الأبنودي.
وأكدت أرملة الشاعر الراحل أن هذا التصرف النبيل كان نقطة تحول في حالة زوجها، قائلة: 'لولاه، ما كان عبد الرحمن ليعيش هذه السنوات الإضافية'. وأضافت أن هذا التدخل ظل طي الكتمان لسنوات، التزاماً برغبة الأمير، لكنها رأت أن الوقت قد حان لكشف هذه القصة تقديراً لإنسانيته ودعمه الصادق.
وأشارت إلى أنه بعد علاجه في فرنسا، أوصى الأطباء بضرورة ابتعاده عن هواء المدينة المتأثر بعوادم السيارات، فانتقل الأبنودي إلى منطقة الضبعية قرب الإسماعيلية، حيث عاش سنواته الأخيرة في بيئة هادئة وهواء نقي، وواصل الكتابة والإبداع رغم مرضه، دون أن يسمح للضعف بأن يُعرّف هويته.
واختتمت نهال كمال بالقول إن الأبنودي بعدها ظل يندم على سنوات التدخين التي ألحقت أضراراً بالغة برئتيه، وكان يردد: 'كنت أعتقد أن الإبداع مرتبط بالسجارة.. لكن اتضح أنني كنت مخطئاً'، مؤكدة أنه كان يعيش بربع رئة، لكنّه ظل يقاوم ويبدع حتى رحل في 21 أبريل (نيسان) 2015، عن عمر 77 عاماً.