×



klyoum.com
jordan
الاردن  ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
jordan
الاردن  ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار الاردن

»سياسة» صحيفة السوسنة الأردنية»

ما بين التّسليم والرّفض المُتعلِّق

صحيفة السوسنة الأردنية
times

نشر بتاريخ:  الأربعاء ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥ - ٠٠:٣٦

ما بين التسليم والرفض المتعلق

ما بين التّسليم والرّفض المُتعلِّق

اخبار الاردن

موقع كل يوم -

صحيفة السوسنة الأردنية


نشر بتاريخ:  ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥ 

حين يستسلم العقل... ولكن تتمرّد المشاعر

في مسرح حياتنا، كثيرًا ما يُسدل العقل الستار مُعلنًا تسليمه بالحدث؛ يقبل بما كان، أو يستسلم لما سيكون، في محاولة شجاعة للمضي قدمًا. لكن خلف هذا الستار، في الزوايا الخفية للقلب، تستمر مشاعرنا في التعلق بذات المشهد، رافضة أن تترك الأوضاع كما هي. هذه هي المعاناة الإنسانية الخالدة: التسليم الظاهري الذي لا يعبر عن سلام داخلي، بل يخفي تحته رفضًا عاطفيًا متأصلًا.

نحاول أن نقتنع بأن 'كل شيء يحدث لسبب'، أو أن 'ما جرى كان لا بد أن يجري'، فيخدر العقلُ الجرحَ بلُغُوط المنطق والقبول. لكن في صمت الليل، تثور الذاكرة العاطفية، وتنهض الأسئلة التي لم تُجب: لماذا؟ وماذا لو؟ وكيف كان يمكن أن يكون الأمر مختلفًا؟ قد نصنع السلام مع الوقائع بعقولنا الواعية، لكن عقولنا الباطنة تحتفظ بشرارة الرفض، وتظل مشاعرنا متعلقة بصورة لم نعد نملكها، أو بأمل لم يعد يملكنا.

ها هنا، لا نتحدث عن رفض منطقي أو تسليم جبان، بل عن تلك الفجوة العميقة بين ما نعرفه وما نشعر به. نتأمل في طبيعتنا البشرية التي لا تنسى، لكنها تتأقلم؛ التي تتألم، لكنها تتعلم العيش مع الألم. كيف نتعامل مع هذا التناقض الحميم بين عقل استسلم وقلب ما زال يرفض؟ وكيف يمكن لفهم هذه الآلية المعقدة - حيث يحكم العقل اللاواعي خيوط مشاعرنا من وراء حجاب - أن يكون مفتاحًا لمصالحة حقيقية مع ذواتنا ومع تقلبات الحياة؟

في صميم هذه المعضلة يكمن تناقضنا الإنساني الأصيل: نحن كائنات عاقلة تحاول فرض النظام على الفوضى عبر 'التسليم المنطقي' للواقع، لكننا في ذات الوقت كائنات شاعرية تحمل في أعماقها 'رفضًا عاطفيًا' يصعب ترويضه. هذه ليست معركة بين الصواب والخطأ، بل هي فجوة بين معرفة عقلانية واقتناع وجداني. عقولنا تدفعنا للرضا كآلية بقاء، بينما قلوبنا ترفض كشهادة على الأهمية التي منحناها لتلك التجربة. وغالبًا ما يكون العقل الباطن هو ساحة هذه المعركة الخفية، حيث تخزن المشاعر المكبوتة والذكريات المؤلمة التي لم تحظ بالتفريغ أو التفهم، فتبقى كجمر تحت الرماد، تثور كلما وجدت شيئًا يذكرها بالألم الأول.

وإذا اتسعت دائرة النظر، نجد أن هذا الصراع الحميم بين التسليم والرفض ليس مجرد ظاهرة فردية، بل هو انعكاس لعلاقتنا الجمعية مع الأنظمة الكبرى من حولنا. فكثيرًا ما نجد أنفسنا نعيش في حالة من 'التسليم المشروط' للمعتقدات السائدة والأنظمة الاجتماعية والسياسية؛ نقبل بها ظاهريًا كي نتمكن من العيش ضمن نطاقها، لكننا في أعماقنا نحتفظ بشرارة من الشك أو الرفض. هذه الشرارة قد لا تطفو على السطح كل يوم، لكنها تظل كامنة كطاقة كامنة، تنتظر اللحظة المناسبة لتتفجر إما إبداعًا يحاول التغيير، أو احتجاجًا صامتًا يرفض الاستمرار في التمثيلية. وهكذا، يصبح الصراع الشخصي نموذجًا مصغرًا للصراع الثقافي الأوسع بين الرغبة في الانتماء من ناحية، والحاجة إلى الحفاظ على الاستقلالية الفكرية والنزاهة العاطفية من ناحية أخرى.

هذا الصراع الخفي ينتج ما يمكن تسميته 'اللاوعي الجمعي' للمجتمع - ذلك المسكوت عنه من انتقادات وإحباطات وأحلام مغايرة الذي لا يختفي، بل يتراكم تحت سطح الحياة اليومية. قد يظل كامنًا لسنوات، لكنه عندما يجد قناة للتعبير - عبر حركات اجتماعية، أو تحولات ثقافية، أو حتى أشكال فنية مبتكرة - يثبت أن 'التسليم' الظاهري كان مجرد جبل جليد، وأن هذا 'الرفض المتعلق' كان يختمر تحت السطح، منتظرًا لحظته التاريخية كي يعلن عن نفسه ويصبح قوة دافعة للتغيير.

