كيف يجب أن يتعامل الأردن مع تصريحات نتنياهو عن اسرائيل الكبرى ؟

رم -

* بقلم :خالد الحميد الزبون

المقدمة

اثار تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مشروع اسرائيل الكبرى ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، اذ يعكس هذا الطرح توجها أيديولوجيا واستراتيجيا هدفه إعادة رسم الجغرافيا السياسية في المنطقة، على حساب سيادة الدول وحقوق الشعوب. اما بالنسبة للأردن، فإن هذه التصريحات تمثل تحدي مباشر للامن الوطني، وتستدعي استجابة متكاملة الأبعاد وبشكل محسوب.

١) تثبيت الموقف الأردني الواضح

لطالما كان الأردن ثابتا في رفضه لاية مشاريع توسعيه او حلول احادية تنتقص من الحقوق الفلسطينية او تهدد حدوده الشرقية والغربية. في هذه المرحلة، فان المطلوب هو إعادة صياغة الموقف الرسمي بخطاب واضح للراي العام المحلي والإقليمي، يبين أن إسرائيل الكبرى ليست طرح سياسي فحسب، بل مشروع يحمل تبعات امنية وديموغرافية على المنطقة باكملها.

٢) التحرك الإقليمي والدبلوماسي

أ. المسار العربي: الدعوة لاجتماع عاجل للجامعة العربية لبحث تداعيات التصريحات وتوحيد المواقف.

ب. المسار الخليجي: استثمار العلاقات الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون لتشكيل جبهة اقليمية تضع شروطا واضحة امام اية تحرك اسرائيلي يؤثر على الامن الجغرافي.

ج. المسار الدولي: تكثيف تفعيل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والدول المؤثرة في مجلس الأمن لاعادة طرح المخاطر التي تهدد استقرار المنطقة. ومصالحهم الاستراتيجية.

٣) استثمار ادوات القانون الدولي

الأردن يملك خبرة قانونية عميقة في الملفات الحدودية والحقوق التاريخية. يمكن الاستفادة من هذه الخبرة لإعداد ملف قانوني موجّه إلى الأمم المتحدة يربط بين مشروع إسرائيل الكبرى وخرق القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية.

٤) تعزيز الجاهزية الأمنية

زيادة المراقبة على الحدود الغربية والجنوبية.

تطوير التنسيق الاستخباراتي مع الدول المتضررة من المشروع.

رفع مستوى الجهوزية الميدانية لاية تطورات غير متوقعة.

٥) بناء خطاب إعلامي مؤثر

الخطاب الاعلامي الدولي يجب ان يربط بوضوح بين مشروع إسرائيل الكبرى وتهديده لأمن المنطقة واستقرارها مع براز ان الاردن يتحرك من موقع الدفاع عن امنه القومي، وكمحور أساسي في حماية الأمن العربي والإقليمي.

اخيرا .

التعامل مع خطاب إسرائيل الكبرى يتطلب اكثر من موقف سياسي، بل يحتاج إلى خطه شاملة توظف العمل الدبلوماسي، القانوني، الأمني، والإعلامي معا. الأردن امام فرصة لتثبيت صورته رقم إقليمي أساسي، وقادر على قيادة الموقف العربي في مواجهة التحديات الوجودية.

*سياسي ورائد أعمال .