في النهاية، ربما لا يكون الهدف هو 'كسب' هذه المعركة بين التسليم والرفض، بل فهمها كجزء من رحلتنا الإنسانية. أن نعترف بأن مشاعرنا المعلقة ليست ضعفًا، بل دليلًا على قدرتنا على الاهتمام والحب. الغاية ليست محو الألم، بل تحويل علاقتنا معه. عندما ندرك أن هذا التوتر ليس عيبًا فينا، بل هو نسيج من طبيعتنا المركبة، نبدأ في منح أنفسنا رحمة القبول المزدوج: قبول قرار العقل بالاستسلام، وقبول حق القلب في التعلق. وهناك، في تلك المساحة من التفهم الذاتي، نجد هدنة حقيقية تسمح لنا بأن نحيا برغم الماضي، لا بسببه.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار الاردن:

المصادقة على مشروع قانون يتيح للإسرائيليين شراء أراضٍ في الضفة الغربية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
13

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2218 days old | 943,945 Jordan News Articles | 23,926 Articles in Nov 2025 | 38 Articles Today | from 31 News Sources ~~ last update: 23 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



ما بين التسليم والرفض المتعلق - jo
ما بين التسليم والرفض المتعلق

منذ ٠ ثانية


اخبار الاردن

الرئيس عون للمجلس الجديد لكتاب العدل: كونوا أوفياء لقسمكم - lb
الرئيس عون للمجلس الجديد لكتاب العدل: كونوا أوفياء لقسمكم

منذ ٠ ثانية


اخبار لبنان

ضحايا النظامين ما قبل 2012 يحتجون أمام وزارة التربية الوطنية -فيديو - ma
ضحايا النظامين ما قبل 2012 يحتجون أمام وزارة التربية الوطنية -فيديو

منذ ثانية


اخبار المغرب

الأردن وسوريا تتفقان على فتح قنوات الاستيراد والتصدير لجميع السلع - tn
الأردن وسوريا تتفقان على فتح قنوات الاستيراد والتصدير لجميع السلع

منذ ثانية


اخبار تونس

حقيقة ظهور تجمعات مائية بصحراء المنيا.. والمحافظ يحذر من الاقتراب للبحيرة - eg
حقيقة ظهور تجمعات مائية بصحراء المنيا.. والمحافظ يحذر من الاقتراب للبحيرة

منذ ثانيتين


اخبار مصر

بتكلفة 17.2 مليون جنيه.. محافظ أسيوط يضع حجر الأساس لمدرسة الوليدية الابتدائية - eg
بتكلفة 17.2 مليون جنيه.. محافظ أسيوط يضع حجر الأساس لمدرسة الوليدية الابتدائية

منذ ثانيتين


اخبار مصر

الشرق الأوسط تكرم عددا من منتسبيها السابقين لأدوارهم الإيجابية الفاعلة - jo
الشرق الأوسط تكرم عددا من منتسبيها السابقين لأدوارهم الإيجابية الفاعلة

منذ ٣ ثواني


اخبار الاردن

السياحة تدعو لتوخي الحيطة والحذر خلال تنظيم الرحلات السياحية بسبب الحالة الجوية - jo
السياحة تدعو لتوخي الحيطة والحذر خلال تنظيم الرحلات السياحية بسبب الحالة الجوية

منذ ٣ ثواني


اخبار الاردن

عدد زوار تونس يرتفع بـ10.3 إلى حدود 20 نوفمبر - tn
عدد زوار تونس يرتفع بـ10.3 إلى حدود 20 نوفمبر

منذ ٤ ثواني


اخبار تونس

بركان إثيوبيا يتسبب بموجة غبار يضرب أجزاء واسعة في اليمن وسط تحذيرات من التداعيات - ye
بركان إثيوبيا يتسبب بموجة غبار يضرب أجزاء واسعة في اليمن وسط تحذيرات من التداعيات

منذ ٤ ثواني


اخبار اليمن

مصرع 4 مغاربة من أسرة واحدة اختناقا بالغاز في إسبانيا - ma
مصرع 4 مغاربة من أسرة واحدة اختناقا بالغاز في إسبانيا

منذ ٥ ثواني


اخبار المغرب

المالية والشباب تتصدران المجموعة الأولى ورئاسة الوزراء تهزم رئاسة الجمهورية في بطولة الكرة الطائرة - ye
المالية والشباب تتصدران المجموعة الأولى ورئاسة الوزراء تهزم رئاسة الجمهورية في بطولة الكرة الطائرة

منذ ٥ ثواني


اخبار اليمن

تحية النساء الديمقراطيات للمشاركة النسوية في أسطول الصمود و تنديد لاستهداف سفنه و وائل نوار - tn
تحية النساء الديمقراطيات للمشاركة النسوية في أسطول الصمود و تنديد لاستهداف سفنه و وائل نوار

منذ ٦ ثواني


اخبار تونس

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل